وأشار الدكتور بسام جاموس مدير الآثار والمتاحف في تصريح لنشرة سانا الثقافية أن مملكة ايمار كانت مرفأ مهما تجوب مياهه سفن البضائع من أنحاء العالم القديم كافة كما كانت تصدر الكثير من المواد وتستقبل اخرى من ممالك حوض البحر الأبيض المتوسط الشرقي.
لكن أهم ما يميز هذه المملكة العثور على مجموعة من البقايا المعمارية وفي مقدمتها القصور والمعابد التي أكدت أن المعبد السوري وصفاته انطلقت من هذه المنطقة اضافة الى ما عثر عليه فيها من نصوص مسمارية متطورة تضم كتابات اقتصادية عرفتنا على التجارة الداخلية والخارجية وما كان يتم تصديره واستيراده وكذلك قيام علاقات دبلوماسية بين ايمار والممالك الداخلية والخارجية والأهم من ذلك الهدية الحضارية الثمينة وهي العثور على رقيم مسماري يذكر لنا أيام الأسبوع الحالية “السبت.. الأحد..” وهو نص شكل ثورة معرفية أمام المتخصصين واللغويين كما كان هناك مجموعة من النصوص التي تصف أيام الاحتفالات فكان الرقم 7 من الأرقام المقدسة والتي ما زالت تسيطر على الكثير من احتفالاتنا في العصر الحالي وهي في الحقيقة تعود لتلك الحقبة فقد كانت وما زالت الاحتفالات بالأعراس مدتها سبعة أيام اضافة الى سبع ليال من الاحتفالات المتنوعة.
إضافة إلى كل ذلك وجدت نصوص في ايمار تشير الى آلات موسيقية كان يستعملها الانسان السوري في القرن الرابع عشر قبل الميلاد اضافة الى نصوص دينية متميزة عرفتنا بطقوس العبادة ونصوص معجمية عرفتنا بأسماء مناطق جغرافية وأسماء أنهار وممالك ما زلنا نبحث عن مواقعها ونصوص ملحمية كذلك ولكن أهم ما قدمته هذه المملكة من هدايا عملية النظام السياسي الملكي اذ عرفتنا بأسماء ملوك مملكة ماري وأوغاريت وايبلا وما هي العلاقات السياسية التي كانت تربط بينهم والرسائل الدبلوماسية التي كانت متبادلة بين الملوك.
كما وجدت نصوص تتحدث عن الحياة اليومية في تلك المنطقة وما زالت التقنيات مستمرة في تلك المنطقة حتى اليوم حيث تعمل الان هناك بعثة مختصة بالفترة الإسلامية.
دمشق-سانا