نحو إسقاط المتآمرين على الشعب

عقد المكتب السياسي المركزي في الحزب السوري القومي الاجتماعي جلسة برئاسة رئيس الحزب الرفيق د.علي حيدر، وأصدر في ختامها البيان التالي:

«نحن نقول بمبدأ جوهريّ، مبدأ الصراحة ومعالجة المرض في أساسه..» سعاده، عين زحلتا، في 30 أيلول 1948.

ما إن يحاول سياسيّ من بلادنا الوقوف بوجه ”تجار الحقوق القومية والمصالح الشعبية“ حتى ينقضّ عليه هؤلاء انقضاض الوحوش، فيبدأون بمهاجمته مصوّبين سهام قدحهم وذمّهم على شخصيته، عاملين على تأليب أتباعهم المنتفعين ضدّه، مستعينين بحلفائهم من أرباب المؤسسات الدينية، مستغلّين العصبيات البدائية الطائفية والمناطقية والشركسياسية (من الشركات السياسية التجارية المشرِكة) لتطويقه و”إعدامه“، مبرّرين جريمتهم بالحديث عن مؤامرةٍ على هذه الطائفة أو تلك، وعن قلب ”النظام“ وضرب ”الديمقراطية“ و”تجاوز القوانين“.. فيما يستمرّون هم بمؤامراتهم على الشعب كلّه.

هكذا هوجم تصريح رئيس الحكومة اللبناني الدكتور حسّان دياب الذي أعلن فيه أنه آن الأوان لإيقاف سياسة الكذب والتدجيل على الشعب، ”سياسة المعالجة في الكواليس“، وأنه «يجب أن يكون هناك وضوح ومصارحة مع اللبنانيين»، فاضحًا بعضًا من رؤوس التنّين الداخليين المرتبطين بأسيادهم الخارجيين، متوعّدًا بأن «الدولة ستضرب بيد من حديد».

إلّا أنّ صراحة هذا الخطاب في فضح بعض المرتكبين خطوة إيجابية أولى لا تكفي، فالعبرة في التنفيذ، لأن وضع حدّ لبائعي حقوق الشعب وممتهني كرامة الأمّة ليس أمرًا سهلًا، فاستعادة أموال الشعب المنهوبة لا تحصل دون محاكمة الفاسدين من أرباب المصارف والصيارفة وراعيهم الرسمي حاكم مصرف لبنان، ومن يقف خلفهم من السياسيين المتسلّطين. وإنّ تطهير إدارة الدولة من الفساد يعادل تطهيرها من الخيانة والجاسوسية، ويوازي تحرير أرض الوطن وتطهيرها من رجس المحتلّ. وهنا الخطورة، فأية دولة مغيّبة ستضرب أمراء الطوائف وأصحاب ”الثقب المالي الأسود“ والقلوب السوداء الذين لن يمنعهم شيء من إراقة دماء الأبرياء؟!! بالإضافة إلى أنّ الحكومة الحالية شكّلها النظام الطائفي الذي سيمنع رئيسها وأيّ عضو فيها من تنفيذ أيّ قرار إصلاحي حقيقي. وليس التلويح بالقضاء، الذي ارتهن كثيرون من رجاله لنفوذ المتحكّمين، إلّا مقدّمة لتعطيل القرار بنصوص القوانين الملتوية وحفظ أوراقه في الأدراج، حتى تنزل علينا الدولة من عالم الغيب.

لا نقول هذا لتثبيط العزائم بل ليعيَ الشعب اللبناني أنه مدعوّ إلى التنبّه من أكاذيب المتلاعبين بعواطفه عقودًا من السنين، المتاجرين بدمائه ولا يزالون، وأنه لن ينال حقوقه قبل أن يُلحِق الهزيمة بهؤلاء، وقبل أن يأتي بمن يعبّر عن إرادته ويعمل لتأمين مصلحته وخيره وعزّه.

لتحيَ سورية
المركز، 26 نيسان 2020​​​​​
المكتب السياسي المركزي

مقابلة حضرة الرئيس على الفضائية السورية في 18-3-2015

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *