بيان الطلبة السوريين القوميين الاجتماعيين في ذكرى اغتصاب فلسطين-ايار 2009

بيان الطلبة السوريين القوميين الاجتماعيين شباط 2007

بيان الطلبة السوريين القوميين الاجتماعيين شباط 2007

إن الخلاص لا يبحث عنه في الحكومات بل في الشعب، في إيقاظ وجدانه القومي لحقيقته ومصالحه ومصيره”  سعاده

في الاعتبار غنىً عن الاختبار

أيها المواطنون والرفقاء


نقف وإياكم وقفة تأمل وتعزية ونقول:

إننا نستنكر هذه الجريمة التي ذهب ضحيتها مواطنون أبرياء ومنهم طالب زميل لنا، والتي جاءت عشية الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفقائه، ونستنكر كل جريمة سبقتها وكل جريمة يمكن أن تليَها. ولكن آن للشعب أن يعي، وآن للشباب أن يدرك، أن هذه الجرائم المنظورة سبقتها ومهّدت لها جرائم غير منظورة، يرتكبها كلّ يوم ـ عن جهل وعن غير قصدٍ في الغالب ـ أهلٌ ومدرّسون ووسائل إعلام وأحزاب ومتزعمون وحكومات ومؤسسات من كل نوع، تعيد إنتاج الأنانية الفردية، والحزبيات الدينية، والعصبيات الدموية، والسياسات اللاقومية الضيقة، والعقليات المتحجرة، وتبث هذه الأمراض في نفوس الأجيال فتهدِّمها، وتعمي بصائرها، وتفكك وحدتها، وتفرِّق شملها. فهل هناك أشنع وأخبث وأفظع من هذه الجرائم ترتكبُ، فتسهّل دخول الأيدي الغريبة ـ والذراع اليهودية أوّلها وأطولها ـ فتُسفَك الدماء البريئة، ونشترك والأعداء في إنتاج مصائبنا؟ والمُحزن أن كلّ فئة لا تفتأ ترمي التهم الجاهزة على الفئات الأخرى، تخلصًا من الذنوب والآثام، فإذا بجميعنا ـ والجميع مسؤول ـ  كبش محرقة على مذبح جهلنا.

أيها الزملاء الأعزاء

إن جهلنا هو حليف عدوّنا وليس من صالح هذا الأخير أن نقوى بالمعرفة، لذلك فالمطلوب هو إسقاط الأفكار الفاسدة لا إسقاط أشخاص، والإتيان بنهج صحيح يبني ويعمّر ويحمي ويمنع التخريب. وإن التسامح والتراحم خيرٌ من التصادم والتراجُم، وأنْ نخطئ في العفو خير من أن نخطئ في الاتهام.


وإن الولاء يكون للوطن، للقضية القومية، للمبادئ المحيية التي تضمن حياة الشعب. وكلُّ تجمّع حول إقطاع سياسي أو قضية شخصية أو مبدأ فاسد ليس من الولاء في شيء، بل هو استزلام وعبودية. ولا حرية إلا للواعين، أما الجهال الذين لا يميّزون ففي العبودية يرسفون.

ثم إلى متى نتخبط في معالجة النتائج ونعمى عن معالجة الأسباب؟ وماذا ينفع الإنسان إذا ربح حكومة وخسر وطنًا؟

فلنحارب التنين الذي يعشعش في نفوسنا، فنستطيع محاربة التنين الفاغر فاه قصد إفنائنا وابتلاع وطننا، ولنعلم أن الاستكانة والاستسلام لا ينفيان مسؤوليتنا، فالمستسلمون يتولاهم منتفِع طاغية، والأحرار يتولاهم العقل .

إن الجميع يريد الحرية والسيادة والاستقلال والكرامة والعزّ والحياة الهانئة، ولا تتأمن هذه إلا بعقيدة صحيحة جامعة بانية تحرّر النفوس وتجمعها في اتجاه واحد لتحقق ما تريد.

عسى أن يقبل المريض دواء العقيدة الجامعة المنقذة قبل خراب البصرة، وكم من بصرة في هذه الأمة خرِبت ولم تفطن لخرابها بصيرة.

في 14 شباط 2007           الطلبة السوريون القوميون الاجتماعيون

أقرّ نشر هذا البيان رئيس الحزب الدكتور أنطوان أبي حيدر

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *