أسّس أنطون سعادة الحزب السوري القومي الاجتماعي في 16 تشرين الثاني 1932، في ظلّ الاحتلال المثنّى البريطاني -الفرنسي لسورية الطبيعية بعد اقتسامها في اتفاقية سايكس- بيكو عام 1916. وقد أنشأ سعادة الحزب ليس لأنّ الانتداب موجود، بل لغاية أساسية إصلاحية كبرى وهي “بعث نهضة سورية قومية اجتماعية تكفل تحقيق مبادئه وتعيد إلى الأمّة السورية حيويتها وقوّتها، وتنظيم حركة تؤدّي إلى استقلال الأمّة السورية استقلالاً تامًّا وتثبيت سيادتها وإقامة نظام جديد يؤمّن مصالحها ويرفع مستوى حياتها والسعي لإنشاء جبهة عربية.”
اتّخذ الحزب الصفة السرّية مدة ثلاث سنوات “صيانة له من هجمات الفئات الّتي تخشى نشوءه نموّه ومن السلطات الّتي قد لا ترغب في وجوده.” واكتُشف أمره عام 1935، فاعتقِل زعيمه وحوكم وسُجن ثلاث مرات.
عقيدة الحزب تشتمل على مبادئ أساسية تكشف حقيقة الأمّة السورية وتعّين قضيتها ومصلحتها في الحياة انطلاقًا من مبدأ «سورية للسوريين والسوريون أمّة تامّة»، وعلى مبادئ إصلاحية تخطط لنهضتها ورقيها كفصل الدين عن الدولة وجعل الإنتاج أساس توزيع الثروة والعمل وإيجاد جيش قوي يكون ذا قيمة فعلية في تقرير مصير الأمّة والوطن.
سافر سعادة عام 1938 إلى أميركا الجنوبية لتقوية العمل الحزبي في المهجر، لكنه مُنع من العودة إلى الوطن قرابة تسع سنوات، اتّهِم الحزب خلالها بأنه عميل للفرنسيين تارة وعميل للألمان تارة أخرى وذلك تبريرًا لضربه واضطهاد أعضائه. وبعد عودة سعادة في آذار 1947 انتقل الاضطهاد من يد السلطات المحتلة إلى يد الحكومة اللبنانية التي ضيّقت الخناق على الحزب وصولاً إلى إعدام زعيمه في 8 تموز 1949 بعد محاكمة صورية ظالمة، وسجن وإعدام الكثير من أعضائه.
انتقلت قيادة الحزب إلى الشام، وتولّى رئاسته جورج عبد المسيح الذي اتُّهم بتدبير جريمة اغتيال عقيد في الجيش الشامي هو عدنان المالكي بهدف ضرب الحزب مرة أخرى خوفًا من زيادة انتشاره ونموّه. وقد خطط هذه الجريمة ونفّذها الموساد اليهودي والمخابرات الأميركية والمصرية، وكانت نتيجتها الطرد من الوظائف والسجن والتعذيب والإعدام لعدد كبير من أعضاء الحزب وبنشوء خلل داخلي تمثل بصدامٍ بين عدد من الأعضاء المركزيين الذين ظهر انحرافهم عن العقيدة واتجاههم نحو السياسة العتيقة التسووية، فحصلت انتفاضة في الحزب عام 1957 طُرد على إثرها هؤلاء ومن تبعهم من الصفّ الحزبي الذين أنشأوا تنظيمًا (وأحيانًا أكثر) حمل اسم الحزب وانتحل صفته ولا يزال.
لم يشارك الحزب السوري القومي الاجتماعي في الحرب الداخلية في لبنان لأنه يرى أنّ السلاح يجب أن يوجّه فقط إلى العدوّ الذي اغتصب فلسطين وإلى كلّ من يعتدي من الخارج، علمًا أنّ الحزب لا يزال يعمل بترخيص رسمي من الحكومة اللبنانية، بموجب علم وخبر رقم 899/اد، الصادر عن وزارة الداخليّة في لبنان بتاريخ 6 تشرين الأول 1970، ومع انتهاء هذه الحرب عام 1990 انطلق الحزب انطلاقة كبيرة في عمله، لكن التعتيم الإعلامي وتشويه الصورة استمرا وبقي الحزب على اتجاهه. وفي العام 2005 رفض الحزب الانضمام إلى الجبهة الوطنية التقدمية في الشام لأنها تتنافى مع مبادئه وغايته.
توالى على رئاسة الحزب: جورج عبد المسيح، ابراهيم دانييل، يوسف قائدبيه، د. أنطوان أبو حيدر، د. علي حيدر.
نبّه الحزب منذ نشوئه وحتى اليوم، من خطر الأمراض الاجتماعية الداخلية التي تشكل عوامل مساعِدة لتنفيذ المؤامرات الخارجية والمخططات التي تحاك ضدّ الشعب السوري، ومن الأمثلة على ذلك أن الحزب نبّه، قبل نشوء الأحداث الحالية في الشام بسنوات، من خطر الانفجار الداخلي. وهو يرى أن عقيدته وخطته لا تزالان طريق الخلاص الوحيد لهذا الشعب.
في 5 نيسان 2012 عمدة الإذاعة
أقرّ نشر هذه النبذة رئيس الحزب الدكتور علي حيدر.
اتّخذ الحزب الصفة السرّية مدة ثلاث سنوات “صيانة له من هجمات الفئات الّتي تخشى نشوءه نموّه ومن السلطات الّتي قد لا ترغب في وجوده.” واكتُشف أمره عام 1935، فاعتقِل زعيمه وحوكم وسُجن ثلاث مرات.
عقيدة الحزب تشتمل على مبادئ أساسية تكشف حقيقة الأمّة السورية وتعّين قضيتها ومصلحتها في الحياة انطلاقًا من مبدأ «سورية للسوريين والسوريون أمّة تامّة»، وعلى مبادئ إصلاحية تخطط لنهضتها ورقيها كفصل الدين عن الدولة وجعل الإنتاج أساس توزيع الثروة والعمل وإيجاد جيش قوي يكون ذا قيمة فعلية في تقرير مصير الأمّة والوطن.
سافر سعادة عام 1938 إلى أميركا الجنوبية لتقوية العمل الحزبي في المهجر، لكنه مُنع من العودة إلى الوطن قرابة تسع سنوات، اتّهِم الحزب خلالها بأنه عميل للفرنسيين تارة وعميل للألمان تارة أخرى وذلك تبريرًا لضربه واضطهاد أعضائه. وبعد عودة سعادة في آذار 1947 انتقل الاضطهاد من يد السلطات المحتلة إلى يد الحكومة اللبنانية التي ضيّقت الخناق على الحزب وصولاً إلى إعدام زعيمه في 8 تموز 1949 بعد محاكمة صورية ظالمة، وسجن وإعدام الكثير من أعضائه.
انتقلت قيادة الحزب إلى الشام، وتولّى رئاسته جورج عبد المسيح الذي اتُّهم بتدبير جريمة اغتيال عقيد في الجيش الشامي هو عدنان المالكي بهدف ضرب الحزب مرة أخرى خوفًا من زيادة انتشاره ونموّه. وقد خطط هذه الجريمة ونفّذها الموساد اليهودي والمخابرات الأميركية والمصرية، وكانت نتيجتها الطرد من الوظائف والسجن والتعذيب والإعدام لعدد كبير من أعضاء الحزب وبنشوء خلل داخلي تمثل بصدامٍ بين عدد من الأعضاء المركزيين الذين ظهر انحرافهم عن العقيدة واتجاههم نحو السياسة العتيقة التسووية، فحصلت انتفاضة في الحزب عام 1957 طُرد على إثرها هؤلاء ومن تبعهم من الصفّ الحزبي الذين أنشأوا تنظيمًا (وأحيانًا أكثر) حمل اسم الحزب وانتحل صفته ولا يزال.
لم يشارك الحزب السوري القومي الاجتماعي في الحرب الداخلية في لبنان لأنه يرى أنّ السلاح يجب أن يوجّه فقط إلى العدوّ الذي اغتصب فلسطين وإلى كلّ من يعتدي من الخارج، علمًا أنّ الحزب لا يزال يعمل بترخيص رسمي من الحكومة اللبنانية، بموجب علم وخبر رقم 899/اد، الصادر عن وزارة الداخليّة في لبنان بتاريخ 6 تشرين الأول 1970، ومع انتهاء هذه الحرب عام 1990 انطلق الحزب انطلاقة كبيرة في عمله، لكن التعتيم الإعلامي وتشويه الصورة استمرا وبقي الحزب على اتجاهه. وفي العام 2005 رفض الحزب الانضمام إلى الجبهة الوطنية التقدمية في الشام لأنها تتنافى مع مبادئه وغايته.
توالى على رئاسة الحزب: جورج عبد المسيح، ابراهيم دانييل، يوسف قائدبيه، د. أنطوان أبو حيدر، د. علي حيدر.
نبّه الحزب منذ نشوئه وحتى اليوم، من خطر الأمراض الاجتماعية الداخلية التي تشكل عوامل مساعِدة لتنفيذ المؤامرات الخارجية والمخططات التي تحاك ضدّ الشعب السوري، ومن الأمثلة على ذلك أن الحزب نبّه، قبل نشوء الأحداث الحالية في الشام بسنوات، من خطر الانفجار الداخلي. وهو يرى أن عقيدته وخطته لا تزالان طريق الخلاص الوحيد لهذا الشعب.
في 5 نيسان 2012 عمدة الإذاعة
أقرّ نشر هذه النبذة رئيس الحزب الدكتور علي حيدر.