مقتطفات لحضرة الزعيم عن الأم

القضية الوطنية «المجلّة» الجزء الأوّل، السنة العاشرة، شباط 1924
إذا كان أحد يشكّ في وجود هذه التعاسة فليذهب إلى ذلك الوطن التعيس وهناك يشاهد ويسمع ما يذيب مهجته ويحرق قلبه – هناك يرى الفتيات يبكين وينحن على أهلهن وأنفسهن، وليس هنالك من يشفق ويعزّي، وليس سرور في مكان ما – هناك اليتامى تعول والثكالى تنوح ومصائب الفحش والموبقات تربى على ويلات الحروب والنكبات – هناك يرى الناظر من بقي من الأمّهات تحضن من بقي من الأطفال ويجلسن الليل كلّه ساهرات منقبضات القلوب، مرتجفات الأعضاء، يتوقّعن في كلّ دقيقة من دقائق الليل قدوم طارق يريد انتزاع الولد من أمّه أو انتزاع الأمّ من ولدها – هذه هي تعاسة الوطن الّذي ننتسب نحن إليه ولا يمكننا أن ننكر أنّنا تحت سمائه رأينا للمرّة الأولى في حياتنا نور الحياة!
مذكّرات
1 مارس 1929
ها قد ابتدأ يوم جديد من أيّامي. في هذا اليوم يبتدئ شهرك يا مارس وفي هذا اليوم ابتدئ أنا سنتي الخامسة والعشرين وبابتداء هذه السنة ابتدئ التسجيل لحساب الحياة الّتي أوجدتك وأوجدتني.
وفي هذه الدقائق الأولى الّتي تعيد أوّل نسماتك وأوّل أنفاسي أسمع في بلاد غربتي، وسط الليل المخيّم صوتًا رخيمًا ما أحلاه يناديني: «يا ابني أين أنت؟». فأرفع رأسي وأنظر في وجه السماء المقنّع كوجه إيزيس وأنادي: «يا أمّي أين أنتِ؟».
وأعود فأسمع صوتًا آخر يناديني: «يا ابني أين أنتَ؟» فأعود إلى التحديق في وجه الأفق وأنادي: «يا بلادي أين أنتِ؟».
أمّي وبلادي ابتدءا حياتي وستلازمانها إلى الانتهاء.
فيا أيّها الإله أعنّي لأكون بارًّا بهما.
23 يوليو 1930 (على الباخرة في الطريق إلى الوطن)
أين الوطن… إلى هناك تشتاق نفسي ويتزايد حنيني.. هناك حضنتني أمّي وهناك ترعرعت…
إلى جورج بندقي في 11 شباط 1940
..في الصفحة الأولى من العدد الممتاز [ من “سورية الجديدة”] تنشر صورة جديدة للزعيم مرسلة من هنا بالبريد العادي مع صورة لأمّه وصورة لأبيه. فتؤخذ كليشه عن صورة أمي من عند أخي إدوار وعن صورة أبي وهو يكتب، فتوضع صورة أمي عن يمين صورتي وصورة أبي عن شمال صورتي وهاتان الصورتان تكونان أعلى قليلاً من صورتي التي تكون في الوسط وتكون بقطع أصغر من قطع الصورة المركزية…
في مأتم والدة نعمة ثابت
إن الشعب الذي ينجب نساء يعملن للفضائل الباقية فيشعرون بحاجات الأمّة ويقمن بنصيبهن في سبيل سدّها ويؤدين واجبهن بتربية أولادهن على الفضائل القومية التي فيها خير الأمّة؛ إن الشعب الذي يُخرِّج للعالم أمّهات من هذا النوع، ورجالاً يتربّون في أحضان هؤلاء الأمّهات ليخرجوا رجالاً عاملين لخير أمّتهم وعلوِّ شأنها، هو شعب قد أبصر الخلود وأخذ يسير في طريق الخلود.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *