أيها الحبيبان النائمان حبّتي قمحٍ في تراب الوطن،المتجاذران شِباكًا من حصيد وحُبّ،المتهامسان حفيفَ سنابلَ عاشقةٍ لأن تبذر حبّاتها، حبات قلبها،في أثلام أديمٍ ارتوى بثلجٍ من قمم، أدهش نقاؤه نورًا ودجى.علّمانا أيها الشهيدان كيف جعلتما الطرقات قناديل معلقة على حصون وفي شوارع.علّمانا كيف واجهتما الرصاص بقلب من عقيدة.كيف نامت روحكما مطرًا ربيعيًّا دافئًا؟خذانا أيها الحبيبان في امتزاج لون عيونكما إلى طيف من زرقة السماء وشهد الأرض.يأتي فجر الثاني من أيار 2012 ومعه خبر استشهادكما كما النار في القلب، ومن يُطفئها؟! أب أو أمّ أو أخوة أو زوجة وطفلة؟! نعم من أطفأ نار الخبر بصوت من ثبات وفخر وإيمان هم أهل قتلوا الخوف وحملوا الحياة في قلوبهم من جنوب إلى كل مكان فيكِ أيتها البلاد العطشى إلى الموقف من أبناء شعبك الأصيلين الذين وإن ضُلّلوا، فلن يكون في الآتي من الزمن إلّا إرادة تفرضها الشهادة لون الكرامة.إليكما أيها الحبيبان نتقدّم وفي قلوبنا حنين وفي عزيمتنا مضاء، نحمل مدنًا راياتٍ نرفعها إلى حيث تحلّق جبهاتنا.أيتها الشهادة نظنّ أننا نعرفك فيطالعنا شهيد من أمس ومن غد، فنرى فيك كلّ جديد.تدهشيننا بما تمتلكين من أسماء ومن صفات.نقترب إلى بعض من مخزونك فيباغتنا صوتك الذي لا يمكن أن يسمعه إلّا أبناء النور- أبناء الحياة؛ صوتك الذي يهدر كما صوتٍ آتٍ من جيش الوقفة العزيزة.أيتها الشاهدة علينا قسمًا، نحن سائرون نحوك لتحيا سورية إننا مستشهدون.
في 02 أيار 2023
الرفيق ربيع الحلبي