في مثل هذا اليوم منذ عشر سنوات توفّي ناموس المكتب المركزي الرفيق جان طوق فنعاه رئيس الحزب وأرسل برقية تعزية جاء فيها:
«تمرّس الرفيق جان طوق بما اعتنقه من قيم ومبادئ، فكان من المعبّرين الحقيقيّين عن جمال مطالب المجتمع، وكلّ من تعرّف إليه، من رفقاء ومواطنين، كان يرى فيه هذه القيمة وهذا التعبير، وليس من رفيقٍ عرفه إلّا أحبّه وتأثّر به، فكنّا عائلته الكبيرة، حيث لم يؤسّس هو عائلةً خاصّةً به. وكان لنا الرفيق والأب والأخ والصديق، المبدع والمحبّ والمقدام.
ليس سهلًا أن نفترق عنه بالجسد، لكنّ عزاءنا أنّه لا يفارقنا أبدًا ببسمته الشامخة، ونخوته المقْدِمة، ودمعته المحبّة، وهو باقٍ ببقاء المجتمع الذي أدرك حقيقته، وانتمى إليه ولم يوالِ غيره، وعمل لمصلحته حتى في مرضه، وحتى آخر لحظةٍ عرفناه فيها.
نعاهدك، يا رفيق جان، أن نبقى، كما بقيت، وكعهد الزعيم بنا، عاملين لنضيء لجيلنا والأجيال التي لم تولد بعد، طريق النهوض، مصارعين لعزّ سورية.
البقاء للأمة والخلود لسعاده».
في 19 نيسان 2013
رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي
الدكتور علي حيدر
وقد أقيمت مراسم الدفن للرفيق طوق في بلدته بشرّي في 20 نيسان 2013.
كما أقام الحزب لقاء تعزية في مكتب الحزب المركزي، نهار الخميس الواقع فيه 2 أيّار 2013، حيث ألقيت كلمات عدة اخترنا منها كلمة منفذ عام منفذية كندا العامة الرفيق جوزف حداد وكلمة مديرة مديرية الثبات الرفيقة فداء قاسم.
كلمة منفذ عام منفذية كندا العامة
«حين نتذكر الرفيق جان طوق، تظهر فورًا في ذاكرتنا صورته وابتسامته الوادعة المطمئنة وحضوره الدائم في مكتب الحزب المركزي. لم نره مرةً يتأفف أو يتذمّر، بل هو دائمًا يعمل ويبذل الجهد دون منّة أو حساب، مقتديًا بقول معلمٍ سوريٍّ «مجاناً أخذتم …مجانًا اعطوا»، طالما أن الحاصل النهائي يصبّ في مصلحة المجتمع.
إذا كنا سوف نفتقد الرفيق جان كشخصٍ، فإن فاعليته كإمكانية باقية أبدًا ببقاء الحياة في المجتمع السوري. البقاء للأمّة بانتصار الحياة بأبنائها الأبرار».
الرفيق جوزف حداد
كلمة مديرية الثبات
رنّ جرسُ الهاتف في منزلنا ظهر الجمعة في 19 نيسان 2013. إنه الرفيق نزار يسأل: متى رأيتِ الرفيق جان آخر مرّة؟ في هذه اللحظة أدركت الأمر، ولكنني تأملت.. بعدها كان عليَّ أن أُجري عدة اتصالات لأطمئنّ عليه، وكنت بين الاتصال والآخر أذرع المنزل جيئة وذهابًا دون هدف، والأفكار تتزاحم في رأسي مع الذكريات…
فَلْفَشْتُ في ذاكرتي واستنبشتها وعتِبتُ عليها: كيف لم أعدْ أذكر؟ كيف وأين التقيتُه لأوّل مرّة. ربّما في العام 1996 أو 97، ولكنني بكلّ تأكيد أذكر مخيّم عيناب.. مسرحية ”راجعون“.. البيجو Peugeot 504، فقد كان مسؤولاً عن اللجنة الفنية المركزية، وكنت إحدى ”الموهوبات“ في التمثيل، فأسند إليّ دورًا في المسرحية، وغدا يمرّ بي في الأسبوع مرّتين ليأخذني إلى المخيّم للتمرّن… وكثرت اللقاءات والنشاطات ومرّ الزمن.
مؤخّرًا، عُيّنتُ مديرة لمديرية الثبات، وكان هو أحد الثابتين فيها، في الإيمان. ودون تكليف أو تعيين من أحد، كلّف نفسَه مدرِّبًا للمديرية.. فهل يجرؤ أحد على التكلّم دون إذن في الاجتماع الدوريّ؟ هل يجرؤ أحدٌ على أن يضع سهوًا رِجْلاً فوق رِجْل؟ يسارع الرفيق جان إلى أخذ إذن بالتكلّم وينبّه الرفيق ليُصلح جلستَه، وأحيانًا لا ينتظر فينبّه الرفيقَ دون أخذ إذن بالتكلم، وهذه هي الحالة الوحيدة التي يخرق فيها الرفيق جان النظام…
رفيقي الحبيب جان!
لن أبكيك الآن، ولم أفعل، لأنّ ذكراك ترافقنا دائمًا، بالنكتة الحاضرة، بالابتسامة الوادعة، بالتعليقات الذكية الفكاهية، بالانفعالات الغاضبة عندما لا يُنفّذ الأمر الحزبي كما يجب.
”شيخ جان“! يسعدني أنني قد أدخلتُ السرورَ إلى قلبك في بعض الأحيان.
لك تحيّةُ الحياة…
الرفيقة فداء قاسم
نبذة عن الرفيق جان طوق
– من مواليد بشرّي عام 1931.
– انتمى إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1948، وتمرّس بقَسَمه حتى آخر لحظة من حياته. كان ثابتًا وعميقًا في إيمانه، مثالاً في الطاعة والمثابرة والعمل بصمت، على ابتسامةٍ لا تفارق محيّاه، ودعابة لطيفة تسرّ السامعين.
– تولّى مسؤولية محصّل في مديرية المصيطبة، ومدرّب وناموس ومدير في مديرية الأشرفية، وعضو ورئيس لجنة مديرية، وعضو مجلس منفذية، ومندوب دار الركن في معارض الكتب، ورئيس الفرقة الفنية في الحزب.
– أخرج عددًا من المسرحيات تحت عنوان: ألحان وأضواء، نذكر منها: تاريخ مجد، وراجعون..
– شارك في فيلم ”لمن تشرق الشمس“ مع الممثلة ”نور الهدى“ في خمسينيات القرن الماضي.
– تولّى مسؤوليّة أمين سرّ مكتب الحزب المركزي لعشرات السنين.
– قام الحزب بتكريمه في آذار عام 2009.
– توفّي في 19 نيسان 2013.
البقاء للأمّة