ألقى الرفيق فادي اسماعيل كلمة الحزب في ندوة دعا إليها حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري، وذلك في مقرّ الحزب، قرية فافين، ريف حلب، صباح أمس في 11 نيسان 2023.
تناولت الندوة الممارسات الإجرامية التركية ومرتزقته بحق الأكراد في منطقة عفرين، وكانت آخر هذه الممارسات، العملية الإجرامية ليلة عيد النوروز في 20 شباط الماضي حيث قامت بقتل 4 مدنيين من أسرة واحدة أثناء البدء بطقوسهم الاحتفالية.
وفيما يلي نص الكلمة:
تحيا سورية
الأصدقاء في حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري
الأصدقاء في الأحزاب السورية الكردية
السادة الحضور
تحية سورية قومية اجتماعية
في ليلة عيد الربيع، عيد الأم وعيد النوروز، حصلت جريمة مقتل أربعة مواطنين سوريين أكراد من عائلة واحدة في بلدة جنديرس بمنطقة عفرين، على يد عناصر من فصيل أحرار الشرقية المسلح التابع لما يسمى بالجيش الوطني السوري، بحجة إشعال النيران في عيد النيروز. وقد هزت هذه الجريمة وجدان السوريين الأحرار، وعادت لتسلط الضوء على الممارسات الحاصلة من قبل العصابات المرتزقة التابعة لأنقرة وخصوصًا في منطقة عفرين، حيث يسعى الاحتلال التركي عبر مرتزقته من الميليشيات المتواجدة هناك إلى عملية التغيير الديمغرافي وتفريغ المنطقة من السوريين الأكراد، محاولةً من الاحتلال التركي لتطبيق مقررات المجلس الملي العثماني وإعادة إحياء الامبراطورية الاستعمارية الدموية.
بعد احتلال عفرين، خرج منها من خرج، وبقي الكثيرون من أهلها في بيوتهم وأراضيهم محاولة منهم لإبقاء هذا الإرث والهوية السورية الكردية في المنطقة، لكن الاحتلال التركي وعبر أدواته مارس بحق الأهالي أبشع أشكال المعاملة والإجرام، حيث صادرت المنازل وقطعت أشجار الزيتون المعمرة وأحرقت الغابات والمواسم الزراعية وأنشأت المستوطنات.
بعد ارتكاب الجريمة في جنديرس، قامت العصابات المسلحة وبأوامر تركية بتسليم ثلاثة مسلحين صغار على أنهم القتلة، وتدخل الجولاني الإرهابي ليستثمر هذه الجريمة لإعادة وجوده في عفرين بحجة حماية المدنيين.
إن تركيا هي المسيطرة على هذه المنطقة، تعين وتعزل وتأمر وترفض … الخ..
لماذا حصل هذا الصمت التركي بحق الفصائل التي يتبع لها القتلة؟
لماذا لم يفرض الاحتلال التركي على الفصائل وجوب عدم التدخل في شؤون المدنيين وممارسة حياتهم وطقوسهم الاجتماعية والدينية؟
هناك الكثير من الأسئلة لكن الاجابة عنها بأن هناك رضا تركيًا للأفعال اللاإنسانية تجاه سكان تلك المنطقة، وخصوصًا أهلنا السوريين الأكراد.
من حق السوريين الأكراد ممارسة طقوسهم الاحتفالية كونهم يعبرون عن حالة ثقافية قديمة مستمرة إلى يومنا هذا، بدون أي ضرر أو خدش لمشاعر الآخرين.
”المجتمع الدولي“ لم يكن يومًا رافضًا لممارسات الاحتلال التركي في سورية، ولم يصدر أي بيان من الدول المناهضة لسورية يرفض دخول الجيش التركي إلى سورية، أو دعمها العسكري واللوجستي للخارجين عن القانون، أو فتح تركيا حدودها لدخول الارهاب والسلاح.
نحن الآن مقبلون على مرحلة سياسية إقليمية ودولية بخصوص سورية، لكن هذا الحوار لن يبدأ عبر قنواته الدبلوماسية الرفيعة إلا بعد انسحاب الاحتلال التركي الكامل من الأراضي السورية ومنع تدخله في الشأن السوري الداخلي.
أيها الرفقاء، إن كان هناك حل سياسي في المنطقة، فيجب أن يكون بسبب المقاومة، المقاومة المسلحة ضد الاحتلال التركي، أن تكون المقاومة هي الفعل المسبب لخروج الاحتلال التركي والحل السياسي.
يقول زعيمنا انطون سعاده: «إننا نحب الحياة لأننا نحب الحرية، ونحب الموت متى كان الموت طريقًا إلى الحياة».
تحية لأرواح الشهداء وتحية للمقاومين.
ولتحيَ سورية.
11/4/2023
منفذية حلب العامة
الرفيق فادي اسماعيل