فلسطين ضحية سياسة الخصوصيات والتزوير

«إنّ كارثةَ فلسطين مسؤولةٌ عنها سياسةُ الخصوصيّات والحزبيّات الدينية والعشائرية! ». سعاده، 1947

أن تُترك فلسطين في شدق التنين وتحت ضربات مخالبه كلّ هذه السنين، وأن يقف كثيرون من أبناء شعبنا متفرّجين بكلّ برودة، غير مبالين بنكبتها وبمأساة أخوتهم في الوطن، وغير مدركين أن مسألة فلسطين تخصّهم كما تخصّ الفلسطينيين، بل أن يكرهوا ويحاربوا أبناء بلدهم ممن يدافع عنها ويريد تحريرها، وأن يروا ”التطبيع“ مع العدوّ أمرًا عاديًا، وأن يطالبوا بترسيم الحدود التي فرضها المستعمر بتقسيمه وطننا سياسيًا، كلّ ذلك وغيره سببه جهل الهوية القومية واستفحال ”سياسة الخصوصيّات والحزبيّات الدينية والعشائرية“، هذه السياسة التي تدفع البعض، في الوقت نفسه، لكي يهبّ ضدّ أبناء بلده في ثورة أحقاد مرعبة بمناسبة انتخابات نيابية أو تصريح متزعّم أو مشكل فرديّ على أتفه أمر؛ هذه السياسة اللاقومية التي لا تهتمّ لاحتلال الوطن، ولا لنهب موارده، هذه السياسة التي يتّخذ أصحابها مواقف لا مصلحة فيها إلّا للأجنبي؛ هذه السياسة التي شبّهت لشعبنا أن جيوشًا عربية أتت لنجدة فلسطين وتحريرها، تمامًا كما تشبّه للشعب أن هنالك انتخابات نيابية.
ومثلما يعتمد العدوّ الخدائعَ وتزوير الحقائق تعتمد السياسةُ اللاقومية تزييفَ المبادئ والتلاعب بكلمات ”الحرية“ و“الاستقلال“ و”السيادة“، وتزوير الإرادة العامة بقوانين انتخابية دينية سائدة في جميع الدول السورية، قاطعة ”الأعناق“ وقاطعة الطريق السياسي على الحزب السوري القومي الاجتماعي، وقد سبقت القوانين الانتخابية الفاسدة هذه قوانين المصارف اللبنانية الاحتيالية التي قطعت الأرزاق لصالح أصحاب المشاريع الشخصية وأزلام الأجنبي الذين يستغلون عوز أتباعهم الطائفيين وحاجاتهم ويحرّضونهم بمعاونة بعض رجال الدين الذين ”لو اطَّلَعْتَ عليهم“ لوجدتهم من ملحدي الوطن.
أيها الجيل الجديد
انصر رجالك الأوفياء، مريدي خيرك الذين بذلوا أموالهم ودماءهم من أجل فلسطين وتحرير كلّ جزء من أرض وطنك.
عدوّك الداخلي هو سياسة النفاق والفساد والتحريض الطائفي، هو قيود نفسية كبّلت أسلافك، فلا ترضى ببقاء الذلّ.
أيها الشعب النبيل
لقد أصدر عبيد الأجنبيّ الذين يهينون كرامتك القومية بفنون التذلّل أمامه مذكَّرة توقيف بحقك لإقصائك عن نهضتك وطريق حياتك العزيزة تمهيدًا لاستسلامك، فاستيقظ وارذلهم لتحيا حرًّا عزيزًا.
المركز، في 15 أيار 2022
عميد الإذاعة
الرفيق إيلي الخوري

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *