عشاءٌ إسخريوطيّ

الحزب السوري القومي الاجتماعي
عمدة الخارجية

عشاءٌ إسخريوطيّ

«لا أدري، يا سيدي، إذا كان في المأدبة التي أدبتها لكم الجمعية الصهيونية شرف لكم أو لها، بل لا أدري إذا كان في تلك المأدبة شرف على الإطلاق.» سعاده، 1931

مرّ خبر تخصيص سفير لبنان في فرنسا، رامي عدوان، اليهود الذين يحملون الجنسية اللبنانية والمقيمين في فرنسا بالدعوة إلى “لقاء عائلي” لحثّهم على المشاركة في الانتخابات النيابية اللبنانية، مرور الكرام بين الأوساط الثقافية والسياسية في لبنان، حيث سكت البعض، والبعض الآخر اكتفى بعرض تبريره، جاعلًا من نفسه أداة للأعداء، لاجئًا إلى تفسير ماهيّة الكيان اللبنانيّ، والانفتاح المزعوم الذي لا يُفرّق بين لبنانيين ذاقوا المجازر على يد العدوّ، وبين لبنانيين (ومن ضمنهم “الطائفة الإسرائيلية”)، “لجؤوا” إلى ذلك العدوّ هربًا من محاسبة القوانين اللبنانية على ما اقترفوه بحقّ الوطن والشعب!

هذه الدعوة “الملغومة”، في توقيتها وشكلها، تفتح أبواب الأسئلة، التي تستوجب ردودًا واضحة وسريعة، على مصراعيها:

  • هل يعرف السياسيون من مؤيّدي “التطبيع” مع العدوّ في لبنان، ومنهم السفير عدوان أنّه لا يوجد في العالم طائفة تحمل اسم ”الطائفة الإسرائيلية“ إلّا في لبنان، وأنّ الغرض من هذه التسمية المفروضة بدفعٍ من اليهودية العالمية كان التمهيد لابتلاع لبنان أولًا من قبل ”إسرائيل“ المزمع إنشاؤها؟
  • هل تأكّد السفير عدوان من عدم حمل أيّ من هؤلاء للجنسية “الإسرائيلية”؟
  • هل تأكّد السفير عدوان من مواقف هؤلاء من الاحتلال “الإسرائيلي”، ومن عدم مشاركتهم في دعم كيان العدوّ بأيّ شكل من الأشكال؟
  • هل تأكّد السفير عدوان من كون أيّ من مدعوّيه لا يتواصل مع العدوّ؟

مع الإشارة إلى أنّ كيان الاحتلال لا يقيم وزنًا للهوية الكيانية، بل يسبغ الأهمية القصوى على الهويّة الدينية، فينكّل بالفلسطينيين الحاملين لجواز سفره، ويكرّم اليهود الذين لا يحملون هذا الجواز…

ومع الإشارة إلى أنّ كلّ من الإشكاليّات التي أثرناها أعلاه كفيل بحرمان أيّ مواطن من حقّه بالانتخاب، كون ارتكاب تلك الأفعال يشكّل جناية في القانون اللبناني، ومع التنبيه إلى أنّ هؤلاء المدعوين ليسوا مواطنين لبنانيين بالمعنى الجوهري.
وهنا لا يسعنا إلّا أن نتساءل:

لماذا يتم تخصيص اليهود الذين يحملون الجنسية اللبنانية بدعوة إلى “لقاء عائلي”؟
ماذا قدّم هؤلاء للبنان سوى التآمر على حقّ شعبه حتى يخصصهم السفير بلقاء على شرفهم؟!!!
إن الأجوبة على هذه الأسئلة تحدّد نوع تفكير وأخلاق ومناقب المسؤول.
وبالمقابل، فإن تردّد المدعوين وخوفهم من تلبية الدعوة يُظهر بوضوح منقطع النظير أنّ “العائلة” التي يلهث وراء وهمها السفير عدوان ما هي إلّا سراب، وخطوة نحو مزيد من الخراب.

في هذا السياق، يصبح مشروعًا السؤال عمّا إذا كانت هذه الدعوة – بتوقيتها المشبوه مع موجة “التطبيع“ التي تعصف بالمنطقة – تعبّر عن سياسة حكومة “صندوق النقد الدولي” الجديدة.
ويعزّز هذا التوجّه تصريحُ وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب بشأن عاموس هوكشتين “الإسرائيلي” معتبرًا أن الدولة اللبنانية تتعامل معه “كموفد أميركي”، متعاميًا عن كون ذلك الموفد قد خدم في جيش العدوّ، وأنه بكل وقاحة جاء يفاوضنا على أرضنا التي أُريقت في سبيلها دماء أبناء شعبنا لدحر جيشه المحتل عنها.

نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي، نحمّل وزارة الخارجيّة اللبنانيّة مسؤوليّة تصريحات السفير عدوان، ومن خلفها الحكومة بما يختص بتصريحات الوزير بو حبيب، ونعلن أنّ تكرار محاولات فتح باب ”التطبيع“ مع العدوّ وتغليفها بلباس زائف من “التسامح والديمقراطية”، هو موقف ذليل لمن ينادي به، لا بل هو خيانة صارخة لمصالحنا ومسٌّ بكرامة شعبنا وشهدائنا، ونذكّر إن نفعت الذكرى، أنّ الشعب سيقتصّ من الخونة وأنّ التاريخ لن يرحمهم.

عمدة الخارجية
المركز في 27-10-2021

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *