كلمة في الرفيق عبد الباسط حلواني

كتب الرفيق حبيب حمود هذه الكلمة في الرفيق عبدالباسط حلواني الذي توفي في مثل هذا اليوم من العام الماضي (24 تشرين الأول 2020).

كلمة في الرفيق عبد الباسط حلواني

«قد تسقط أجسادنا أمّا نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود.» سعاده

هذه الآية الاجتماعية النفسية التي يؤمن بها القوميون الاجتماعيون.
قبل رحيله بأشهر عدة، طلب منا الرفيق عبد الباسط حلواني أن نُعدّ له “شاهدة“ قبره، مكتوب عليها اسمه فقط، ويعلوها الزوبعة الحمراء محفورةً مع الآية الآنفة الذكر.
هذا هو الرفيق عبد الباسط الصراعي، المدهش بحضوره وهدوئه الأخّاذ، وقدرته العالية على الحوار العقلاني الدقيق الذي يفوق الوصف.
مضى وهو يحيا عقيدته منهج حياة وفكر، لا يحيد عمّا آمن. ولقد كانت له قدرة نفسية جبّارة في شرح مفاصل عقيدته أمام أيّ كان.
أقسم أنه لم يكن يرهب– كما زعيمه- كائنًا من كان، سواءً مفتيًا أو رجل سياسة أو أمن أو فكر..
صُلبٌ في عقيدته الحقّة، وأقول صادقًا..
رافقتُه ما ينوف على الثلاثين عامًا، وبشكل شبه يومي، وبلا أية مبالغة لم أعهد منه لا قولًا صريحًا أو تلميحًا ينمّ عن انحياز، مهما قلّ، تجاه حالة فردية أو طائفية أو مذهبية– وهو لا يعرفها– أقول جازمًا بذلك.
لم يكن يقطع أمله بأيّ رفيق ضلّ أو انحرف. متابعٌ مثابر من طراز رفيع.
كان مراقبًا دقيقًا لحركات القوميين والمواطنين ومدى انطباقها على العقيدة، وصحة إيمانهم، وتنبيههم بلطفه المعتاد.
جلّ قراءته هو في العقيدة السورية القومية الاجتماعية ودستورها ونظامها وتاريخها، إذ كان يردّد: «فيها كلّ شيء»، وكنت كثيرًا ما أراه – كما زعيمه– يحكي أسدًا وغزالًا ومهاة وظبيًا..
بارتحاله عنا لا أقول خسرناه، فهي باقٍ بما تركه من أثر حوله..
وللعقيدة ولواضعها فخر بناء الإنسان الجديد- المجتمع الجديد الذي انتمى إليه الرفيق عبد الباسط حلواني، هذا الصراعي المؤثّر الذي نحيي الآن ذكراه.

لتحيَ سورية وليحيَ سعاده

حمص في 10-11-2020

الرفيق حبيب حمود

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *