الحزب السوري القومي الاجتماعي
عمدة الداخلية
رسالة العمدة لشهر الفداء
تموز 2021
بين كلّ هذه التحوّلات السريعة والعظيمة التي تُصيب العالم في كلّ لحظة من مسيرته، يبقى الثابت الأعظم، شهادة الدمّ. هي وحدها لا يصيبها التغيّر بل تستمرّ في معناها الحقيقيّ. جوهرٌ لا يقيّده أيّ عَرَض. قيمة ارتقائية، تجعل الوجود شاهدًا: «إنّ الحياة كلّها وقفة عزّ فقط».
أيا معلّم في الحياة كما في الموت، ماذا فعلت في هذا الكون؟
بين جمال الأمّة في ذاتها، وقباحة الأمر المفعول..
بين ضياء الفكر، ومرارة الواقع..
بين اندفاع وانضباط وتلبية، وتراجع وانحراف..
بين احتضان الأبوّة وصرامة المواقف..
بين الدولة والتفكّك..
بين لطافة النهضة، وحرائق الوجود..
بين جوع الجسد وغنى الروح، بين العوز المادي وعظمة النفس..
بين الوطن والمَهاجر..
بين الرفقاء وفي ساحات الجهاد وفي السجون..
بين جهل الشعب ذاته وتعيين هويته..
عملتَ.. استشهدتَ.
أيّها القوميّون الاجتماعيّون، في الوطن والمهاجر
هذي بلادكم، هذي سوريانا، إنّها المسؤولية الأولى، إنّه قَسَم التعاقد، شرفًا وحقيقةً ومعتقدًا، ثقة – طاعة.
إنّها الروحية أيّها الرفقاء التي تُبنى عليها المؤسّسات كما قال المعلّم.
ها هم القوميّون الاجتماعيّون، ينزعون ثوب الطائفيّة والانقسامات ويسحقون أنانيات بغيضة على امتداد البلاد وفي المهاجر يحاكون عظمة التمّوز، يواكبون الدُنى جمال طلّة ووقار مشهد.. يتلون نفوسهم؛ قَسَمًا يرتّله الانسجام، إنسان الأرض، يعقد الزهر وينتظم في أعظم حزب ولّدته إرادة الحياة دون أن يردّها الكره والخيانة والذلّ، انتشتْ من ذاتها فعل صراع وتقدّمتْ للمجد أبناء حياة..
لك زعيمي.. لسورية.
أيّها القوميّون الاجتماعيّون..
التراحم فيما بينكم هو فوز لكم. لا ينقصنا تهجيرٌ من بلادنا، يكفينا.. لقد هُجّرنا من الجنوب ومن كلّ بقعة من بلادنا، وأصبحنا ”لاجئين“!
لن يكون القوميّون الاجتماعيّون ”مهجّرين“ في حزبهم أو منه! فحزبهم قد أُسّس ليكون لهم الدولة الواحدة الموحّدة لجهودهم تحت سقف واحد، ودستور واحد، وقانون واحد، وعدل بوجه واحد ومكيال واحد.
إنّ المسؤولية تقع على جميع القوميّين الاجتماعيّين، فلا يظنّن أحد أنّ قوًى خارقة ستأتي لتجمعهم، إنّها الروحية أيّها الأحباء، هي وحدها تجعل الجميع وحدة صفٍّ لا ينظرون إلّا إلى الأمام حيث سعاده. فرغم ما أصاب الحركة القومية الاجتماعية من الانحرافات، إلّا أنّ سعاده كان يُسقطها ويسير بالقوميّين إلى وحدة الصفّ، ويقضي على الميعان العقدي وعلى كلّ ”المستحدثات“ التي أُدخلت إلى الحزب. فبالرغم من الانحرافات التي تتالت بعد الاستشهاد، بعوامل داخلية وخارجية، فإنّ المخلصين، يسعون دائمًا إلى الوحدة الحقيقية التي لا تقوم على الدمج الفارغ… بل يبنون الوحدة على صخرة الروحية وأسس المبادئ. ونحن على يقين أنّنا لفاعلون، ومن لا يستطيع أن يتحمّل وهج نورها، فليبقَ في ظلمته. إنّنا لن نتراجع ولن نتوانى عن أيّ دور نستطيع أن نقوم به نحو احترام سيادة أنفسنا في الحياة حزبًا سوريًّا قوميًّا اجتماعيًّا معبّرًا عن وحدة العقيدة ووحدة الراية ووحدة الصفّ.
«.. نحن حزبُ عمل، حزب تنظيم، حزب قتال، حزب بناء وتجديد. حزب وحدة صفوف بالعمل…
ولا يمكن لسورية أن تنتقل من طور إلى طور عن طريق الإقناع. ولم يحدث ذلك في تاريخ أمة واحدة من أمم العالم. فانتقال الأمم من طور إلى طور كان ذلك بإرادة انبعثت من صميم حاجات الأمم، بتصميم على تغيير مصير الأمة، وذلك بقوة ساحقة تتغلّب على كلّ صعوبة وعلى كلّ قوة». (خطاب حلب 1948)
ليست البطولة إلّا في الموقف الشريف الذي يتمرّس به الرفيق حتى بَذل الدّم.
«نحن القوة التي ينتظر الشعب أن تقول كلمتها… سيقول هذا الحزب كلمته أفعالاً لا أقوالاً.. وأهدافنا القوميّة أعظم شيءٍ لنا في الأرض وما وراء الأرض. وإذا لم يكن العمل القوميّ الاجتماعيّ بهذه المنزلة من القداسة فهو تسلية فارغة.. إنّ الصعوبات التي اعترضت سبيل الحزب السوري القومي الاجتماعي كانت أعظم من أيّة صعوبة أتت على أيّ حزب في العالم.. نقطة البدء الصحيح أن تكونوا جماعة نظام فكري صحيح، جماعة نظام عمل صحي، جماعة نظام حربي صحيح.. ومن جهة أخرى نحن جماعة أخلاق.. وإنّنا أصحاب عقيدة. أمّة لها من صلابة عقيدتها وأخلاقها ما يكفل لها الحياة.. حزب لا يلين ولا يهادن، لا يتغيّر ولا يتحوّل، لا يتراجع، ولا يجبن ولا يخاف ولا يهرب». (خطاب حلب 1948)
بلادي..
يلمع مجدُك حتى في حطام فخّارك وآجرّك..
سنبقى فيك، وتحت شمسك، رفقاء ومواطنين أعزّاء يبحثون عن كلّ جمال أخفوه عنّا وعن كلّ غنى حاولوا أن يبيعوه..
لن يذهب الدم سدى، ينتصر الحقّ نظام قيم، تُبذل الذاتُ لتحيا العقيدة وأخلاقها.
زعيمي
يحضر اسمك..
يقود قافلة شهداء تموز 1949: عساف كرم ، أديب الجدع، محمد شلبي ، معروف موفّق ، عبد الحفيظ علامة، محمد زعبي، محمد ملاعب، المواطن ـ الرفيق عبّاس حمّاد.. وما زلت..
زعيمي..
يبقى خلودك، أجيال قمح تُطعم العالم خبزًا من كرامة.
يبقى في النفس هتاف الحياة العزيز..أبناء مكرّمين بفوح الدم.
المركز، عيد الفداء 2021
لتحيَ سورية وليحيَ سعاده
عميد الداخلية
الرفيق ربيع الحلبي