حماية طرابلس من الجوع ومن المستغلّين

الحزب السوري القومي الاجتماعي
منفذية الشمال اللبناني العامة
حماية طرابلس من الجوع ومن المستغلّين

في مدينة يعاني أهلها من الفقر المزمن، ومن غياب مقوّمات الحياة الأساسية؛
في مدينة يتناهشها سياسيّوها الأثرياء دون رحمة، هل هو غريب أن ينتفض أهلها للحفاظ على الكرامة؟!
يعرف الكثيرون معنى التركيز على طرابلس في الأحداث التي استجدّت، وخصوصًا منذ التحركات الشعبية التي انطلقت في 17 تشرين الأول 2019 حتى اليوم… والعارفون يدركون تنازع اتجاهين في الساحة الطرابلسية: الأول يعمل ليكون لطرابلس وأهلها دور طليعي في الإطاحة بالنظام الفاسد وإرساء نظام جديد يضمن حقوق المواطنين. والثاني يرغب بإضاعة الاتّجاه الصحيح عبر القيام بأعمال تخريب تؤدّي إلى ”التفجير“ وعودة الاحتكام إلى السلاح.

انطلاقًا من موقعها، لا سيّما لمّا تتمتع به من مزايا استراتيجية (مرفأ – مطار – مؤسسسات خاصة)، يحاول الغادرون بأبناء طرابلس، العاملون على النيل من سمعتها وموقعها الوطني، استخدامها كمنطلق للقوى المعادية عبر تحويلها إلى ”إمارة“ رجعية تمتلك مقوّمات معينة.
وإذا كانت طرابلس تستحقّ بأن تكون عاصمة الشمال، وهي كذلك، فيجب العمل على تعزيز دورها الوطني، فتكون نموذجًا في نبذ الفوضى والصراعات الطائفية، لأنّ لا انتصار في ”الجنوب“ إلّا بـ ”الشمال“، والعكس الصحيح، ولا مقاومة حقيقية إلّا بالوحدة الاجتماعية.
إنّ ما سمعناه من بعض المخطّطين، ومنهم المحليّين، لا يعدو كونه محاولة جديدة لاستغلال ما حصل خلال الأسبوع المنصرم، وجرّ أبناء طرابلس إلى زواريب الانقسامات، وإغراقهم في فوضى لا نحصد منها إلّا الخراب والتدمير!

إننا في الحزب السوري القومي الاجتماعي ندعو أهلنا الطرابلسيين، وجميع أبناء بلدنا للاتّعاظ ممّا سبق من تجاربنا المهدّدةِ أمنَنا الاجتماعي. ولا شكّ أنّ سياسيي المدينة يتحملون مسؤولية كبيرة في التوتّر الحاصل. لذلك يجب على العقلاء في الشارع وفي ما تبقى من مؤسسات الدولة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، أن ينتزعوا نصر الطرابلسيين من براثن الفاسدين، وحمايتهم من الفقر والمرض والاقتتال..
إنّ ما حصل مؤخَّرًا في طرابلس، وتحديدًا يومي الأربعاء والخميس الفائتين لما تضمّنهما من أعمال عنف، يشي بأن مرحلة جديدة قد بدأت، وأنّ طرابلس اختيرت لتكون النموذج الذي سيعمَّم على الساحات الأخرى.
فإذا كان أركان الفساد وأرباب الرجعية يرغبون بتعميم العنف والفوضى وإسقاط رموز الدولة لخلق فراغ يسمح بإقامتهم سلطة بديلة تشبههم؛ فإننا وأبناء طرابلس الغيورين عليها سنعمل كلّ ما بوسعنا لإعطاء نموذج مختلف. نموذج الوحدة الاجتماعية الواعية حقوقها وواجباتها.
إنّ خلق هوة بين المنتفضين والجيش والقوى الأمنية لا يفيد إلّا لتعميم الفوضى ممّا يسمح بانفجار كبير يبرّر التدخّل الخارجي لوضع اليد على البلد، وتنفيذ ما تبقى من مخطّطات بشكل مباشر، أو إعادة تعويم سلطة الفساد وفرضها علينا.
فليتعقّل البعض ولنعتصم جميعًا بحبل الودّ والإخاء.

طرابلس، في 30 كانون الثاني 2021

منفذية الشمال اللبناني العامة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *