معرفة أصول أعيادنا الدينية

الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ

عمدة الثقافة والفنون الجميلة

معرفة أصول أعيادنا الدينية

حضرة الرفقاء،

لعله من زاوية الحرص واليقظة، وبدافع من فيض الانتماء القومي فيكم، أن نتقدّم من بعضنا بلفت النظر أو التنبيه إلى بعض الظواهر او المناسبات الاجتماعية المنتشرة بين أبناء شعبنا، وعلى وجه الخصوص تلك المتّسمة بطابع ديني شبه شامل، مما يجعل لها حظوة عريضة في نفوس السوريّين، الشيء الذي لربما حثَّ عددًا من الرفقاء ليتحدّثوا في هذه المناسبة واضعين فيها من أصالة أخلاقهم ورقي انتمائهم، من مناقبهم المستمدّة أصلاً من قيم نفسيّة مجتمعنا، وفعل وتأثير الحركة القومية الاجتماعية ورفعة مراميها، مما دفع بهم إلى المبادرة بالمعايدة، بل وبالذهاب أبعد من الشائع المنتشر، فقام بعضهم بغرس بذور من صفاء نفوسهم التي غدت، بالوعي القومي، شاخصة ليس إلى ما كان، بل إلى ما يجب أن يكون في هذه المعايدة.

 فتلك المناسبات وفي تعبيرها عن عراقة وإبداعات النفس السورية، عمّا توتر فيها وما فاض عنها من قداسة «آثامها» البابلية فالكنعانية وغيره، وفي تحلّقها حول المقاصد الاجتماعية، إلى أن تمخّضت روحيّتها الفاعلة أخيرًا، فكانت الرسالة القومية الاجتماعية التي، وككلّ ابتكارات هذا المجتمع، الغنية بجوهرها الإنساني الخلاّق، لا تلبث أن تنطلق حتى تغدو – وفي معظم مراحل حياتها – هدية هذه الأمّة إلى ذاتها، فإلى العالم أجمع…

 أيّها الرفقاء والمواطنون،

خطير جدًّا هو التحلّق حول آفاتٍ دينية أو اجتماعية، أو حتى «علمية»، لا تمتّ إلى جوهرنا الإنساني الأخلاقي النفسي، ولكنّه خطيرٌ أيضًا التفريط بإرثٍ حضاريٍّ نفسيٍّ، فنهديه بلا ثمن لقوى تمتهن السلب والمكر والظلام، ثم نقوم بتحويله، من غير انتباه، من عنصر في مسارٍ – حقّ، إلى وكر في دهاليز الباطل، فنخسر عمقًا هو جزء من عمقنا، ونولّد الشروخ بيننا ونتنافر حول ما هو في الأصل منّا ولنا.

وهنا لا بدّ من أن نضع بين أيديكم دعوةً لدراسة محاضرة الرفيق الدكتور أمين حامد «الأصول التاريخيّة للأعياد الدينيّة الرئيسة» المنشورة في كتابه «أحاديث آذار» حيث يبحث ليس فقط في عيد الأضحى، بل في مناسبات عديدة، ويدرس أصولها وجذورها، وهو يُعتبر مرجعًا علميًّا موثوقًا يستحقّ القراءة، ويحسم نقاشات كثيرة حول الأساسات الأدبية السورية التي مُسخت في كتاب التوراة..

لتحيَ سورية وليحيَ سعاده

عميد الثقافة والفنون الجميلة

الرفيق عارف مهنا

المركز في 31 تموز 2020   

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *