رد على سؤال

 
وردنا سؤال من أحد الرفقاء يطلب فيه شرحًا مفصّلاً عن موضوع نَسْبِ العبارة التالية: “صراعنا مع اليهود صراع وجود وليس صراع حدود ” إلى الزعيم، وفيما يلي جوابنا:
 
حضرة الرفيق المحترم،
تحية سورية قومية اجتماعية
إن العبارة المتداولة:صراعنا مع اليهود صراع وجود وليس صراع حدود” ليست للزعيم مطلقًا وهي غير دقيقة عقيديًا ولغويًا أيضًا.
من الناحية العقيدية:
الأمّة هي وجود إنساني واليهود ليسوا أمّة ولا مجتمعًا.
يقول حضرة الزعيم في “نشوء الأمم”: “لا أمّة على الإطلاق بدون قطر معيّن محدود. أمّا ما ذهب إليه إسرائيل زنويل Israel Zangwill من أنّ الشّعب اليهوديّ تمكّن من الاحتفاظ بنفسه بدون بلاد(1)، فمن الأغلاط الاجتماعيّة الفاضحة. فاليهود قد احتفظوا بيهوديّتهم الجامدة من حيث هم مذهب دينيّ. وقد أكسبهم دينهم الشّخصيّ عصبيّة لا تلتبس بالعصبيّة القوميّة إلاّ على البسطاء والمتغرّضين. اليهود ليسوا أمّة أكثر ممّا هم سلالة (وهم ليسوا سلالة مطلقًا)، إنّهم كنيس وثقافة(2). لا يمكننا أن نسمّي اليهود أمّة أكثر مما يمكننا أنّ نسمّي المسلمين أمّة والمسيحيّين أمّة أو السنّيين أمّة والشّيعة أمّة والأرثوذكس والكاثوليك أمّة إلخ. ولجميع هذه المذاهب عصبيّاتها وتقاليدها الّتي تتميّز بها.”
ولأن “الأمّة شعب ولا يُعْكَس”، قد يُستعمل تعبير “الشعب اليهودي”، ولكن في هذه الحالة يكون مصطلح “الشعب” مجرّدًا من عنصر الوطن ويقترب مضمونه من لفظة الطائفة.
يسأل الزعيم في مقالة بعنوان “الشهرة على حساب الحزب السوري القومي” السؤال التالي: “أليس أفضل أن يكون لنا وطن وليس لنا دين من أن يكون لنا دين وليس لنا وطن؟ وأيهما أعزّ جانبًا وأكرم عند الله والناس؟ الشعب الألماني الذي لا تربط بين أبنائه غير الرابطة القومية،  أم الشعب اليهودي الذي لا يعرف غير الدين جامعة؟”
وبناءً على ما تقدّم، فإن الصراع بيننا وبين اليهود هو صراع بين الأمّة السورية كوجود إنساني واليهود كَوَهْمٍ توراتيّ. إنه ليس صراعًا بين وجودين إنسانيين أي بين أمّتين على الإطلاق.
أما من الناحية اللغوية فلا يُقال “صراع وجود”، بل صراعٌ وجوديّ؛ كما لا يقال “صراعُ حدود”، بل صراعٌ على الحدود. والصراع يكون بين طرفين أو أكثر، وليس بين طرف واحد كما في التعبيرين: “صراع وجود” و”صراع حدود” اللذين يفيدان أن الصراع  أحاديّ فهو منسوب تارة إلى الوجود وطورًا إلى الحدود.
من جهة أخرى، لا يجوز استعمال صيغة “صراعنا مع اليهود” بل صراعنا ضدّ اليهود، أو الصراع بيننا وبين اليهود.
في 20 تموز 2010                                       لجنة الموقع
 
(1) نقله جوانيه ص385.
(2) باركر ص15.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *