بيان من المجلس الاعلى إلى الرفقاء السوريين القوميين الاجتماعيين في الوطن وعبر الحدود

حضرة الرفيق المحترم،
تحية سورية قومية اجتماعية،

كثرت التساؤلات والتحليلات مؤخرًا عند بعض الرفقاء القوميين الاجتماعيين حيال ما يجري داخل حزبنا مستغربة ومستهجنة ما يحصل من تصرّفات مسلكية منافية لروحية ومقاصد مبادئنا القومية النهضوية يقوم بها عدد من الذين انتموا إلى حزبنا ولم يتمكنوا من الثبات على خطه الجهادي الملتزم…

وكانت رزمة التساؤلات هذه تصلنا مباشرة من بعض الرفقاء أو بالتواتر، أو نلمسها في عيون وملامح الكثير من الرفقاء الغيورين على مصلحة الحركة وسمعتها وفاعليتها، غيرتهم على نهضة مجتمعهم وفلاح أمّتهم، لأنهم فكرًا وإيمانًا وممارسة يؤمنون ويعتبرون الحزب السوري القومي الاجتماعي دولة الأمّة وحصنها الوحيد، والتعبير الأكمل عن وجودها وشخصيتها وتطلعاتها القيمية.

هذا الشعور النبيل المشحون بعاطفة الحرص والاهتمام الذي يعكس إخلاصًا وإيمانًا عميقين بحزبنا كحركة إنقاذ وخلاص لأمّة بأسرها هو الذي يثلج صدرنا ويجذّر قتاعتنا ويزيد من يقيننا بأننا نعمل صفًا واحدًا مع رفقاء استحقوا استحقاق جدارة وصف المعلم لهم بأن لهم أكتاف جبابرة وسواعد أبطال وأن ردّهم الوحيد الطبيعي والمنتظر على ما يحصل هو تمرّسهم الواعي بوصية المعلم:” إن مهمة صون نهضتنا القومية الاجتماعية هي من أهم واجبات الحزب السوري القومي الاجتماعي ولن نعجز عن القيام بها على أفضل وجه ممكن“. (من الخطاب المنهاجي الأول لحضرة الزعيم)

وفي السياق عينه، فإن المجلس الأعلى يذكّر من موقعه كمرجع أعلى مؤتمن على السلطة التشريعية في الحزب، أن ما نشهده من خروج مسلكي ونظامي عند بعض الرفقاء ليس جديدًا طارئًا على مسيرتنا الحزبية الظافرة، منذ تأسيس الحزب حتى اليوم. وإذا كنا نُجمِع على وصفه بالحالة المرضية المخالفة لطبيعتنا كجسم حزبيّ صحيح ومعافًى، موحَّدٍ ومتراص، فإنّ ردّنا الطبيعي صفًا وقيادةً كان وسيكون محاربة واجتثاث هذه الحالة ومعالجتها أسبابًا ونتائج.

إن مبادئنا قد كفلت توحيد اتجاهنا أما نظامنا فقد كفل توحيد عملنا في هذا الاتجاه” كما يقول المعلم.

هذا النظام البديع الذي أرسى قواعده ووضع نصوصه حضرة الزعيم هو مرتكزنا ومرجعنا في كلِّ أعمالنا الحزبية، والمطلوب منا دائمًا التقيد بنظامنا الضابط لمسيرتنا الجهادية، والضامن لحسن سلوكنا توافقًا مع سمو الغاية التي نسعى لتحقيقها.

إننا بفضل هذا النظام الدقيق، ترفده العقلية الأخلاقية الجديدة التي تمتاز بها نهضتنا، كنا وسنبقى سدًا منيعًا أمام كل مظاهر الفوضى والمثالب الانحطاطية.

إن الشائعات المغرضة المستهدفة النيل من انطلاقتنا الزاخمة ونمونا المطرد وسعينا المستمر لتحقيق الأفضل، لن تؤثر في جسمنا الحزبي المتماسك، بل هي ستدفعنا وتحفزنا للمزيد من العمل والإنتاج لتحقيق غاية الأمّة التي تهون وتصغر أمامها كلُّ التحديات والصعوبات.

إن المجلس الأعلى الموقر الذي يقوم بمهمتين رئيستين هما: التشريع ومراقبة أداء السلطة التنفيذية يتابع عمله بهدوء واطمئنان لحظة بلحظة ويومًا بيوم، يستمر القيام بواجباته وفق صلاحياته المحددة في النظام الحزبي، وذلك بتنسيق كامل ودائم مع الرئاسة الموقرة التي تنال ثقته الكاملة والتي لها منه كل احترام ومحبة ودعم، إن هذا المجلس لن تشغله أو تعطله شائعات أو ظنون أو شكوك من هنا وهناك وهو لن يخشى في إحقاق الحق لومة لائم.

إن تقسيم الصلاحيات بين سلطة تنفيذية – رئاسة الحزب، وسلطة تشريعية – مجلس أعلى، هو تقسيم دستوري وظيفي بحت، فالحزب وحدة عقدية – نظامية – روحية – إدارية تعمل لهدف واحد هو خدمة القضية القومية الاجتماعية.

لذلك فإن الهجوم المحموم على الرئاسة الموقرة واستهداف دورها الحيوي والرائد لا يطال شخص حضرة الرئيس فقط، بل يستهدف الحزب كله لأن من صلاحيات رئيس الحزب التي نصَّ عليها الدستور:” تمثيل الحزب والتكلم باسمه ضمن مخططات المجلس الأعلى والإنابة عنه في التمثيل والتكلم”، فالتعرض للرئاسة الموقرة هو استهداف للحزب كله، وهو بنظر الدستور والقوانين المعتمدة في حزبنا تجاوز مرفوض سينال مرتكبه العقوبة التي يستحق.

على أعضاء الحزب جميعًا، مركزيين وغير مركزيين، الالتزام والتقيد بموجبات النظام الحزبي وقواعده المناقبية وعلى رأسها الثقة والطاعة، فالثقة كما يقول المعلم أساس سياسي راقٍ، الثقة ركن من االأركان الأولية. وهذه الثقة يجب أن تكون تامة متبادلة بين الجميع بالنسبة إلى الصلاحية والاختصاص. فالمختصون بالإذاعة مثلا، يجب أن يثقوا من جهة المختصين بالسياسة بأنهم يدركون مهمتهم ويعرفون الأصلح ويغارون على المصلحة مثل الأولين . . . والذين يحبّون الاستفادة الفردية يجب أن لا يعرقلوا الخطط ويثيروا الشكوك حولهم وحول المراجع العليا لكي يستفيدوا.. أما الطاعة فهي دليل التزام وانضباط ورقي نفسي ودقة نظامية . . . . الحركة القومية تحتاج إلى قدوة في النظام والطاعة أكثر مما تحتاج إلى نظريات وتصورات خصوصية متفرقة. من هنا فإن في مقدمة تطبيق النظام، التنبه والتمرس بما تنطوي عليه مندرجات كل من قسم العضوية وقسم المسؤولية وما تتضمن من قواعد عملية ضابطة للسلوك وفي طليعتها:

…وأن أنفذ جميع ما يُعهد به إليّ بكل أمانة ودقة…” فالتنفيذ – ظاهرة التجاوب الإرادي والطاعة الواعية للتعليمات ليس كيفيًّا أو مطلقًا، بل مشروطً بالأمانة والدقة اللتين تستلزمان تنفيذًا أمينًا ومحددًا بلا زيادة أو نقصان أو اجتهاد.
“…كاتمًا أسرارها عن القوميين الاجتماعيين أنفسهم فضلاً عن غيرهم، غير مذيع إلا ما أنا مفوض بإذاعته أو تبليغه، أو ما تخولني مسؤوليتي إذاعته…
“.

فإذاعة الأسرار أيًا كان مستواها، تجري على طريقتين فقط:

التفويض المحدد الواضح من مرجع أعلى يملك صلاحيات التفويض، أو، صلاحيات الوظيفة نفسها التي تنص على ذلك صراحة.

لذا فإن مبادرة أي مسؤول حزبي للإجابة عن أسئلة من أي نوع كانت، يطرحها عليه الرفقاء ولا تأتي موافقة لهذين الشرطين، يُعدّ خرقًا وتجاوزًا سلوكيًا وأخلاقيًا للنظام والقوانين المرعيّة الإجراء، وقد يترتب عليها نتائج عكسية مخالفة لتعليمات وخطة الإدارة المركزية المتوخاة.

إن تجاوز النظام أمر مرفوض، وهو غيرمبرر حتى ولو كانت دوافعه عند المسؤول الإداري حسن النية والإحساس بالواجب والشعور بمسؤولية الوظيفة.

إن مبدأ “الأعمال بالنيات” قد استبدلته الحركة القومية الاجتماعية منذ انطلاقتها بمبدأ الالتزام بتطبيق فروض النظام وفق أساليب وقواعد أثبتت التجارب فاعلية تعبيرها وتجسيدها لأصدق وأخلص النيات تجاه أمّة عزيزة حية لها منا كلّ المحبة والولاء.

إن الإدارة الحزبية المركزية من الرئاسة الموقرة إلى المجلس الأعلى تذكّر أنها المعنية أساسًا بتقديم الإجابات والإيضاحات حول الأسئلة الملتبسة الهامة التي يطرحها الرفقاء، وذلك وفق الصلاحيات الدستورية المناطة بكل منها. وهي تعلن اليوم استمرارها القيام بهذا الواجب الدستوري تمرُّسًا بمضمون المادة الثامنة من الدستور، وقطعًا لدابر الفوضى والشائعات، وذلك وفق مواعيد تحدَّد وفق الأصول الحزبية، منبّهة الرفقاء الكرام إلى ضرورة العودة إلى درس وفهم حقوقهم وواجباتهم كأعضاء في الحزب السوري القومي الاجتماعي وضرورة التقيّد بها، لافتين إلى خطورة تحويل السؤال أو الاستيضاح المطلوب إلى استجواب يتنافى مع حدود وطبيعة الصلاحيات المنصوص عنها في الدستور والقوانين المعتمدة في حزبنا.

لا إنقاذ للأمّة من مصير التضعضع والهلاك إلا بحركة أصلية تقيم مجتمعًا واحدًا وعقلية جديدة وشعورًا واحدًا. وإن هذه الحركة قد وجدت. وإن عملية الإنقاذ تجري، ولكنها عملية طويلة وشاقة. فلا نكن لجوجين، بل لنعمل مؤمنين بقوة الحركة القومية الاجتماعية ومقدرتها على التغلب على كل صعوبة“.

المركز في 02/12/2009

لتحي سورية وليحي سعاده

رئيس المجلس الأعلى

الرفيق حسن الحسن

أجاز نشر هذا البيان حضرة رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الرفيق الدكتور علي حيدر.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *