“أمّي وبلادي ابتداء حياتي وسيلازمانها حتّى الانتهاء. فيا أيّها الإله أعنّي لأكون بارًّا بهما” أنطون سعاده
تتسابق والفجر، لبؤة شرسة، تجابه الأخطار ومصاعب الحياة اليومية، من عدوٍ أو مرضٍ أو لحاف سقط من على جسد طفلها الذي تدفئه بأنفاسها وبعطف يديها، إنّها الأم. بها جبروت صمود يراقص ساحات جندي عشق تراب أرضه، وكأنّها تُتْعِب التّعب بثبات إرادتها وشموخ حنانها السرمدي.
أمهاتٌ لا يرحلن ابدًا، فهنّ في بلادي خالدات. تَراهنّ أينما التفتّ، في عطف شابٍّ على طفلٍ جائع، في لهفة مارٍّ على شخصٍ ضائعٍ، وفي بلسمة شابةٍ لجرح مريضٍ متألّم. ستبصرهنّ كلّما مددت يدّ العون لمحتاجٍ، ومتى صفقت لمتنافس بالنجاح، متى حملتَ جراح أمّتك النازفة فاستقامت قامتك تاركةً الاعوجاج للعقوقين والجبناء.
الأم – بلادي طهرٌ يبارك عرس كل شهيدٍ وزفة كل أسيرٍ محرَّر.
“وجه أمّي، وجه أمّتي” فوجه صراعنا الأزلي.
في آذار القيامة، ينبثق دم آدون المتّقد حبًّا ليُحيي طبيعةً مِعطاء كما زرعُك الذي يحيا فينا. أنت الحبّ وأنت الحياة وأنت العيد الموعود بالنصر. قلبك ينبوع عطاء يتعتّق بين راحتيك فينتشر عبقًا في الأرواح. زاد الحياة أنت لأبناء هم سواعد هذه الأمّة وروحها المحلقة نحو العُلا. كلّ ملاحم البطولة سُطِّرت في بلادنا لأنّ أمًّا قصّت على أولادها قصصًا عن الكرامة والمروءة والشجاعة، عن الأرض والهوية، بحبكة معقّدة مبسّطة.
يا من تنزعين الأشواك وأنت باسمة فتبقى مروج بلادنا آمنة، ألف تحية لك في عيدك.
المركز في 21 آذار 2019
عمدة التربية
أجاز نشر هذا البيان رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الرفيق د. علي حيدر