الحزب ومسألة لواء الإسكندرون
تتبّع سعاده مراحل مسألة الإسكندرون باهتمام بالغ، وبذل الحزب كل ما وسعه لإنقاذ هذا الجزء الغالي من الوطن، من السقوط بأيدي الأتراك؛ ولكن دون جدوى لأن تخاذل الكتلة الوطنية الحاكمة في الشام أمام الاتفاق الفرنسي-التركي أدّى بمسألة الإسكندرون إلى الكارثة. ولم تكفّ تركيا عن تحريك الوضع في اللواء منذ سنة 1926 حتى استولت عليه سنة 1939. أرسل الحزب المذكرات بشأن اللواء إلى عصبة الأمم وإلى الحكومتين الشامية والفرنسية وقام بحملة توعية شعبية تناولت التأكيد على سوريّة اللواء واستعداد القوميين الاجتماعيين للدفاع عنه. لكن ازدياد المطامع الإيطالية في شرق البحر المتوسط دفع إنكلترا إلى تأييد المطامع التركية في شمال سورية وحثّ فرنسا على القبول بهذه المطامع لقاء صداقة تركيا لهما، في حال نشوب حرب عالمية جديدة.