في ذكرى مرور ”الثالث“ على وفاة الرفيق أحمد بحر، شارك وفدٌ حزبيّ ضمّ عميد الداخلية الرفيق ربيع الحلبي ومنفّذ عام منفذية الجنوب العامة الرفيق فؤاد رزق وعدد من الرفقاء، بتقبّل التعازي مع عائلته، وذلك في مجمع الخضرا الديني في مدينة صور، نهار الأربعاء في 4 آذار 2020.
في الحفل التأبيني ألقى عميد الداخلية برقية الرئاسة الموقّرة وكلمة الحزب.
برقية رئاسة الحزب الموقّرة:
عائلة الرفيق الفقيد أحمد بحر المحترمين
“الأفراد في المجتمع يأتون ويذهبون، يكمّلون آجالهم ويتساقطون تساقط أوراق الخريف، ولكنّ الحقّ (القيمة) لا يذهب معهم بل يبقى، لأنّ الحقّ إنسانيّ، والإنسانيّ اجتماعيّ فهو يبقى بالمجتمع وفيه.” سعادة
يبقى من الفرد ما عمله تعبيرًا عن كونه إمكانيّةً فاعلةً في المجتمع، مسهِمةً في نهضة هذا المجتمع وسؤدده وخيره، فلا يفنى بعد الموت بل يستمرّ أثره باستمرار المجتمع.
الرفيق أحمد بحر من القوميّين الاجتماعيّين الراسخين في الإيمان. لم يتوانَ يومًا عن التمرّس بقَسَمه، عملًا نظاميًّا وجهادًا قتاليًّا، مسجّلًا وقفة عزٍّ في الدفاع عن مدينته صور، مع رفقائه ومن بقي من أهلها، إبّان الاجتياح اليهوديّ الغاشم عام 1978، معبّرًا عن أصالة شعبه وعنفوانه.
استمرّت شعلة الإيمان بالقضية القومية وقّادة في نفس الرفيق أحمد، رغم قسوة الظروف، وحتى بعد أن عجز الجسد عن مواكبة الإرادة الصادقة العاملة على تحقيق مصلحة الأمّة.
يفارقنا الرفيق أحمد اليوم بالجسد، لكنّه زرع في نفوس محبّيه وعارفيه إدراكه للحقّ وتفانيه في العمل لمصلحة الأمّة، فيبقى أثره في الأمّة بقاء الحقّ.
البقاء للأمّة والخلود لسعاده
المركز في 2/3/2020
رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي
الرفيق الدكتور علي حيدر
كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي
أيّها الحضور،
يكفي أن نقولَ إنّكم من صور، لنختصرَ جميعَ كلماتِ الاحترامِ والتقدير، فلا شيءَ يفوقُ انتماءَكُم وأصالَتَكُم. بكُم، أيّها الصوريّون ترتقي الشهاداتُ إلى أزكاها، دمًا يعطّرُ زهرَ الليمونِ ثمارَ جهادٍ وانتصار.. موجًا يتعالى من شواطِئِها قرطاجًا، حرفًا يُحيِي، وحربًا تُشرِّف… هي مدينةُ زينونَ الذي قالَ عن فلسفتِهِ المفكّرون: إنّها وحدَها – الرواقيّةَ – استطاعَت أن تربّيَ رجالًا أحرارًا، وأنتُم من خُبزِ مِعجَنِها… صورُ مَنْ وَقَفَت أمامَ جميعِ الغزواتِ وقفاتِ العزِّ أمامَ التاريخ، بطولةٌ تزغردُ، مهجةُ أمّهاتٍ تَلِدْنَ قاماتٍ لا تعرفُ الزَّيْفَ، كموجِ البحرِ، ملحِ الزمن، يطهّرُ النفوسَ جنوبًا – فلسطينًا..
أيّها الكرام،
هو أحمد علي بحر، رفيقٌ قوميٌّ اجتماعيّ، أقسَمَ بشرفِهِ وحقيقتِهِ ومعتَقَدِهِ، فأضاءَ سنيَّ عمرِهِ بعقليّةٍ أخلاقيّة، قَتَلَتِ العيشَ لتُقيمَ الحياة، هو من شاركَ في القتالِ، كلمةً وسلاحًا، فقدَ يَدَهُ وما تراجعَ، وبُتِرَتْ ساقُه ولم تنِ عزيمتُه، تحمّلَ الضغوطَ النفسيّةَ ولم يبخُلْ بالبَذْل، مستقيمُ الصراط، بنى بيتَه على الصخرِ منارةً عند شواطئِ الهُدى.. هذي هيَ الرجولةُ، أن تحبَّ وتسامحَ وتُعطيَ من ذاتِكَ لأمَّتِك، وديعتَها فيك.. هو أحمدُ السّماتِ، عليُّ الهامةِ، بحرُ خيرٍ.. شباكُ صيّادي جبلِ عامل..
إنّنا ورغمَ ما تتعرّضُ له بلادُنا، بفعلٍ يهوديٍّ أو تركيّ، أو باسمِ أيِّ مُعْتَدٍ على سيادتِنا، نؤمنُ إيمانًا مطلَقًا أنَّ النصرَ الأكيدَ حليفُنا، وهذا ليسَ لأيِّ سببٍ، بل لأنَّ شعبَنا قتلَ الخوفَ، وها هو يتمرّسُ بالبطولةِ ويسعى إلى القتالِ في كلِّ مكانٍ يجبُ أن يكونَ فيه، فقد أوصانا سعاده أن نمارسَ البطولةَ، وألّا نخافَ الحربَ بل الفشلَ، واعتبرَ أنَّ علاقتَنا بأعدائِنا هي علاقةُ الحديدِ والنار.. إنّ شعبَنا اليومَ يخرجُ من قمقمِ الطائفيّةِ البغيضة ويسعى إلى قتلِ الطغيانِ والفساد، وها هو يسطِّرُ ملاحمَ من شهداءَ هم طليعةُ انتصاراتِنا الكبرى، فإلى جميعِ المصارعين لعزِّ شعبِنا، شهداءَ ورفقاءَ حاضرين في الأحياء، ومنهم الرفيقُ أحمد، تحيّةَ العزّ في شهر آذار، بكلّ ما يكتنز من مناسباتٍ عظيمة…
إنّ جميعَ الرفقاءِ يتقدّمون من أهلِ الرفيق أحمد، وجميع ذويه ومحبّيه، بأصدقِ آياتِ العزاء، وعزاؤنا هو البقاءُ المنتصرُ لهذه الروحيّةِ الحقّةِ في نفوسٍ لم تعرفْ يومًا إلّا الحرّية..
المركز في 4/3/2020
عميد الداخلية
الرفيق ربيع الحلبي
الرفيق أحمد علي بحر من مواليد عام 1953.
انتمى إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1973.
عمل في صفوف الحزب بكلّ إخلاص وكلّ عزيمة صادقة، واستمرّ في إيمانه بقضيته حتى وفاته.
توفّي نهار الأحد في 1 آذار 2020.