رسالة إلى الرفيق عبدالله النعواس
الحزب السوري القومي الاجتماعي
مكتب الزعامة
حضرة الرفيق عبدالله النعواس المحترم
تحيّة وبعد، تلقّينا تحريركم رقم 17 أيّار وأطلعنا على ما جاء فيه، وقد أحلنا الاقتراحات الّتي قدّمتموها إلى اللجان المختصَّة. لقد سررنا بروح الإخلاص والاستعداد التضحية [للتضحية] البادية في رسالتكم وبتفكيركم العملي وصحّة نظركم في الأمور ونحن نأمل أن تستفيد حركتنا الناشئة من هذه المواهب.
يمكنني أن أقدّم إليك بعض الملاحظات حول ما تقترحه من العمل الآن في سورية الجنوبية. إنّ مركز الحزب اليوم في حالة لا يتمكّن البعيد من تقديرها فنحن في معركة شديدة وإن تكن صامتة مع قوى الحكومة والقوى الرجعية الّتي ترى في حركة الحزب السوري القومي خطرًا على كيانها وهذا الضغط في مركز العمل يجعل اشتراك المركز في حوادث سورية غير ممكن من الوجهة العملية، لذلك اعتمدنا على مجهودات أعضائنا في تلك المناطق للقيام بواجبهم في هذه الظروف.
وكذلك فنحن نرى في هذه الثورة الّتي تدلّ على يقظة الشعب وعلى تألّمه من الحالة الحاضرة ولكنّها لا تدلّ مطلَقًا على تنظيم للقوى ومقدرة رشيدة في القيادة، أقول نحن لا نرى في هذه الثورة معركة فاصلة بيننا وبين أعدائنا ولكنّنا نثق أنّه مهما كانت النتيجة المباشرة الآن فإنّ الحركة السورية القومية ستؤدّي بطبيعة الحال إلى إفشال خطّة الصهيونية المجرمة والتغلّب على كلّ الصعوبات الخارجية الأخرى. إنّ وصيّتي اليوم إليكم وإلى جميع السوريين القوميين في الجنوب هي أن يقوم كلّ فرد بما يدعوه إليه الواجب القومي في الظروف العصبية الحاضرة وأن لا يسمح أحدكم باليأس يتسرّب إلى قلبه عند مشاهدة الفوضى في العمل وما تؤدّي إليه من نتائج بل أن يظلّ كلّكم مؤمن بأمّته الّتي لن تموت وبحزبه الّذي يسير دائمًا إلى الأمام.
دمتم للجهاد
ولتحيَ سورية
في 25 حزيران 1936
الزعيم