الحزب السوري القومي الاجتماعي
منفذية غزة العامة
العيد السادس والثمانون لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي
نلتقي اليوم في العيد 86 لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي والذي شاء مؤسسه أن يكون حزبًا حاملًا لنهضة كبرى تضع الأمّة في المكان اللائق بها بين الأمم … وترك باستشهاده ثقافة المعرفة التي أنتجها تفعل فعلها.
إننا تحت شعار تحيا سورية….و على العهد باقون نحيي ذكرى التأسيس اليوم وأمّتنا مازالت تخوض صراعًا هائلًا لتثبت وجودها وسيادتها على نفسها ، ولقد أثبتت الوقائع أن الشام هي مركز ثقل الأمّة.
يجب أن يعلم القاصي والداني في أمتي والعالم أننا لسنا حزبًا سياسيًّا اعتياديًّا وجد ليكمل حلقة ناقصة، فأنطون سعاده لم يؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي كحزب سياسي اعتيادي بل رسم مشروعًا متكاملًا لنهضة أمة كانت قد فقدت هويتها وكادت أن تتلاشى، ليعيد للأمة السورية حيويتها وقوتها واعتبارها بصفتها الأمّة المعلمة والهادية، حاملة مشاعل النور إلى جهات العالم الأربع.
إننا في ذكرى التأسيس نستذكر ماضيًا عريقًا سوف يسجله التاريخ برموز النور والخلد. لقد أسس سعاده الحزب في تشرين الثاني عام 1932 من خمسة طلاب في الجامعة الأميركية إيمانًا منه بأن الطلبة هم نقطة الارتكاز في العمل القومي، ومن هذا الوسط انتشرت دعوته ليعلن المئات حينها الانتماء والوفاء لسورية وللحزب السوري القومي الاجتماعي، وذلك في غضون السنوات الثلاث الأولى من العمل السري.
إن شهادة ستة وثمانين عامًا من العطاء والبذل والتضحية والاستشهاد، تختصر بفرادة الثبات على الحق، في مواجهة أعتى التحديات. كيف لا، ونشيدنا على الدوام “نحن قوم لا نلين للبغاة الطامعين”؟!
إن النهج المقاوم للحزب، هو أحد ركائز مشروعه النهضوي، مشروع يهدف إلى بناء المجتمع، بناءً سليمًا على أساس وحدة الأرض والشعب وتثبيت مبدأ سيادة الأمّة السورية على نفسها، وقد دفع حزبنا أثمانًا باهظة، وقدّم التضحيات وآلاف الشهداء في معارك المصير القومي بمواجهة مشاريع التجزئة والتفتيت والتقسيم، ولذلك اجتمعت ضده كلّ قوى الشرّ الاستعمارية منها واليهودية، ومعها تلك الأدوات المحلية الطائفية والمذهبية التي ارتبطت بالمشروع اليهوديّ، وشكلت جزءًا من المؤامرات التي استهدفت حزبنا في كل المراحل. وليس خافيًا أن جريمة اغتيال مؤسس الحزب وباعث النهضة أنطون سعاده، واحدة من أكبر الجرائم وأشدّها فظاعةً بتخطيط يهودي دولي وتنفيذ محلي. ولكن، فعل النهضة كان أكبر من كل المؤامرات حيث استمر الحزب على نهجه وخطه ومبادئه ، حزبًا مقاومًا وبإيمان قومي، يزول الكون وهو لا يزول.
إننا في الحزب السوري القومي الاجتماعي نفتخرُ بكل تاريخنا، لأنه تاريخُ بطولةٍ لا خنوع. نفتخرُ بشهدائنا وأسرانا ومناضلينا ونسورنا ومثقفينا والمبدعين منا.. نفتخرُ بكلِ رفيق وطالبٍ وشبل ينادي بحياة سورية. نفتخرُ بآلامنا كافتخارنا بانتصاراتنا لذا تمسكنا بالنهجِ الذي اخترناه بملء إرادتنا، رغم إدراكنا أن طريقنا محفوف بالمخاطر. إن تاريخ الحزب هو تاريخ واحد منذ تأسيسه حتى الثامن من تموز وإلى اليوم، هو تاريخُ أنطون سعاده، المؤسس، وتاريخ المؤسسة التي لا يمكن فصل شخصيتها عن شخصية زعيمها والنهج الذي أرساه في حياته واستشهاده.
وليعلم الجميع، ونكررها ونؤكدها أن هذا الحزب ينتصر بكم ولكم، فادفعوا بأبنائكم واندفعوا إليه ولا تهابوا شيئًا، ولا تتستروا عليه، بل احملوا ثقافته وانشروها في بقاع الأرض لأنها ثقافة ترفع الرؤوس لا تطأطئها.
ولنستذكر سويًّا كلمة المؤسس أنطون سعاده والتي هي عالقة في أذهاننا ومشاعرنا دومًا، وهي أن غاية الحزب السوري القومي الاجتماعي” بعث نهضة سورية قومية اجتماعية تكفل تحقيق مبادئه وتعيد إلى الأمّة السورية حيويتها وقوتها وتنظيم حركة تؤدي إلى استقلال الأمّة السورية استقلالاً تامًا وتثبيت سيادتها وإقامة نظام جديد يؤمّن مصالحها ويرفع مستوى حياتها والسعي لإنشاء جبهة عربية”؛
أيها المعلم
إن كلماتك هي دومًا أمامنا سراجٌ ينير طريقنا، فلا ننسى ما تعلمناه دومًا منك أن “المجتمع معرفة والمعرفة قوة”.
أيّها القوميّون،
“إنّ الإرادة التي تقرّر مصير سورية هي الإرادة المنبثقة من القوة الكبيرة التي ولّدها ونظّمها الحزب السوري القومي الاجتماعي لتكون الأساس الراسخ لتشييد كيان الأمّة على الثقة بالنفس والاعتماد على النفس، هذه القوة المنبثقة من نظام الفكر والنهج، فلا تغرّنكم الدعوات المبطّنة، والعناوين الباهرة، إذا لم تكن نابعةً من صحّة تمثّلٍ للعقيدة، وتمرّسٍ بالمناقب، وطاعةٍ للنظام.”
أيّها المواطنون والرفقاء،
الساعة ساعة الأمر، وتلبية أمر الأمّة بالذود عنها واجب الشرفاء، وإنّ النصر لناظره قريب…
لتحيَ سورية وليحيَ سعاده
في 21 تشرين الثاني 2018
المنفّذ العام الرفيق علاء نسمان