بيان الطلبة السوريين القوميين الاجتماعيين في ذكرى اغتصاب فلسطين-ايار 2009

بيان الطلبة السوريين القوميين الاجتماعيين في ذكرى اغتصاب فلسطين-ايار 2009

هذا ليس آخر جواب نعطيه لليهود

من الخطاب الذي ألقاه الزعيم في حفلة منفذية السيّدات في برج البراجنة “لبنان” في أول حزيران 1949 أي قبل حادث الجميزة بعشرة أيام وقبل استشهاده بثمانية وثلاثين يومًا.

…إن مقررات منظمة الأمم المتحدة لا يمكن أن تقرر مصير الأمّةالسورية وإنها في كل ما يعني مصير الأمّةالسورية باطلة لا تحمل إلا الظلم والعدوان على الأمّةالسورية وحقها في الحياة. هذا ما أعلنته في رسالة 2 تشرين الثاني 1947 .

منذ ذلك اليوم والتاريخ يدور. وفي دوران التاريخ مرت أحداث غيّرت أوضاعًا كثيرة على هذا المسطّح الذي يعرف بسورية الطبيعية. فقد نشأت في الجنوب الغربي دولة جديدة هي الدولة اليهودية، ومع أن الدولة الجديدة قائمة بالفعل ومع أني كنت أول من أعلن وجوب أخذ وجود تلك الدولة بعين الاعتبار، فإن تصريحي في 2 تشرين الثاني 1947 لا يزال قائمًا لأنه تصريح يربط إرادة أمّة حية بأسرها…

تقوم اليوم في الجنوب دولة جديدة غريبة كنت أترقب قيامها وأعلنت أنها ستقوم قبل أن تعلن هي عن نفسها لأني كنت أرى التخاذل السوري سيوجدها حتمًا. ولكني كما أعلنت قيام تلك الدولة أعلن اليوم محق تلك الدولة عينها.

إني أعلن محق تلك الدولة الغريبة ليس بقفزة خيالية وهميّة، بل بما يعدّه الحزب القومي الاجتماعي من بناء عقدي وحربي يجعل من سورية قوة حربية عظيمة تعرف أن انتصار المصالح في صراع الحياة يقرَّر بالقوة بعد أن يقرر بالحق.

وهذه الدولة الجديدة نشأت في الجنوب، بفضل تفسخ مجتمعنا النفسي وبفضل المنازعة بين حكوماتنا السورية وانقسامنا بعضنا على بعض… بفضل التفسخ الروحي الذي اجتاح الأمّة السورية ومزّق قواها وبعثر حماسها وضربها بعضها ببعض وأوجدها في حالة عجز تجاه الأخطار والمطامع الأجنبية، بفضل هذه الأمور أكثر كثيرًا مما هو بفضل المهارة اليهودية الزائفة…

تلك الدولة الجديدة تقف اليوم متحدِّية… نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي كنا نعلم مدى مطامع الخيالات اليهودية الوقحة. وقد حذرنا من هذه الخيالات العناصر والفئات التي تملك في سياسة الوطن أكثر مما نملك نحن، هذا الحزب الجديد الناشئ الفتي. أخبرنا تلك الفئات، ونحن موقنون بأنهم لم يأخذوا تحذيرنا بما يستحق من الاعتبار… إن تلك الفئات لم تكن مؤهلة لقيادة شيء من المصير القومي. إنها لم تكن تمثل إرادة قومية. إنها لا تمثل اليوم إرادة قومية. لا تمثل إلا خصوصياتها الحقيرة التي لم ينتصر اليهود في شبر من الأراضي السورية إلا بفضلها هي.

إن اليهود قد انتصروا في الجنوب على يهودنا نحن ولم ينتصروا على حقيقة الأمّةا لسورية ولن ينتصروا على حقيقة الأمّة السورية.

إن محق الدولة الجديدة المصطنعة هو عملية نعرف جيدا مداها. إنها عملية صراع طويل شاق وعنيف يتطلب كل ذرة من ذرات قوانا، لأن وراء الدولة اليهودية الجديدة مطامع دول أجنبية كبيرة تعمل وتساعد وتبذل المال وتمدّ الدولة الجديدة بالأساطيل والأسلحة لتثبيت وجودها…

ونحن نعرف جيدًا أنه كذلك ونسير بهذه المعرفة واثقين مطمئنين وهذا الاطمئنان نفسه يعني أن النصر في الأخير شيء أكيد لا مفرّ لنا منه.

عندما ابتدأت معارك العقلية السقيمة ضد قيام الدولة اليهودية في الجنوب أرسلتْ منفذية الحزب السوري القومي الاجتماعي في حيفا إلى المركز تطلب جوابًا يعيِّن موقف الحزب من الاتجاه الحربي القائم، فكان جواب المركز أن الحزب السوري القومي الاجتماعي لا يثق بالقيادات التي تسيِّر القوات السورية إلى الحرب ولا يثق بالقضايا التي تسير فيها تلك القوات والحزب يعرف أن الصفوف الأمامية التي تسيّرها تلك القيادات العاجزة والقضايا المائتة ستنهار لأنها صفوف غير مؤسسة في حقيقة قضية صحيحة.

إن حقيقة قضية فلسطين هي في عقيدة أمّة حية وإرادة قومية فاعلة تريد الانتصار! إننا كنا نعلم علم اليقين أن الصفوف الأمامية المقسَّمة، غير الجديرة بالانتصار، السائرة إلى المجابهة بلا قضية واحدة ولا إيمان واحد ستنكسر وتخذل في المعركة، ولذلك كان جوابنا لمنفذية حيفا أننا سنستمر في مهمتنا الرئيسية تجاه هذا الخطر وهي: بناء الصفوف الخلفية التالية التي ستتقدم إلى مجابهة العدوّ بنظامها المتين وعقيدتها القومية الاجتماعية الصحيحة النظامية، بعد أن تسقط الأمامية.

والنهضة القومية الاجتماعية تتقدم في الصفوف جديرة بالانتصار، لأن في صفوفنا إرادة أمّة حية لا أمم في طوائف ودول، في حكومات قزمية غير جديرة بالصراع بمسؤولية تقرير المصير القومي.

نحن مستمرون اليوم في خطتنا. إن الدولة اليهودية تخرِّج اليوم ضباطًا عسكريين وإن الدولة السورية القومية الاجتماعية التي أعلنتها سنة 1935 تخرِّج هي أيضًا بدورها ضباطًا عسكريين! ومتى ابتدأت جيوش الدولة الجديدة الغريبة تتحرك بغية تحقيق مطامعها الأثيمة والاستيلاء على بقية أرض الآباء والأجداد، ابتدأت جيوشنا تتحرك لتطهير أرض الآباء والأجداد وميراث الأبناء والأحفاد من نجاسة تلك الدولة الغريبة!

هذا ليس آخر جواب نعطيه، لأن الجواب الأخير سيكون في ساحة الحرب متى قررت القيادة القومية إعلان الحرب!

15 ايار 2009

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *