بيان الطلبة تشرين الاول 2005
أيها الطالب العزيز
رغم الإنجازات التي تحققت في لبنان بفضل التعاون بين المسؤولين في لبنان والشام، وليس أقلها قيام مؤسسات الدولة بعد أن أجهز عليها الإقتتال الدامي، فإن أخطاء كبيرة ارتكبت، واعترف بها الجميع، شوّهت حقيقة هذه الإنجازات. ولكن لا يعالج الخطأ بخطأ أفظع منه، بل بصواب يعتمد العقل والمنطق أساسًا
.
إن خطأ العلاقة بين لبنان والشام، في بعض وجوهها، طوال العقود الماضية، كان البناء على أساس المنافع الضيقة لأشخاص ومجموعات يضعون مآربهم الخاصة فوق كل اعتبار.
هؤلاء أنفسهم وبعد أن أخذوا ما أرادوه انقلبوا على هذه العلاقة فانهار أساسها الهش.
واليوم خطأ أفظع يرتكب هو خطأ العودة الى اللغة العنصرية، لغة لبنان الجزيرة المعزولة عما حولها. هو خطأ الانسياق الشعبي وراء ردود فعل إنفعالية وغرائزية لم تعد ترى في الشامي أو “السوري” بحسب التعبير المتعارف عليه سوى شرٍّ مطلق.
ويتحمل مسؤولية دفع الشعب باتجاه الخطأ الجديد نفس الذين دفعوه باتجاه الخطأ السابق. أناس بنوا “زعاماتهم” على أسس إقطاعية وطائفية وأرادوا الآن تجديدها باستخدام مصطلحات يستحسن الناس سماعها كالحرية والسيادة والحقيقة فإذ بالحرية هي حرية الولايات المتحدة في التدخل بشوؤن بلدنا. وإذ بالسيادة يخرقها الكيان الاسرائيلي بطائراته وبعمليات خطف المواطنين ولا من يعترض. وأخيرًا وليس آخرًا إذ بالحقيقة صاروخ موجه باتجاه واحد لا يزيح عنه.
أيها الطالب العزيز
لم ندافع يومًا عن الخطأ ولن ندافع عنه أبدًا، ونبهنا منه مرارًا من دون أن نلقى التجاوب الكافي، فكانت النتائج الكارثية التي كانت.
واليوم ننبّه مجددًا مذكّرين بقول سعادة: “كلّ غلطة جديدة تكلف الشعب سنين من الشقاء والتذمّر والندم، واتقاء الأخطاء خير من معالجة نتائجها.”
إن لنا نظرة علمية الى المجتمع لا نخجل من المجاهرة بها حتى في زمن استشراء العصبيات العمياء.
وانطلاقًا من هذه النظرة وكما دعيناك الى نبذ الفردية والطائفية والعشائرية في بيانات سابقة، ندعوك اليوم الى نبذ الكيانية العنصرية التي لا تخدم إلاّ أعداء الوطن.
إن الحلّ الوحيد لمأزق العلاقة بين لبنان والشام هو في وعي الشعب في الكيانين لحقيقته الاجتماعية، حقيقة كونه شعبًا واحدًا في وطن واحد هو الوطن السوري، والبناء على أساس هذه الحقيقة لعلاقة جديدة متينة تضع مصلحة الأمة فوق كل اعتبار.
أما ما عدا ذلك فبناء على رمال البحر في زمن الأمواج العاتية.
الطلبة السوريون القوميون الاجتماعيون