بيان الطلبة السوريين القوميين الاجتماعيين – أيار 2007
” إن الدولة اليهودية لم تنشأ بفضل المهارة اليهودية ولا بشيء من الخلق والعقل اليهوديين، إذ لا توجد لليهود قوة خلاقة. بل بفضل التفسخ الروحي الذي اجتاح الأمة السورية…” سعاده 1949
إلى متى نقتتل ونتفرّج؟
أيها المواطنون والرفقاء
بعد عام، يحتفل اليهود بمرور ستين سنة على جمع خليطهم وإعلان قيام كيانهم على أرضنا، وبعضنا لا يزال فصائل تتصادم وتقتتل.
بعد عام تكتمل ستون سنة على اغتصاب جزء عزيز من وطننا السوري، ولا يزال الكثير من أبناء شعبنا غير شاعر بالعار.
بعد عام تنقضي ستة عقود على قيام كيان مصطنع نشأ بفضل خطة نظامية رغم أنه ضد الطبيعة، تنقضي معها ستة عقود من الفوضى والارتجال والاتكالية، كم من “فارس صنديد” هدد خلالها برمي هذه الدولة في البحر، ممتشقا الكلام الفارغ سيفًا وممتطيًا رابطة اللغة أو الدين حصانًا، وكم من مرة استثمر اليهود هذا الجهل لاستدرار العطف على دولتهم “المهددة المظلومة”.
وكلّما شنّ هذا الكيان عدوانًا وارتكب المجازر الفظيعة ضد شعبنا، انبرى من يطلب السلام ظانًا أن الذئب يمكن أن يصبح حَمَلاً، معتقدًا أن قضيتنا قضية منطق، وأنه قادر بالمنطق على إقناع أعدائنا بإعادة حقوقنا التي اغتصبوها ويصرّون على اغتصابها.
لقد استغلّ اليهود بُعْبع الشيوعية خمسين عامًا، ثم اخترعوا بعبعًا آخر هو الإسلام والإرهاب، ليستغلوه خمسين عامًا أخرى، وهم يخترعون غولاً أو “لهّاية” أو “دوّاخة” حين يشاؤون ونحن نصدّق. واليهود ليسوا أقوياء ولكننا نحن ضعفاء، فتفسُّخنا الروحي كفيلٌ بدوام تنازعِنا، ومتعهِّدٌ حماية دولة اليهود بالسخرة (دون أجر) لأمد طويل.
ومرض العروبة الوهمية جعل مئات الملايين من الناطقين بالضاد، غير قادرين على طرد اليهودي من أنفسهم كشرط لطرد سفراء الدولة اليهودية من دولهم، في خطوة هي أضعف الإيمان. وحتى “قرار السلم والحرب” ليس بيد دولة من الدول التي أوجدتها اتفاقية سايكس ـ بيكو، لأن القرار يفترض وجود إرادة حرّة، والمبادرة إلى طلب السلم ليست قرارًا بل هي جبن وإذعانٌ.
أيها الزملاء الأعزاء
إذا لم نسترجع حقوقنا بالقوة فبماذا نسترجعها، أبغصن الزيتون أم بحمامة السلام؟!!.. زيتوننا يقلعونه والحمائم تلتهمها نيرانهم وسلامهم أن نصبح رمادًا.
في كلّ مرة تقوم فئة من شعبنا لمحاربة اليهود، فتقف الفئات الأخرى متفرّجة شامتة وأحيانًا كثيرة تطعنها في الظهر، فتنهك قواها وتلقي سلاحها، وفي كلّ مرّة يحاول اليهود تقوية شوكتهم، أما نحن فيشوِّه اقتتالنا ما حققه تفوّقنا النفسي من وقفات عزّ وبطولات أدهشت العالم.
وإذا استمر شعبنا في تجربة الأفكار الأفيونية المفعول، وفي التمسّك بروابط الدم والدين البدائية، ولم يهتدِ إلى طريق وحدته ونهضته التي خطّها له أنطون سعاده، صاحب الرسالة السورية القومية الاجتماعية، فإنه سيسقط في عبودية شديدة طويلة. وستبقى الطريق إلى محق تلك الدولة الغريبة هي هذه:
أن نحجّ إلى العقل والمحبة القومية، مضحّين بالأنانية الفردية، وأن نقضي على الخصومة القبَلية والحزبيات الدينية، عاملين على تأسيس فكرة الأمة، حتى تتمّ وحدة الشعب روحًا وعقلاً، مستعدين جميعًا للتحرير حديدًا ونارًا.
ومهما طال زمن الحزن، فالحقيقة والحق إلى انتصار ووحده الباطل إلى زوال.
في 15 أيار 2007 الطلبة السوريون القوميون الاجتماعيون
أقرّ نشر هذا البيان رئيس الحزب الدكتور أنطوان أبي حيدر