سعاده

“إلى العمل..”

إنّ العمل هو القيمة الفعلية التي يتحقّق فيها الإنسان، فيبتدئ به التاريخ ولا ينتهي، بالعمل ينتقل الإنسان إلى الخلود المتمثّل في الأجيال اللاحقة الممتدّة في أرضها، فكرًا وصناعة وغلالاً. لا يستوي الذين يعلمون ويعملون والذين يعلمون ولا يعملون! إنّه الفرق الأساس بين نفسيةٍ تجعل من الكون معطًى تشكّله المصلحة بإلإرادة، ونفسيةٍ تهرب من الوجود إلى الوهم. إنّ القومية الاجتماعية قد وعت أنها ذات: فكرة – حركة، وانتهجت سياقًا فكريًّا عمليًّا أخرج للعالم نظرةً جديدةً في الدين والإنسان والأخلاق، تزرع بمعولٍ من سومر، وتروي من فرات مياهها وتحصد بمنجل تمّوز وتنهض فلسطينًا.

أيها الرفقاء في الوطن وعبر الحدود،
حضرات المواطنين،
 
إنّ وحدة المبادئ بكشف الشخصية الاجتماعية تتّجه بنا وحدة حياةٍ نحو تحقيق ما نراه نحن المصلحة، وهذا يستوجب إيمانًا بأنّ أمّتنا أخرجت للعالم ثوراتٍ فلسفيةً وعلمية، وابتكاراتٍ جعلت الإنسان يشيد أبراجًا من أبجدية. هذه البلاد لا يبيع المواطن فيها الكتاب، بل يجعل روحه قربانًا تغتذي به الأطفال كرامة. هذه البلاد لا تبيع البندقية ولا ترميها، بل تقاتل بها وتفتح عصورًا من بطولة. هذه بلادنا لا تبيع تاريخها، بل إنّها تقتل العيش لتقيم الحياة… وإذا وُجد من يحمل “فضّة”، فإنّ عينَي ذاك الشبل ومقلاعه ستبقى مصوّبةً نحو خيانته…
 
أيّها الحاملون عَظَمة العمل في القلوب، إنّ عيد العمل، عيدكم، الذي ابتدأ منذ عشرات ألوف السنين من صراع في الطبيعة، فينجح هنا ويكبو هناك ويعود لينهض، لن يكون لكم أيّها العاملون بالحق والخير والجمال، الذي يفيض منكم، إلا حقولٌ وبيادر، وتشرين يمطر بذاره أجنّةً في أرضٍ لم تعتد إلا! أن تنتج أحرارًا لا يلتفتون إلى الوراء إلاّ لينتشلوا أرواحًا نحو الارتقاء.
 
هنيئًا لنا جميعًا عيد تجتمع فيه الأصالة والمحبة والحكمة والرجولة.
 
هنيئا لنا بعقيدةٍ، قتلت الإقطاع والطبقية … وجعلت العمل قيمةً تجتمع فيها النفوس دائرةً تتّسع بحيوية وحرارة أشعّتها العاملة في حركتها هي، ولا يمكن أن تكون خارجها إلا إذا أُصيبت بالعدم.
 
في عيد العمل – عيد توزيع الغنى لا الفقر – نعمل مع أبناء بلادنا الشرفاء على تحرير عقول وأيادي العاملين من جشع السياسيّين وانحطاط أخلاقهم، الذي جعل من عرق ودماء العاملين جسرًا للانتهازية البغيضة والأنانية القاتلة، عاملين على التحرّر السياسي لننال تحرير اقتصادنا.
 
نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي قد تحرّرنا من كلّ أنواع القيود، ونعمل دائمًا على تثبيت أقدامنا في مواجهة أعداء الداخل والخارج، ولن نستكين ما دمنا نهتف في الحقول والبراري والخنادق، وفي كلّ شبرٍ من أرضنا..
 
لتحيَ سورية وليحيَ سعادة.
 
المركز في 30/4/2019
عمدة الاقتصاد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *