أقامت منفذية بيروت العامة احتفالًا بمناسبة عيد التأسيس في مطعم أفندينا في منطقة سليم سلام، وذلك نهار السبت الواقع فيه 10-11-2018. حضر الاحتفال رئيس الحزب الدكتور علي حيدر والعمد بالإضافة إلى عدد من رؤساء وممثلي بعض الأحزاب الحليفة، وحشد من المواطنين والرفقاء. تضمّن الاحتفال كلمة للمنفذية وأخرى للطلبة، وفقرة شعرية للصديق الشاعر مارون أبو شقرا، كما عزفت فرقة موسيقانا بضعة ألحان. وقد قام الرفيق فضل الله موسى بالتعريف. تلى الاحتفال عشاء وبرنامج فني.
العريف: الكلمة الافتتاحية
أيها الحضور الكريم
في شهرِ تشرين الثاني تَكثُرُ المناسباتُ وتزدحم، يساهمُ في ذلك عدمُ وضوحِ الرؤيةِ في المجتمعِ حولَ كيفيّةِ تعيينِ المناسباتِ وتصنيفِها، إذ تُغيَّبُ واحدةٌ مهمّةٌ وذاتُ بُعدٍ قوميّ في سبيلِ إبرازِ أخرى ذاتَ طابعٍ فرديّ أو دينيّ مثلاً. وإذا ما صوّبنا تصنيفَنا وِفقًا لأهميّةِ المناسبةِ مجتمعيًّا وتأثيرِها على سيرِ حياتِنا، لاتّضحَ لنا وجودُ ثلاثِ مناسباتٍ ضِمن هذا التصنيف. الأولى، وتَصْدُفُ في الثاني من شهر تشرين الثاني وهي ذكرى وعد بلفور، ذلك الوعدُ المشؤومُ الذي جسّدَ الطريقةَ اللاأخلاقيةَ التي تعاطت بها الدولُ المنتدِبةُ مع حقوقِ أمّتنا، وتعهَّدَتْ من خلاله بريطانيا بتمكين اليهود، أعداءِ الأمّة، من تأسيسِ دولةٍ لهم في وطننا السوريّ. والمناسبةُ الثانيةُ تقعُ في الثاني والعشرين من هذا الشهر، وهي ذكرى “استقلالِ” لبنان. هذه المناسبةُ الناقصةُ التي لولا مواجهة القوميين الاجتماعيين للمحتل الفرنسي واستشهاد الرفيق سعيد فخر الدين، لما كان فيها شيءٌ من روحِ الاستقلالِ ومعانيه السامية، إذ هي تجسّدُ أيضًا وجهًا من أوجهِ سلبِ إرادتِنا من قبل الدولةِ المنتدِبةِ “فرنسا”، التي فرضَتْ تقسيمًا سياسيًّا لوطننا، فاصلة الكيانِ اللبنانيّ عن محيطِه القوميّ، جاعلة إياه رهينةً للأطماعِ الخارجيةِ والفوضى الداخلية. أمّا المناسبةُ الثالثةُ، التي نحتفلُ بها اليوم، وتأتي في السادس عشر من هذا الشهر، فهي ذكرى تأسيس الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ. وإذا كانت المناسبتان الأوليان تجسّدان استباحةَ مصلحةِ الأمّة، وعدمِ الاعترافِ بحقّ الشعبِ السّوريّ بحياةٍ عزيزةٍ حرّة في أمّته، فإنّ تأسيسَ الحزبِ هو التجسيدُ الفعليُّ لإرادة السوريين الحرّة، وهو الردُّ الطبيعيُّ لأمّةٍ أشرقَتْ شمسُ الحضارةِ من أرضِها وبزغَ فجرُ التاريخ من سمائها، على هضمِ حقوقِها وإهانةِ أبنائها.
عن تأسيسِ الحزبِ يقولُ حضرةُ الزعيم “منذ تلك الساعة نقضنا بالفعل حكم التاريخ وابتدأنا تاريخنا الصحيح، تاريخ الحرّية والواجب والنّظام والقوّة، تاريخ الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ، تاريخ الأمّة السوريّة الحقيقيّ”.
مع كلمة منظّمي العشاء، منفّذيّة بيروت العامة، يلقيها حضرة المنفذ العام، الرفيق وجيه خوري.
كلمة منفذ عام منفذية بيروت العامة
باسم منفذية بيروت العامة نرحب بكم جميعًا، رفقاءَ ومواطنين كرام، بهذه المناسبة التي نحييها كلَّ عام، والفرحة تغمر قلوبَنا.
ليس هذا الاحتفال طقسًا من الطقوس الجامدة التي غالبًا ما نراها حولنا، إنما هو مناسبة لكي نؤكّد جميعُنا، إيمانَنا الثابتَ بمبادئ حزبِنا، وأهمية هذه المناسبة تكمن في أنها تجسّد عملية إطلاق النهضة القومية.
فلولا وجود الحزب لما كان للنهضة وسيلتها الفضلى التي تمكّنها من تحقيق ذاتها. وفي هذا السياق، ولتوضيح الصورة، نردّد ما كان يذكره دائمًا رفيقُنا الراحل ورئيسنا السابق الدكتور أنطوان أبي حيدر، بأنّ “عملَ الحزب هو محصّلة عمل الرفقاء.” لذلك فالحزب، باختصار، هو إدارة عملنا وتنظيم فعلنا، فلا حزب من دون عمل.
عندما نعي ذلك ندرك بأن ما نحتفل به اليوم هو فعلنا وعملنا المنظّم خلال العام المنصرم، فأفعالنا فقط هي التي تقرّر مصيرَنا ومصيرَ أمّتنا. ولذلك فإن نظرةً سريعة لأحوال أمّتنا تُظهِر أنّ أحداثًا جسامًا تحصل في أيامنا هذه. فنحن في خضمّ مرحلة مفصلية فائقة الأهمية، وما يحدث اليوم في هذه السنين القليلة التي نعيشها سيقرّر مصير أمّتِنا، أي مصيرَ وجودِنا كشعبٍ لعشرات من السنين المقبلة.
فالمعركة الأخيرة التي أطلقها عدوُّنا الأوحد – اليهودية العالمية المنتشرة في العالم، المتمثّلة باللوبيات التابعة لها وبدولة الاغتصاب، كان هدفها المباشر، في السنوات القليلة الأخيرة، إسقاط دمشق عاصمة أمّتنا التاريخية. هذه المعركة قد تأكد فشلها خلال هذا العام بالذات، وكانت الغاية الفعلية منها إسقاط الأمّة السورية بأسرها فلا يقوم لنا قائمة منها لعشرات السنين أقلّه.
لقد سقط هذا المخطط التآمريّ بفعل وعي القيادات الحالية لطبيعته وأبعاده، وتماسِك الشعب في الكيان الشامي ووقوفِه إلى جانب جيشه، ووعيِ قياداتٍ أخرى عديدة في الكيان اللبناني لأهداف اللعبة، هذا الوعي الذي تُرجم دعمًا ماديًا عسكريًا مباشرًا، فالوطن السوري من بحره إلى خليجه هو المستهدف المباشر الأول والأخير، والمعركة دارت وتدور في رحاه قطعًا. من هنا كان قرار حزبكم الوقوف سدًّا منيعًا في وجه هذا المخطط، فكان حضورنا العامّ الفاعل في الكيان الشامي الذي تنكّبتم فيه أخطر وأدقّ مهمة في هذه المرحلة. وقد تأكد فعلُكم، وظهر واضحًا جليًّا في أهمّ معركة شهدتها أمّتنا في تاريخها الحديث، فحملتم وحملت قيادتكم المتمثلة برئيسكم الرفيق الدكتور علي حيدر لواء المصالحة الوطنية بعد أن تسلّحتم بإيمانكم وأخلاقكم ووضعتم دماءَكم أمامكم؛ هذه المصالحة التي نحن أوائلُ السعاة لها، تحصينًا للجبهة الداخلية التي ما زلنا نعمل منذ نشوء حزبكم على بنائِها.
إنّ وقفتكم المتجلّية بأبهى صورها ووقفة قيادتكم الفذّة في هذه المرحلة بالذات، قد كوّنت جسر إنقاذ عبرت عليه الأمّة، وساهمت مساهمة جليّة في ردع الثعبان المتعدّد الرؤوس الذي حاول الالتفاف حول جسم أمّتنا.
وها هو حزبكم يضطلع بدوره الطليعي في أهمّ معركة لنا، كنا وما زلنا نبذل الغالي والرخيص لها، ألا وهي معركة الوصول إلى عقل الشعب وقلبه ووجدانه.
الدرب ما زال طويلًا وشاقًّا، وهناك تضحيات جسام لن نتراجع عنها ما زالت تنتظرنا، لكن المتبصّر يعرف جيّدًا بأن كفة الصراع بدأت تميل بشكل واضح نحونا، فلأول مرة منذ مئة عام، لحظة الإعلان الفعلي لبداية مخطط إفنائنا، وأقصد إبرام اتفاقية سايكس وبيكو التي قضت، كما نعرف جميعًا، بتقسيم وطننا السوري حصرًا إلى أجزاء بهدف السيطرة التامة عليه، والتي تبعها، بشكل مباشر بعد عام، إعلان وعد بلفور المشؤوم، ممّا يؤكد، دون شكّ، على ترابط الأمور عند المخططين.
نستطيع أن نقول اليوم، بالتحليل البسيط، والوضع الماثل أمامنا، بأننا ابتدأنا باجتياز هذه المرحلة، وبات واضحًا كما يعرفه عدوّنا تمامًا بأن الجبهة العسكرية ضدّه أصبحت مربوطة من الناقورة حتى غور الأردن أو جنوب الجولان، وذلك دون أن نستثني من هذا الربط غزة البطلة المحاصرة، باعتراف العدوّ نفسه. وإن بغداد ذاتها لن تكون بعيدة عن المعركة المقبلة عند نشوبها. أليس هذا بعض ما نراه جميعًا بالعين المجرّدة، وألا يشكل تحوّلًا تاريخيًا نراه للمرة الأولى بهذا الوضوح في تاريخنا الحديث؟!
من ناحية أخرى، وفي غير مجال، ألم نسمع مفتي الشام، بما يمثّله من قيادة للرأي العام يلاقي مطران القدس بكلام واضح لا لَبس فيه عن أهمية نهضتكم من أجل تحقيق وحدة البلاد السورية ووحدة معركتها ووجودها؟
هذه الأقوال والمواقف من شخصيات معنوية ما زال شعبُنا يعتبرها في صفوفه الأولى هي أيضًا من “علامات الأزمنة” التي يجب أن نقرأها جيدًا.
أيها المواطنون والرفقاء
إذا كان العمل النهضوي في الكيان اللبناني، الآن، هو من أصعب الأمور، فهذا مردّه إلى سببين: تردّدات الحرب الأهلية التي مرت، والتي كنتم أنتم في الموقع الصحيح فيها، فلم تحملوا سلاح الباطل، ولم تنجرّوا إلى خنادق الاقتتال، وكان شعاركم وفعلكم بأن “لبنان يهلك بالحزبية الدينية ويحيا بالإخاء القومي.” سعاده
والسبب الثاني يعود لنوعية التربية والثقافة الفردية التي لا تنمّي عند الفرد إلّا الأنانية المطلقة، فيكبر المواطن دون أن يكوّن أيّ وعي لأهمية فكرة المواطَنة، هذه التربية الهدّامة المبنية على فكرة “دعه يعمل، دعه يمرّ” تهدف إلى هدم فكرة الوطن، وهي بعيد كلَّ البعد عن مفهوم المواطَنة الحقيقية الذي يؤسس، وحدَه، لفكرة الدولة، وقد تم استبدال ذلك بفكرٍ سياسيّ جاهليّ قائم على مفهوم الطوائف والمذاهب أي القبائل الكبرى التي منعت وتمنع، حتى الآن، من إحداث تغيير بنائيّ مهم في هذا الكيان. لذلك يشعر العديد من الواعين البعيدين عن فكرنا بأنه في لبنان “لا حول ولا قوة” لإحداث تغيير حقيقي.
وحدَها نهضتُكم وفعلُكم وصفوفُكم المتراصّة اليوم هنا هي نموذج الحلّ المرتجى، وأنتم وحدكم تعرفون ما يجب أن يكون من أجل حلّ هذه المعضلة؛ وحدَه نشرُ فكرِ سعاده هو الذي يحقّق الغاية المنشودة. فإذا انكفأنا نحن من سيقوم بهذا العمل؟
إنّ أنوار مبادئ الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ بدأت تسطع، وفعلكم هو القول الحسم بين أوساط الشعب الذي هو بأمسّ الحاجة إليها، فإذا انكفأنا نحن ينكفئ الحلّ ويتراجع، أمّا إذا قمنا بواجبنا وكان كلٌّ منا منارةً لمن حوله لا ينطفئ نورُها، أصبح الحلّ بمتناولنا جميعًا.
إنّ محبتَنا المطلقة لأرضنا وشعبنا هي وحدها محرّكُنا وحافزُنا، هذه المحبة متى عرفنا كيف نترجمها فعلًا مضيئًا، كلٌّ في وسطه، وبين كافة أبناء أمّتنا دون تردد أو تقاعس، حينها فقط تعود صفوفُكم إلى التقدم في كلّ مكان.
لذلك إنّ تركيزَنا على عمل الأشبال أساسيٌّ إذا كنا نريد التقدّم، لأنه كما تعلمون: “إذا ربحنا الأحداث ربحنا معركة المصير القومي كلِّه”. سعاده
نحن من مدرسة تعرف جيّدًا بأن الحقّ لم يكن يومًا عدديًا، لذلك ثقوا بأنفسكم، واعطوا أمّتَكم ما لها فيكم، تطبيقًا بسيطًا لقول زعيمنا بأنّ “الدماء عينها التي تجري في عروقنا ليست ملكًا لنا، هي وديعة الأمّة فينا”، والأمّة طلبت وتطلب منا جهدًا يبدو بسيطًا، لكنه ضروريّ، نبذله نحو مواطنين لنا لم يتسنَّ لهم معرفة حقيقتهم المتجلية في مبادئ حزبِكم، فهل نبخل عليهم؟
إنّ هذا اليوم الذي وعدنا فيه سعاده بأن يشهد العالم رجالاً لنا متمنطقين بمناطقَ سوداء، زاحفين بأسنّتهم يقترب كلّ يوم بفضل فعلكم ووقفتكم وثباتكم، فلا تُحجِموا.
في 10 تشرين الثاني 2018
المنفذ العام
الرفيق وجيه الخوري
العريف
في خطابه في طلبة دمشق، يتوجّه حضرة الزعيم إلى الطلبة قائلاً “نحن القوميين الاجتماعيين قد سلكنا طريق المعرفة واخترنا هذه الطريق على طولها وبطئها، على جميع الطرق الأخرى الاعتباطية المستعجلة التي تريد الخطوة الأولى، ولا تدري أي خطوة تعقبها، نحن فضّلنا السير في طريق واحدة إلى أهداف صحيحة اهتممنا أن نعرفها قبل أن نسير. وسط الأخطاء والتخبط وقفنا ونظرنا وبحثنا في المشاكل والطرق وعوّلنا في الأخير على أهداف صحيحة وطريق واضحة. هذه الطريق يمكن أن نسميها طريق الوعي القومي الذين يؤمّن لنا الخروج من التخبط في ماهية حقيقتنا. في من نحن وما هو وجودنا وما نبغي في الحياة”.
الآن مع كلمة الطلبة السوريين القوميين الاجتماعيين يلقيها الرفيق نمر قدّور.
كلمة الطلبة
“الطلبة هم نقطة الارتكاز في العمل القومي.” سعاده
أيها الطلبة السوريون
يا منارة الطريق إلى العلياء، بكم تنهض الأمّة وبجدارتكم نصل إلى القمة، وبدونكم نتوه عن شط ّالأمان.
أمسكوا الأقلام واطلقوا العنان للتعبير عن عقيدتكم.
كونوا أحرارًا، فالحرية لا تأتي إلّا بطلب العلم، فالعلم يزيد مساحة الوعي ومن ثم القدرة على الحرية والتعبير من أجل تحقيق العدل الاجتماعي، ولا تكونوا خاضعين إلّا للحق وليس لصاحب المال أو السلطان.
فها نحن “وضعنا أيدينا على المحراث ووجهنا نظرنا إلى الأمام، إلى المثال الأعلى، وصرنا جماعة واحدة، وأمة حية تريد الحياة الحرة الجميلة – أمّة تحبّ الحياة لأنها تحب الحرية، وتحبّ الموت متى كان الموت طريقًا إلى الحياة.”
لقد رسم لنا الزعيم الطريق من أجل أن نعرف هويتنا الحقيقية من خلال تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي.
وها نحن الآن نتابع المسير في هذا الخط، دون ملل أو كلل، ونحتفل بالتأسيس وظهور هذا الفكر إلى العلن حيث جعلنا ندرك حقيقتنا وهويتنا الأصيلة.
ومن هنا يتحتم عليكم واجب وهو النهوض بالأمّة والسير بها إلى الأمام وتصحيح الأفكار الخاطئة التي يتناولها البعض والتي تأتي بنتيجة سلبية على المجتمع.
إقرأوا التاريخ واعرفوا من أنتم ومن هم أجدادكم الذين نشروا العلم والمعرفة في مشارق الأرض ومغاربها.
فها هو زينون والمعري وديك الجن الحمصي والكواكبي وجبران خليل جبران والكثير ممن أبدعوا من أبناء أمّتنا.
هبّوا وأعيدوا أمجادًا على وشك الضياع. لا تخضعوا ولا تقبلوا الذل، وكونوا أنتم المبدعين في صنع التاريخ.
كونوا أصحاب نفسية أصيلة “فلا يمكن توليد نهضة سورية إلّا بعامل نفسية سورية أصيلة مستقلة”، وقولوا للعالم أجمع: إن أجدادنا اخترعوا الأحرف الهجائية ونحن سنتابع المسير.
نعم أيها الطلاب الأعزاء فواجباتنا كثيرة والطموح لا حدود له.
ومن أجل ذلك يجب أن نكون منتظمين في صفوف متراصة، فمن غير ذلك لا يمكن تحقيق الواجبات الموكلة إلينا.
إن النظام يربط مجموعة من العناصر ضمن شبكة من العلاقات التي تعتمد على مسببات، وكل فرد يتكون منه هذا النظام يحتاج إلى أن يقوم بالمهام الأساسية الخاصة به حتى يقوم من يليه بتطبيقها وتستمر حتى تحقيق كافة الواجبات التي نسعى إلى تحقيقها.
كونوا أقوياء في الدفاع عن وطنكم فمن غير علم ومعرفة لا تكون قوة.
ولا تنسوا أعداءنا فإنهم يتربصون بنا، وكونوا مستعدين دائمًا للقتال في سبيل هذه الأمّة، وتذكروا دائمًا أن لا عدوّ لنا سوى اليهود. قابلوهم بأقلام من حديد وحبر من رصاص، فلا ينفع معهم سوى الحديد والنار، وكونوا حذرين من يهود الداخل فإنهم أشد خطورة من يهود الخارج.
أيها الطلاب “إنّ فيكم قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ”.
فلا تضعوا سقفًا لطموحاتكم ولا ترسموا خطًّا للنهاية، وثابروا إلى الأمام دون توقف.
“فكلما بلغنا قمة تراءت لنا قمم أخرى نحن جديرون ببلوغها”.
العريف
بتأسيس الحزب، وبعث النهضة القومية الاجتماعية، أراد الزعيم لسورية أن ترتقي، فتنزع عنها لباس الذلّ والخنوع الذي ألبستها إيّاه قرونٌ من الاحتلالات والضياع، وتلبس رداء النهضة الذي يرفعها نحو قمم المجد التي تليق بها. ولأنّ الشأن الثقافي ذو أهمّية كبيرة في حياة الأمم، أولاه الزعيم اهتمامًا لافتًا. كيف لا ونحن من خلال الإرث الثقافي نكتشف نفسية الأمّة السورية الحقيقية. ومن الأمور الثقافية الأساسية التي تطرّق إليها حضرة الزعيم، كانت الموسيقى التي قال عنها “إنّها لغة النّفس الإنسانية بكلّ ظواهرها وبواطنها”.
نبقى الآن مع عزفٍ موسيقي لفرقة موسيقانا.
العريف
في الجزء الأوّل من كتابه الصراع الفكري في الأدب السّوري، يخاطب الزعيم الشعراء السوريين قائلاً: “تعالوا نرفع لهذه الأمّة الّتي تتخبّط في الظّلمات مشعالاً فيه نورُ حقيقتنا وأملُ إرادتنا وصحّة حياتنا. تعالوا نشيد لأمّتنا قصورًا من الحبّ والحكمة والجمال والأمل بموادِ أمّتنا السورية ومواهبها وفلسفات أساطيرها وتعاليمها المتناولة قضايا الحياة الإنسانية الكبرى”. بيننا اليومَ شاعِرٌ فجّر اللغة العامية فتجاوبت معه وملك مفاتيحَ الشعر العاميّ فأضحى مَلِكَه. قصائده تدخل القلب من غير استئذان، وتخاطبُ العقلَ محرّكةً فيه شغف المعرفة. شعره بحقّ مشعالٌ ينير الظلمة.
مع قصيدةٍ للشاعر الجميل الصديق مارون أبو شقرا.