عملية “باب العامود”: هذا هو التصويب الصحيح

إلى أبطال شعبنا الذين ما زالوا يرتقون على مذبح هذا الصراع الوجودي الخطير الذي لم ولن ينتهي إلّا “بسحق إحدى القوتين الأخرى”، سلامنا القومي.

إلى أبناء شعبنا نقول: إمّا أن نكون نحن أو أن يكون اليهود، والسلام لمن عرف كيف يُدرَكُ السلامُ بالمواجهة والانتصار لا بالاستسلام.

هذا هو صراعنا الفريد، الشاذّ بتحجّر أعدائنا وحقدهم، الهائل بكبر وامتداد تضحيات شعبنا؛ إنه الذي بدأ في فلسطين وما زال، وهو عينه، وفي السياق نفسه والهدف نفسه قد تمادى ليقوّض أركان لبنان – “النائي بنفسه” إلى ما شاء الله ومعه بعض سياسييه – ثم العراق الذي ظنّ نفسه بعيدًا مفصولًا بما يكفي عن هذا الصراع، ثم بعدها الشام؛ هذا الحقد اليهودي هو الذي أراق موارد وخيرات هذه الكيانات السياسية واستنزف جهود ودماء أبنائها كي تصرف بعيدًا عن حقّها الطبيعي في استعادة فلسطين ثم ضمان السلامة لما تبقّى من أرضهم.

وهكذا ولأجل أن يغرّد أبناء شعبنا بعيدًا عن سبل ارتقائهم، ثم يغدون مضلّلين بعيدًا عن طريق مواجهة الأعداء الذين يهدفون إلى إبادة شعبنا وجرفه من أرضه تحقيقًا لوعد توراتي مزعوم معلّق علنًا على بوابات مجلسهم التشريعي وهو: “أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل”.

في ظلّ ذلك كلّه، ومع استمرار هذا الصراع العظيم، وبعد معاينة كلّ هذا الكم من نتائجه المميتة، نرى بأسًى محزن كيف لم يزل الكثيرون منا يقرأون ويتعامون، يسمعون ويتناسون، يتداركون ثم يدخلون ظلام الكهف ثم يغرقون طويلًا في سبات أهله.

أيها الثالوث الشهيد: براء، أحمد وحسن، البارحة كنتم تنتصرون في معركة الوعي، تمامًا مثلما انتصرتم اليوم في معركة الشهادة فنلتم الشهادتين: العقل والدم معًا. طوبى لوعيكم ولدمائكم الزكية.

في 18 حزيران 2017

لتحيَ سورية وليحيَ سعاده
منفذية بيروت العامة

أجاز نشر هذا البيان عميد الإذاعة الرفيق إيلي الخوري.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *