الرسالة الثانية لعمدة التربية

الأوّل من آذار – إرادة الحياة في الأمّة


…”لو لم أكن أنا نفسي، لَوَددتُ أن أكون النسر المحلّق في الجو الفسيح، لا تطول به الأبعاد كما تطول بذي الجناح القصير… لو لم أكن أنا نفسي لأردت أن أكون أنا نفسي.” – سعاده
ليس للفرد فينا قرار الوجود، وإنّما بإرادتنا نقرّر أن نحيا حياة الأعزاء الأحرار، أو أن نعيش أذلّاء في القيود.
في الأول من آذار 1904 شعّ فجر عهد أمّتنا الجديد، فقد وُلد أنطون سعاده، زعيم الأمّة السورية وباعث نهضتها. وفي كلّ يوم من كلّ عام من أعوام النهضة، يشعّ نور الولادة إرادةً لدى شعبنا للحياة. ليست الولادة، إذًا، لشخص عاش عددًا من السنوات، بل هي ولادة الخلود لفكرٍ انبثق من تاريخ طويل من الانتماء للحياة، في أمّة احترفت إرادة الحياة، صارعت التنين مرارًا فصرعته كل مرة. وعلّمت الأمم معنى الوجود الحق.
ويأتي آذار هذا العام مشبعًا ببطولات شعبنا الحي العظيم في كل أرجاء الوطن، من مقاومة الاحتلال، إلى رفض الذل في ميادين السلاح، إلى محاربة الفساد لرفع العقبات الداخلية أمام نهضتنا. والثابت الوحيد في كل هذه الميادين هو أن قوتنا نحن هي الكفيل الضامن لتحصين حريتنا نحن…
خاطَبَنا المعلّم فلنستجِب، آمن بنا أمّة هادية فلنكن روّاد الأمّة. لنتأمّل تعاليم الزعيم فندرك دورنا.
الأمّة تنادي أبناءها لتبني قوتها، ولا سبيل لذلك إلّا بالمعرفة والوعي القومي. فلنبدع في طلب المعرفة بناءً ونبتعد عن اعتباطية “تجميع المعلومات”. المعرفة مسؤولية، وبها وحدها تثمر جهود شعبنا إبداعات. أوَليس الإبداع صفة ملازمة لسورية منذ الأزل؟ آمالنا كلّنا تحلّق في جو نسر آذار إذ حلّق من ذُرانا، والنهضة تستدعي جنودها وكلّ من أراد الحياة.
نحن الطلبة السوريين القوميين الاجتماعيين قد أدركنا هذا الواجب ونجتهد طلبًا للمعرفة وهدايةً للشباب السوري إلى نور النهضة. نحن جنود النهضة المريدون. إنّ لم نكن الفعالية الدافعة لبناء إمكانيات شعبنا ومستقبله بما يحقق مصلحته، لن نكون الأجيال التي خاطبها الزعيم.
فلنعِ واجبنا في الصراع، ولنُرد الحياة، فتحيا سورية حياة سعاده
الأوّل من آذار 2017

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *