غايةُ الحزبِ السوريّ القوميّ الاجتماعيّ بَعثُ نهضةٍ سوريّةٍ قوميّةٍ اجتماعيّةٍ تَكْفلُ تحقيقَ مبادئِه وتُعيدُ إِلى الأمّةِ السوريّةِ حيويّتَها وقُوّتَها، وتنظيمُ حركةٍ تُؤدّي إِلى استقلالِ الأمّةِ السوريّةِ استقلالًا تامًّا وتثبيتِ سيادتِها وإِقامةِ نظامٍ جديدٍ يُؤمّنُ مصالحَها ويرفعُ مستوى حياتِها، والسّعْيُ لإِنشاءِ جبهةٍ عربيّةٍ
يتّضحُ جليًّا من نصّ هذه المادّةِ أنّ النهضةَ القوميّة، البعثَ القوميّ، هي محورُ اهتمامِ الحزبِ السوريّ القوميّ الاجتماعيّ. ويتضمّنُ معنى النهضةِ القوميّةِ الاجتماعيّةِ تأسيسَ فكرةِ الأمّةِ وتأمينَ حياةِ الأمّةِ السوريّةِ ووسائلِ تقدّمها وتجهيزَها بقوّةِ الاتّحادِ المتينِ والتعاونِ القوميّ الصحيح، وإقامةَ نظامٍ قوميّ اجتماعيّ جَديد.
فغايةُ الحزبِ بعيدةُ المدى، عاليةُ الأهمّية، لأنّها لا تقتصرُ على معالجةِ شكلٍ منَ الأشكالِ السياسيّة، بل تتناولُ القوميّةَ من أساسِها واتّجاهَ الحياةِ القوميّة. إنّ غرضَ الحزبِ هو توجيهُ حياةِ الأمّةِ السوريّةِ نحوَ التقدّم والفلاح، هو تحريكُ عناصرِ القوّةِ القوميّةِ فيها لتحطيمِ قوّةِ التقاليدِ الرثّةِ، وتحريرِ الأمّةِ من قيودِ الخمولِ والسكونِ إلى عقائدَ متهرّئة، والوقوفُ سدًّا منيعًا ضدَّ المطامعِ الأجنبيّةِ الّتي تهدّدُ مصالحَ ملايينِ السوريّينَ وكيانَهم، وإنشاءُ تقاليدَ جديدةٍ تَرسخُ فيها نظرتُنا الجديدةُ إلى الحياةِ ومذهبُنا القوميّ الاجتماعيّ.
إنّ غايةَ الحزبِ السوريّ القوميّ الاجتماعيّ هي قضيّةٌ شاملةٌ تتناولُ الحياةَ القوميّةَ من أساسِها ومن جميعِ وجوهِها. إنّها غايةٌ تشمُلُ جميعَ قضايا المجتمعِ القوميّ، الاجتماعيّةِ والاقتصاديّةِ والسياسيّةِ والروحيّةِ والمناقبيّةِ وأغراضِ الحياةِ الكبرى، فهي تحيطُ بالمُثُلِ العُليا القوميّةِ وبالغرَضِ منَ الاستقلالِ وبإنشاءِ مجتمعٍ قوميّ صحيح. وينطوي تحتَ ذلك تأسيسُ عقليّةٍ أخلاقيّةٍ جديدةٍ ووضعُ أساسٍ مناقبيّ جديد، وهو ما تشتملُ عليه مبادئُ الحزبِ السوريّ القوميّ الاجتماعيّ الأساسيّةُ والإصلاحيّةُ الّتي تُكوّنُ قضيّةً ونظرةً إلى الحياةِ كاملةً، أي فلسفةً كاملة.
وإنّ إيجادَ جبهةٍ من أممِ العالمِ العربيّ تَكونُ سدًّا ضدَّ المطامعِ الأجنبيّةِ الاستعماريةِ وقوّةً يَكونُ لها وزنٌ كبيرٌ في إقرارِ المسائلِ السياسيّةِ الكبرى، هو جزءٌ مُتمّمٌ لغايةِ الحزبِ السياسيّةِ منَ الوجهةِ الخارجيّة. إنّ سورية هي إحدى أممِ العالمِ العربيّ، وإنّها هيَ الأمّةُ المؤهَّلةُ لقيادةِ العالمِ العربيّ، وما النهضةُ السوريّةُ القوميّةُ الاجتماعيّةُ إلّا البرهانُ القاطعُ على هذه الأهليّة.
من البديهيّ أنّ الأمّةَ الّتي لا عصبيّةَ لها تكفلُ القيامَ بنهضتِها هيَ نفسها، ليست بالأمّةِ الّتي يُنتظَرُ منها أن تُنهِضَ الأممَ الأُخرى وتقودَها في مراقي الفلاح. إنّ القوميّةَ السوريّةَ هيَ الطريقةُ العمليّةُ الوحيدةُ والشرطُ الأوّلُ لنهضةِ الأمّةِ السوريّةِ وتمكينِها منَ الاشتغالِ في القضيّةِ العربيّة.
إنّ الّذين يعتقدونَ أنّ الحزبَ القوميّ الاجتماعيّ يقولُ بتخلّي سورية عن القضيّةِ العربيّة، لأنّهم لا يفهمونَ الفرقَ بين النهضةِ السوريّةِ القوميّةِ الاجتماعيّةِ والقضيّةِ العربيّة، ضلّوا ضلالًا بعيدًا.
إنّنا لن نتنازلَ عن مركزِنا في العالمِ العربيّ ولا عن رسالتِنا إلى العالمِ العربيّ. ولكنّنا نريدُ، قبلَ كلّ شيء، أن نكونَ أقوياءَ في أنفسِنا لنتمكّنَ من تأديةِ رسالتِنا. يجبُ على سورية أن تكونَ قويّةً بنهضتِها القوميّةِ الاجتماعيّةِ لتستطيعَ القيامَ بمُهمّتِها الكبرى.
إنّ الفكرةَ الشاملةَ الّتي أوجدها الحزبُ السوريّ القوميّ الاجتماعيّ تكوّنُ قضيّةً مثاليةً في الحياةِ القوميّة. وليسَ يريدُ الحزبُ حصرَ هذه الفكرةِ الساميةِ ونتائجِها الخطيرةِ في سورية، بل هو يريدُ حملَها إلى الأممِ العربيّةِ الشقيقةِ عن طريقِ العملِ الثقافيّ وتبادلِ الآراءِ والتفاهم، لا عن طريقِ إلغاءِ شخصيّاتِ الأممِ العربيّةِ وفرضِ النظرياتِ عليها فرضًا.
أمّا الوجهةُ السياسيّةُ من غايةِ الحزب، فمنَ الناحيةِ الداخليّة، يعتبرُ الحزبُ أنّ المسألةَ اللبنانيةَ نشأتْ لمبرّراتٍ جزئيةٍ كانت صحيحةً حينَ كانت فكرةُ الدولةِ دينيةً. ولكنّ مبادئَ الحزبِ السوريّ القوميّ الاجتماعيّ قد أوجدتِ الأساسَ الاجتماعيّ- الحقوقيَّ القوميّ. وبتحقيقِ مبادئِ الحزبِ السوريّ القوميّ الاجتماعيّ تزولُ المبرّراتُ الّتي أوجبتْ انعزالَ لبنان.
ومن ناحيةِ العالمِ العربيّ يرى الحزبُ سَلْكَ طريقِ المؤتمراتِ والمحالفاتِ الّتي هي الطريقُ العمليّةُ الوحيدةُ لحصولِ تعاونِ الأممِ العربيّةِ وإنشاءِ جبهةٍ عربيّةٍ لها وزنُها في السياسةِ الأنترنسيونيّة.
ولكنّ السيادةَ القوميّةَ مبدأٌ يجبُ المحافظةُ عليه في جميعِ المحالفاتِ والعقود.