نعم. تكثر التجاذبات والمناوشات في مهزلة السياسة اللبنانية، وتأخذ شكل اتّهامات وشتائم في وسائل الإعلام، فيبدو أنّ الخلاف المستفحل بين المتنازعين مردّه اختلافٌ جذريّ في الرؤية، إلا أنّ التمعّن في ما يقوله السادة النواب والوزراء حول مشاريع القوانين الانتخابية التي يطرحونها يُظهر لنا الحقيقة جليّةً خاليةً من اللَّبس. وهذه الحقيقة هي أنّ الجميع ينطلق في طرحه من ثابت وحيد: تأمين منفعة فئةٍ طائفيةٍ معيّنة ظاهريًّا، والهدف الحقيقي هو المنفعة الفردية على حساب الدولة والشعب والوطن.
نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي، إذ نرفض كافّة هذه الأطروحات الطوائفية التي تغتال وحدة الشعب وتصوِّره شتاتًا مبعثرًا، نُعلن أنّ الحلّ للخروج من هذه الحلقة المفرغة يكون برفض شعبنا لطاعون الطائفية، ومكافحته لهذا المرض الخبيث على صعيد الوعي والنصوص.
ولما كانت دولة المواطنة لا تستقيم إلا بإقرار قوانين عصرية تساوي بين المواطنين في جميع مجالات الحياة، بصرف النظر عن معتقداتهم الدينية، فإنّنا نرى أنّ القانون الانتخابي الذي يحقّق شروط المواطنة هو قانون انتخابٍ خارج القيد الطائفي يعتمد النظام النسبي، ويعتبر لبنان دائرةً انتخابيةً واحدةً موحِّدة.
يا أبناء شعبنا العظيم،
لقد آن لنا أن ننظرَ إلى الحياة من منطلق هويّتنا الحقيقية، هويّتنا القومية، لا من منطلقات الأهواء الحزبية والفئوية!
لقد آنَ لنا أن نقول: نحن شعبٌ واحد، لا جماعات متنافرة تتشارك الأرض اعتباطيًا!
فلنتمسّك بوحدتنا، وليخسأ كلّ من يريد تقسيم شعبنا، فيحيا لبنان بالتآخي القومي، وتحيا سورية.
المركز في 19 تشرين الأول 2012
المكتب المركزي للإعلام