إنها مسيرة الحركة السورية القومية الاجتماعية منذ انطلاقتها، مسيرة الحياة العزيزة الراقية تعبّر عن ذاتها بفيض الحرية والواجب والنظام والقوة: قيم الأصالة تحفظ وتصون كيان وشخصية الأمّة الحية حربًا وصراعًا، زحفًا وقتالاً، وتساميًا لا محدودًا نحو الأفضل والأنبل.
…مسيرة جهادية عظمى، عنوانها الفداء. شهادات فخر لعزّ الأمّة وحقها وحقيقتها يسطرها أبناء الحياة- السوريون القوميون الاجتماعيون كلَّ يومٍ لتشهد لهم تجسيدَ ولائهم الكامل لمجتمعهم وترجمته جهادًا وصراعًا واعيًا لتبقى سورية قبلة الأحرار ودرّة الأمم.
على هذا الخط الصراعي البطولي الصاعد نحو الأسمى قدمّ الرفيق مظهر بديع العاني من منفذية الفرات العامة، الشهادة الأزكى، شهادة الدم فداءً لوحدة سورية ومجدها وكرامتها. لم يتوانَ، كما رفيقيه اللذين استشهدا بالأمس القريب، عن ردّ الوديعة دماءً حارة للأمّة التي أحبها وأراد لها الحياة وقفة عزّ فقط… عزٌ شاء شهيدنا البطل أن يراه موزّعًا على طول وعرض الوطن السوري الجميل الذي حمل صورته في عقله وقلبه وضميره، فجاهد فكرًا وسلوكًا لرفعته وارتقائه.
الوطن الذي لم ينسه هو ورفقاؤه الميامين في أحلك الظروف وأصعبها، فكانوا مع العراق الحبيب في محنته عام 2003 ، ومع لبنان المقاوم في حربه عام 2006، ومع غزة المناضلة عام 2009، خير نصير ومساعد، وجادوا بما في ذواتهم من عظمة النفس السورية، ففتحوا قلوبهم وبيوتهم للقاصي والداني، فكانوا قدوة ومثالاً لأبناء شعبهم في الحرب والسلم.
بوركت أمّة أضاءت وحملت مشعل الفداء نورًا للأمم منذ فجر التاريخ.
وبورك أبطال الحركة القومية الاجتماعية، جبابرة النهضة الحديثة، يجاهدون بالفكر والروح والدماء الحارة التي تجري في عروقهم من أجل أمّة عزيزة حرّة.
بوركت امة سَطّر زعيمُها – المعبِّر الأوفى عن حقيقتها – أمثولة الفداء الأكبر في الثامن من تموز لتكون فاتحة عهد البطولة المؤمنة الواعية لأمّة بأسرها.
أيها الرفقاء والمواطنون!
بالأمس أحيينا عرس الشهادة للرفيقين فادي عطاونه وإسماعيل حيدر واليوم نعود لنحتفي بعرس الفداء للرفيق مظهر العاني…
تلك هي مسيرتنا، وتلك هي سيرتنا، نسقط أجسادًا ونرتفع نفوسًا لتحيا سورية وليحيا سعادة.
المركز في 25-6-2012 عميد الإذاعة
الرفيق حسن الحسن