تحت طبقة الثرثرة والضجيج المنتشرة في سورية عامةً، وفي الكيان الشامي خاصةً، كان الرفيقان إسماعيل وفادي يعملان بهدوء واطمئنان، إيمانًا بأن الدماء التي تجري في عروقنا ليست ملكًا لنا كأفراد، بل وديعة الأمّة السورية فينا، ومتى طلبتها، وجدتها.
إن التضحية بأفراد سوريين من أجل حياة المجتمع السوري، مبدأ نشأنا عليه وآمنّا به بوعي وإرادة حرّة.
دفع الرفيقان ضريبة المبدأ القائل إنّ سورية للسوريين فقط، وإن السوريين هم أمّة تامة، قضيتها قومية ومستقلة كل الاستقلال عن أية قضية أخرى، والأمّة السورية مجتمع واحد مهما تعدّدت أديانها وإثنياتها والأحزاب والعقائد فيها..، دفعا ضريبة المبدأ القائل إنّ مصلحة سورية، الأمّة التامة، فوق كل منفعة لمجموعة أفراد سوريين في هيكل الحكم أو خارجه؛ دفعا ضريبة المبدأ القائل بإزالة كل الحواجز النفسية والمادية بين أبناء المجتمع الواحد…
إنّ موقف الحزب، المتمثل برفض التدخل الخارجي، عربيًا كان أو أجنبيًا؛ المتمثل برفض الاصطراع المسلح الدامي الذي يبيح إراقة الدم السوري في نزاعات داخلية، يكون المغلوب فيها هي الأمّة، والغالب هو أعداؤها؛ المؤمن بضرورة تغيير الوضع القائم في كيانات الأمّة، عبر العمل لانتصار حرية الصراع الفكري في سورية دون قيود وحجج كبّلت إمكانيات الأمّة وإمكاناتها لعقود؛ الداعي لتلاقي السوريين (موالين ومعارضين) على كلمة سواء، تكون مفتاحًا لحلّ يجمع الأطراف المتنازعة تحت مبدأ مصلحة سورية فوق كل مصلحة أخرى، ولتغليب لغة العقل والكلمة على لغة القتل والسلاح في الداخل السوري؛ إنّ هذا الموقف هو الذي يجب أن يعمّ بين السوريين، فحروبنا الخارجية مصيرية وتطال وجودنا، ولن نتغلب على صعوباتها إلا بالتعالي على جروحنا وخلافاتنا الداخلية.
إن موقف الحزب هو هدف من اغتال رفيقينا بأسلوب جبانٍ وغادر، ظنًّا منه أنه باغتيالهما، تُغتال المصالحة الوطنية التي هي جوهر تحركنا. واذا كان من واجب طرفَيْ النزاع العمل مع من يؤمّن التواصل البنّاء والصادق والمجدي، فمن اغتال رفيقينا أراد قطع إمكانية التواصل بين طرفي النزاع في الكيان الشامي، للإبقاء على عبثية هكذا نزاعٍ بين سوريين.
إن الدور الذي يقوم به الحزب السوري القومي الاجتماعي هو الموقع الطبيعي والصحيح والوحيد المتوافق مع مبادئه وغايته وتاريخه، والذي يخدم مصلحة سورية، وطنًا وشعبًا. وكلّ موقف آخر هو باطل. فمن يعمل للاستقلال المادي والنفسي، ومن يعتزّ بجلاء الجيوش الغريبة عن تراب الوطن بعد تقديم أزكى الشهادات، لا يتوسّل تدخلاً عربيًا وأجنبيًا من دولٍ شكلت سورية عقدة نقص لها، فحاكت ضدّها المؤامرات عند كل استحقاق مصيري.
وعدٌ علينا بالبقاء في الصراع لخير سورية ومجدها.
تحيا سورية ويحيا سعاده. البقاء للأمّة والخلود للزعيم
رئيس مكتب عبر الحدود
الرفيق هشام الشويري