بيان عمدة الاذاعة بصدد استشهاد الرفيقين فادي واسماعيل

إن شُهداءنا يمثلون أوّل انتصاراتنا الكبرى”
سعاده

… وانتصارات الحركة القومية الاجتماعية ليست انتصارات فئوية، تنتصر فيها فئة من الشعب على فئة أخرى، كما أنها ليست انتصارات خاصة بالحزب السوري القومي الاجتماعي قيادةً وصفًا. إنها انتصارات الشعب كله على معوّقات حياته ونهضته وارتقائه، والنضال لصيانة وجوده وحفظ حقوقه ومصالحه وسلامة وطنه؛ إنها الانتصار على عناصر الرجعة التي تريد أن تَحْجُر على الأمّة في أقبية الماضي، وفي معتقدات كسيحة، من أنانية وعرقية وطائفية تريد تحويل ساحة الوطن إلى ميدان حرب وتطاحن بين أبناء الشعب الواحد الموحّد المصلحة والمصير؛ إنها، بوصف باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية وشهيدها، أنطون سعادة، “معركة الوصول إلى عقل الشعب وقلبه وضميره” بمبادئ الحياة الجديدة الجامعة التي أعلنتها النهضة القومية الاجتماعية، المنبثقة من صميم الأمّة وأصالتها، والمعبّرة عن تطلعاتها وآمالها، والمحققة لكمال وجمال وجودها؛ إنها معركة انتصار الشعب لا الانتصار على الشعب، تخوضها الحركة القومية الاجتماعية حربًا معلنةً لا هوادة فيها ولا تسويات… معركةٌ سلاحها الفكر النيّر والأخلاق العقلية، ووسيلتها الصراع الفكري والتفاعل العقلاني والمحبة العارمة، أمّا غايتها فهي جودة الحياة وخيرها وجمالها.

على هذا الدرب، وبهذا الإيمان العميق يجاهد السوريون القوميون الاجتماعيون، فيبذلون الغالي والنفيس: جهدًا وعرقًا ودمًا، في سبيل أمةٍ عظيمةٍ عزموا واقسموا ألّا يكون قبر التاريخ مكانًا لها تحت الشمس، بل مراقي العزّ وقنن المجد التي تستحق.
من أجل هذه المبادئ والقيم قدّم الرفيقان فادي إبراهيم عطاونة وإسماعيل علي حيدر الشهادة الأزكى، شهادة الدم على مذبح الأمّة والوطن. لم يُسألا ولم يختارا ساحة الجهاد والاستشهاد اللتان طالما تمنّيا أن تكون في بقاع فلسطين أو ذرى الجولان أو تلال جنوب لبنان، وجهًا لوجه واتصالاً بالحديد والنار مع العدوّ اليهودي المغتصب، الذي عمل ويعمل على ضربنا وإضعافنا مباشرةً، أو إشغالنا وتفيتنا من الداخل مداورةً، كما يحدث اليوم في شامنا العزيزة.
وإذا كانت الأيدي الآثمة المجرمة قد امتدّت لتغتال الرفيقين الشهيدين، فهي إنما أرادت توجيه رسالتها القائلة بضرورة الإجهاز التام والقضاء المبرم على صوت العقل ونداء الحكمة ومبادئ الوحدة والآخاء القومي التي تعممها وتنشرها الثقافة القومية الاجتماعية التي آمن وتمرّس بها الرفيقان الشهيدان، مقابل ثقافة حكّ الغرائز وإثارة الحساسيات الفئوية، وأفكار التكفير والاغتيال والتطرّف الظلامية، الغريبة عن طبيعتنا ونفسيتنا الحاضنة والمحِبة، الوافدة إلينا والمدفوعة على شعبنا بتخطيط وتوجيهٍ ودعمٍ ورعايةٍ أميركانية _ يهودية، وبأدواتٍ إقليمية ومحلية مستعبدَة ومُضلّلة، لنشر دروس وعِبَر “الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان”!!!.
من أجل وحدة سورية وسلامة أراضيها ارتفع الشهيدان.
من أجل رفعة سورية وعزّتها وسيادتها كان الفداء بالأحمر القاني.
من أجل “سورية ناهضة متجدّدة” عزيزة الجانب، مناضلة بامتياز في سبيل قضايا الأمّة والعالم العربي ارتفع الشهيدان.
من أجل عزة وكرامة ومجد سورية سنظلّ مستمرّين على درب الشهيدين هاتفين بأعلى صوتنا لتحيَ سورية وليحيَ سعاده.

المركز في 6-5-2012

عميد الاذاعة

الرفيق حسن الحسن

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *