بيان الرئاسة للأول من آذار 2019

بيان عمدة الاذاعة للاول من آذار 2012

في الأول من آذار عام 1904 ولد أنطون خليل سعادة في بيت كريم وأسرة فاضلة تربّى في كنفها على القيم السورية الأصيلة. أخذ عن والدته السيدة نايفة نصير الأخلاق الحميدة من محبة وتسامح وعطاء… أما والده العلامة الطبيب خليل سعادة فقد أورثه ميزات العالِم الباحث من نفاذ البصيرة وبُعد النظر ودقة الملاحظة، كما غرس فيه روح النضال والكفاح، وأضاء في داخله شعلة حبّ الحياة وعشق الحرية…

لكن ما ميّز مولود الأول من آذار منذ فجر حداثته وتفتّحه على الحياة كان إحساسه العالي بالمسؤولية تجاه شعبه وإيثاره قضايا مجتمعه على اهتماماته الخاصة، وقد عبّر عن ذلك مبكرًا وهو فتى بقوله: “يجب أن أنسى جراح نفسي النازفة لكي أساعد على ضمد جراح أمّتي البالغة”.
تلك الميزة النبيلة والغرسة الواعدة نمت وترعرعت في وجدان سعادة الحي، الذي رعاها بالدرس والاجتهاد وصقلها بالعلم والمعرفة، فتجلّت بدايةً على شكل أسئلةٍ فلسفية عميقة طرحها سعادة الحدث على نفسه، وحاول إيجاد أجوبة شافية عليها في عدد من المنتديات السياسية والثقافية التي تعرّف إليها وعمل معها لكنه لم يوفّق….

أسئلة طرحها على نفسه سعادة اليافع، أجاب عنها سعادة الشاب الناضج، بمنطق العالم الاجتماعي الخبير مستعينًا “بأحدث الحقائق الفنية التي تنير داخلية المظاهر الاجتماعية…”

وكانت الأجوبة في المبادئ الأساسية للحزب السوري القومي الاجتماعي التي تجسّد حقيقة الأمّة الاجتماعية والمبادئ الإصلاحية التي تُعنى برفع مستوى حياتها، وهي جميعًا تؤلف قضية واحدة حملها الحزب السوري القومي الاجتماعي مجاهدًا لانتصارها في صميم الشعب.

تلك معالم ولادة الحياة القومية الجديدة التي ترمز إليها ولادة الأول من آذار، حيث اندغمت المبادئ بالرجل واتحّدت الدعوة بصاحب الدعوة، فأضحى سعادة بكشفه الرائد وتأسيسه المبدع زعيم الحزب والأمّة والتعبير الأوفى عن حقيقتها وتطلعاتها ومثلها العليا، وأصبح سعادة الأمّة في المدلول اللغوي لكلمة أمّة، التي تعني مضافة للرجل العالم “القدوة ومَعْلَم الخير، من حيث أن قوام الأمّة يكون به.”

هذا هو المعنى العميق لمناسبة الأول من آذار: ولادة أمّة حية، نحييها نحن السوريين القوميين الاجتماعيين لنحيا في رحابها ونستنير بأنوار تعاليمها، فنضبط مسيرتنا توافقًا مع مبادئها، ونتسامى صعودًا نحو غايتها الشاملة، على هدي أربعة قواعد ذهبية، تشكّل معنى وجودنا واستمرارنا كحركة حياة عظمى وهي: صحة العقيدة، شدة الإيمان، صلابة الإرادة، مَضَاء العزيمة.

فصحة العقيدة القومية الاجتماعية التي تقوم على مرتكزات علمية وفلسفية دقيقة، أثبتت كل العلوم والدراسات المتخصّصة المعاصرة صوابية منطلقاتها ومتانة بنائها، فضلاً عن الأحداث والأزمات التي تمرّ بها أمّتنا والتي تُظهر حاجة مجتمعنا إلى مفاهيم نظرتنا وتعاليم مدرستنا الفكرية – النظامية – الأخلاقية، مما يزيد في إيماننا ويقيننا القائم على المعرفة والفهم الواعي لمتطلبات القضية والجهاد، تدفعنا صلابة إلارادة الكامنة فينا لتحقيق مصلحة مجتمعنا المادية – النفسية الشاملة، بعزيمة صادقة فيها من الثبات على الحق والاطمئنان إلى المصير ما يعزّز وجودنا ويعمّق إيماننا بأنفسنا أمّةً حيةً تسير فيكون في نهضتها وزحفها القضاء والقدر. 

لتحيَ سورية وليحيَ سعادة

المركز في 1-3-2012                                                                                                                                                                    عميد الإذاعة
الرفيق حسن الحسن

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *