محاضرة بعنوان القومية الإجتماعية وتحديات العصر

ليس سراباً

“اقتتالنا على السماء أفقدنا الارض” سعاده

بتلك الكلمات الحقيقية أحببت  البداية …

ليس سرابا. عمل درامي يبثه التلفزيون السوري, يصور واقعا أليما بطرحه لمشكلة حقيقية لم تطرح بهذا الشكل في أعمال سابقة. ألا وهي الطائفية ( أقسى معاناة يعيشها شعبنا بكل خطورتها وتأثيرها على الساحة السياسية ). هذه المعاناة التي تترائ لنا في الشارع في العمل في النوادي ……. في المجتمع بشكل عام .

وفي هذه الدراما يصور لنا الكاتب هؤلاء الناس كيف يبدون من الظاهر على غير حقيقتهم من خلال تعايشهم مع بعضهم البعض بشكل عام . على عكس ما هم عليه داخل بيوتهم بنظرتهم الرجعية المتعصبة للاديان وهم يتمسكون بآراء بعيدة عن كل قيمة انسانية وعن كل فكر حضاري ممكن أن ينهض بأمتنا ويدفعها للامام. فهو يعكس صورة حقيقية لما يجري على أرض الواقع بكل فئاته وعلى مختلف الاصعدة والمستويات, مع الصدق في المعالجة, ومحاولة ايجاد الحلول من خلال عقول مفكرة واعية  وبأسلوب سلس حضاري بعيد عن التعقيدات, مع العلم  بوجود بعض الافراد في المجتمع ترفض ما تطرحه الصحافة وتحاول محاربته وتقف ضده, ولكن بالارادة القوية والمثابرة يتحقق النجاح .

اذا فكاتبنا اتى بحقيقة مهمة لاعادة البناء . أتى بصوت كان يصرخ بداخلنا رافضا كل قيد طائفي زرع بيننا . ومن خلال هذه المعالجة أستطيع أن أخط ما كنت أفكر به دوما وأقول:

– ليس سرابا وليس خيالا ولا مستحيلا أن نحاول تحطيم قيود الطائفية الآسرة والهادمة لحياة شعب عبر الزمان بحضارات وعلوم نيرة, فتحت آفاق واسعة لكل شعوب العالم من خلال  تاريخ عظيم.

فمن خلال هذه الدراما أحسست ببريق أمل ونور يضيئ بيوتنا .. نعم لأنه أتى بحقيقة واعية مهمة لمجتمع بات ينهار بقيمه الانسانية ومبادئه  بكل المعاني وجميع الاتجاهات.

فهنا تكمن نقطة البداية, نقطة تحول تضيئ عقول مظلمة… مقفلة مليئة بأحقاد تبعدنا عن قضيتنا الاساسية التي يعاني منها المجتمع, وهي حقيقية وجودنا القومية .

وهذا ما يؤكده لنا الزعيم حين قال:

“بالاحقاد الدينية والاقتتال على الجنة السماوية واجهنا مشاكل حياتنا القومية”

نعم ليس سرابا أن ننهض من سبات عميق لنحرر عقول متصلبة صدأت بأفكار وثقافات دينية متعصبة متخلفة تسيطرعلى أمتنا, فعلينا ألا نستسلم ونرضخ لواقعنا الأليم , نراوح في مكاننا , فالمواجهة ضرورية والشجاعة ضرورية, لنحقق غايتنا المنشودة. واذا لم نتغلب على هذا العدو الذي يواجهنا من الداخل فلا ولن نستطيع مقاومة عدونا من الخارج الذي يستغل نقاط ضعفنا لتنفيذ مآربه ومخططاته. فلنتخطى هذه الحواجز المذهبية المستمدة من أنظمة وقوانين( دعاة الدين ) وهم لا يفقهون شيئا بحقيقة هذا الدين, الدين الذي أتى برسالة المحبة والسلام والايخاء ونشر الوعي لشعب عرف  الحضارة من عصور قديمة. وليس لاقامة الحواجز بين مختلف الطوائف والمذاهب الدينية. وتنصير دين على دين, فالدين واحد والشعب واحد والوطن واحد .

وليتذكر أصحاب النفوس الضعيفة : أن الدين لله والوطن للجميع , وكلنا مسلمون لله .

فيجب تحطيم هذه الحواجز لجعل الوحدة القومية حقيقية .

“يجب أن نقف في العالم أمة واحدة لا أخلاطا وتكتلات متنافرة النفسيات”      سعاده

ر. اليسار

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *