نص السؤال:
تحية قومية، أرجو من حضرتكم ارسال شرح واضح وكامل لقول الزعيم الآتي : نحن بنظرنا سلبيون في الحياة، أي إننا لا نقبل بكل أمر مفعول يفرض، وبكل حالة تقرر لنا من الخارج. (سعاده) … وشكراَ
نص الجواب:
حضرة الرفيق المحترم،
تحية سورية قومية اجتماعية
فيما يلي جوابنا عن سؤالك حول معنى قول الزعيم: “نحن بنظرنا سلبيون في الحياة، أي أننا لا نقبل بكلّ أمر مفعول يُفرض، وبكلّ حالة تقرَّر لنا من الخارج.”
هذا القول ورد في ختام المحاضرة التاسعة التي ألقاها الزعيم في الجامعة الأميركانية في بيروت بتاريخ 21 آذار 1948، والتي تناول فيها شرح المبدأ الإصلاحي الخامس الذي ينصّ على: «إعداد جيش قوي يكون ذا قيمة فعلية في تقرير مصير الأمة والوطن».
وقد شدّد الزعيم على نقاط أساسية في هذه المحاضرة، ومنها :«أن الحق القومي لا يكون حقًا في معترك الأمم إلا بمقدار ما يدعمه من قوة الأمّة. فالقوة هي القول الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره». وأنه لا بدّ من الحرب لمواجهة كلّ أمرٍ مفعول، وأن الانتصار لا يكون بلا حرب.
ولأنّ الحرب مسألة ضرورية، لا يجوز أن يقف القوميون الاجتماعيون على الحياد، ولا يجوز أن يقابلوا الصلابة بالمرونة، ولا يجوز أن يقبلوا بالأمور المفعولة.
لقد دعا بعضُ الخبثاء وبعضُ السطحيين الحزبَ ليكون «مرنًا وإيجابيًا» في التعاطي مع الأمور، بل إنّ بعض من دخلوا صفوف الحزب كغسان تويني وغيره، اتهموا الحزب «بالتحجّر الأكاديمي» لأنه أصرّ على مبادئه وموقفه، ولم يهادن أو يساوم أو يساير أو يقبل بأية تسوية، ولأنه رفض يتكيّف مع «الواقع» الطارئ، وأن يكون «مرنًا وإيجابيًا» كما رغب الأخرون.
وكثيرًا ما نسمع البعض، حتى اليوم، يقول: “ولو بسيطة، مَرّْقوها، لشو حاملين السلّم بالعرض، كونوا إيجابيين..” لذلك أراد الزعيم من خلال هذا القول أن يؤكّد أنّ القوميين الاجتماعيين يرفضون هذا المعنى للإيجابية ويصرّون أن يكونوا سلبيين تجاه كلّ أمر مفعول.
وهذه المسألة كرّرها الزعيم كثيرًا، فهي قد وردت في خطابه في الشوف عام 1937 حيث قال:”في الزمن العصيب فقط يُعرَف الرجل، في الزمن العصيب فقط تُعرف قيمة المبادئ ومبلغ قوتها في النفوس، في الزمن العصيب فقط ينظر إلينا العالم والتاريخ ليعرف هل نحن مادة مائعة تتشكَّل بحسب رغبات المستثمرين، أم نحن حياة فيها قوة فاعلة من نفسها. تسيطر على نفسها وتكيّف نفسها. وإن الذين يعتقدون ويحسبون أننا مادة للتكييف حسب أهوائهم ومطامعهم يقوم اعتقادهم على أساس فاسد.”
من هنا نفهم قوله: “إذا كان لا بد من هلاكنا فيجب أن نهلك كما يليق بالأحرار لا كما يليق بالعبيد.” الذي ورد في ختام المحاضرة نفسها، والذي يعني أن حربنا لا تقبل التسوية ولا “الإيجابية” من أجل أن يكون هناك «سلام عالمي» على حساب حقوق الأمّة السورية.
بيروت في 17 شباط 2011 لجنة الموقع