
وشاهدت لوحة جدارية اسمها بابنيان
مكتوب عليها مؤلف لاكثر من ستة وخمسون مؤلفا في الحقوق كانت اساس التشريعات الحقوقية العالمية
الفقيه بابنيان:ولد في مدينة حمص السورية عام 140م، ودرس القانون في معهد بيروت الذي سمي الأم المرضعة للحقوق وأصبح استاذ القانون فيه فبلغت شهرته روما لقّب بأمير الفقهاء، عمل مستشاراً للإمبراطور سبتيم سيفير، ودرّس مؤلفه «الأسئلة والأجوبة» في مدارس الحقوق الرومانية
ان تأثير الحضارة السورية في كل مناحي الحياة الرومانية دفع الشاعر والكاتب الروماني جوفينال للاعتراف في القرن الثاني الميلادي بالقول: منذ زمن بعيد ونهر العاصي السوري يصب ماءه في نهر التيبر جالباً معه لغته وعاداته وعوده وقيثارته بأوتارها المائلة
و لعل من اهم تاثيرات الحضارة السورية في العالم خلال العصر الروماني منجزاتها في التشريع والحقوق فمع مطلع القرن الثالث الميلادي سوف تصبح بيروت مركزاً لمدرسة الحقوق والتي بقيت حتى منتصف القرن السادس أشهر مدرسة من مدارس الولايات في الامبراطورية الرومانية
ويشير الباحثون إلى أن مؤسس هذه المدرسة هو الإمبراطور سبتيم سفير او سبتيموس سيفيريوس 193 ـــ 211 م ثم تعهدها خلفاؤه السوريون من بعده ونتيجة لريـــادة هذه المدرســـة المشرقية أطلق الإمبراطور جوستنيان على بيروت اسم أم القوانين ومرضعتها
وطبعاً، نحن هنا ليس أمام منجز حضاري لزمن معين وعصر معين.. ولا بد أن ننظر بشكل شمولي ضمن دائرة الحقوق حيث أن سوريا شهدت أولى الشرائع والقوانين.. من لبت عشتار إلى أور نمو إلى حمورابي إلى القوانين الآشورية وصولاً إلى مدرسة بيروت للحقوق التي كانت نواة الفكر القانوني
يقول بول كولينيت: في بيروت كان يتم إعداد الحقوق الرومانية الجديدة.. وإلى جماعة من الفنيقيين السوريين هم عائلة سبتموس سفيروس ومستشاروه، لا تزال الحقوق الرومانية الجديدة مدينة ببلوغها أوج الكمال ففي فترة حكم السلالة السورية لعرش روما (193 ـــ 235 م) يبدو أنه تم تطوير الشرع الروماني ونقله من الطور الابتدائي إلى مرحلة متقدمة عبر مؤلفات الفقهاء السوريين الخمسة والذي أحاط بعضهم بالامبراطور سبتيم سفير كمستشارين له مثل بابنيان وألبيان. وبالإضافة إلى هذين الفقيهين كان هناك غايوس وبولس وموديستنوس والجدير ذكره هنا هو أنهم كتبوا مؤلفاتهم الحقوقية باللاتينية وهذا ما جعل بعض المؤرخين يطلق عليهم اسم الفقهاء الرومانيين، وهذا ما انسحب على التشريع الذي وضعوه فأطلق عليه اسم التشريع الروماني تبين الأبحاث أن ما قدمه هؤلاء الفقهاء السوريين للتشريع الروماني يتعدى الـــ 80 % منه، وهذا ما دفع بعض الباحثين للقول: في القرن الثالث الميلادي كانت سورية تعكس على العالم تقاليدها الحقوقية التي تعد مصدر الحقوق ا