رسالة عمدة الداخلية لشهر آب 2023 هل يفعلها القوميون الاجتماعيون؟!

«أُقسم بشرفي وحقيقتي ومعتقدي..».. ويتمّ التعاقد. يتغيّر مفهوم القدر في اللحظة. يصبح للحياة جمالية مختلفة وقيمة سامية. تبقى اللحظات وثنايا المكان وأسماء الرفقاء وتقاسيم وجوههم وتفاصيل إجراءات عملية القَسَم في قلب كل واحد منّا أدى هذا القَسَم بوجدان ووعي. من ينسى تلك الصاعقة؟! من لم تصبْه حالة نفسية لا يستطيع تفسيرها؟

رهيبة هي تلك اللحظات! عظيم هو ذاك المكان يتحول أجنحة، تلتصق بنا ”الحالة“ حتى تصبح حكاية حياتنا. يجلس المصارعون في قلب معارك صراعهم، ذاك ينظم وذاك يذيع وذاك يدرب وذاك يقاتل.. وذاك يستشهد. يسيرون في الحياة وكل رفيق يقصّ على نفسه ورفقائه حكاية قسمه، إلّا في ما لا يسمح به عظيمه، فلم تعد سرًّا تلك الحكاية، بل أصبحنا نقصّها وكأنها موقعة انتصرنا بها على كلّ معيقاتنا النفسية والاجتماعية.. نهضة. معركة حقيقية أنت يا القَسَم. ماذا تفعل في النفوس؟ كيف تبدّل أحوالها ومراتبها؟ كيف تتكوّر فيها ومنها توزيع غنى؟ كيف تجعل العقل شرعًا أعلى والدماء وديعة في آن؟! كيف لعاقل أن ”يقتل“ نفسه دون طمع إلّا بارتقاء بلاده؟ ”إشكالية“ عظمى أنت يا القَسَم.

تقدّم.. تقدّم أيا الرفيق الحبيب، لا تترك الويل أو المصاعب تهزّ كيان قَسَمك. حافظ على ”سرّ“ بينك وبينه ولا تضطرب يمينك. لا تدع الاهتزاز يصل إليك، فالثقة أساس القَسَم، ثقة لا تنفكّ عناصرها، نفسًا – جمعًا.

أيها المتعاقدون مع الزعيم، أنتم هو جماعةً! فلا تفرَّقوا وإلّا لن تكونوا يومًا هو أو منه. كيف تحيا قَسَمَك بعيدًا عنه، بعيدًا عن رفيقك؟! كيف يمكن لنفس تعاقدت مع سعاده أن تتناول بالسوء رفيقًا؟ ما هكذا تربّينا ولا هكذا قال وفعل قدوتنا ولا الرفقاء المصارعون. ما النهضة إلّا زفاف الحب بالحياة، فلا ينفصلان وإلا قُتلا معًا. والمحبّ، قائد في الحياة بزوادة من فكر ونهج. علّمنا سعاده أن لا أحد أُعطي له أن يُهين سواه، قد يُهين المرء نفسه. أطلقوا على سعاده الإشاعات فتكسّرت قبل أن تصل إلى قدميه، وتناولوا رفقاء ميامين بشتى أفكار التشويه، فلم ينالوا من نصاعة جبينهم. ما عملُنا إلا قَسَمنا. والتمرّس بمقتضيات القَسَم يجعلنا في مكان وزمان ليس فيهما إلّا الحب.. إلّا الحقيقة. قم بها أيها الرفيق، قم بما قمت به لحظة أداء قَسَمك، إحيَ اللحظة التي تصفّيت فيها وبها من الكدر وشفيتَ من السّم. أقْبل إلى رفيقك، عانقه، انفُضا عن بعضكما ما علق من تأثيرات النكبات والدسائس والانقسامات. لا سياسة بين الرفقاء، بل محض وضوح. لا جبانة في الرفقاء بل فعل جهاد، وأوله في النفس. لا يُشار إلى القوميين بالبنان إلّا لأنّهم يتمرّسون بالقَسَم، وإن لم يفعلوا، أشار إليهم الناس قائلين: قوميّ ويقوم بذلك؟! نعم القومي قدوة، وإن رأت الناس أنّ القوميّين انحرفوا عن عقيدتهم وما تحمل من أخلاق، فقدوا الثقة بأنفسهم وبالانتصار! حالة الحزب هي مؤشّر لوضع بلادنا، فكيف تريدون أيّها القوميّون أن يكون هذا الوضع؟ ويلٌ فوق ويلٌ، أم نهضة تهزّ القرون؟ ما هذه الظاهرة القبيحة أن نكون ”جماعات“ و”أحزابًا“؟! ألهذا أتى سعاده برسالته؟ أتى يوحّد الاتجاه في الأمّة، فقام القوميّون وانقسموا! أتريدون أن تبقوا على حالتكم الحاضرة أم أن تقوموا بما هو جدير بكم أن تفعلوه؟ إذا كنتم مؤمنين بأنّ لا خلاص إلّا بالفكر القومي الاجتماعي فاعملوا بهذا الإيمان الجامع.

الرفقاء في الوطن والمهاجر

إنّ فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ، قالها سعاده وفعلها، فاتبعوه دائمًا تحت كلّ أنواع الضغوطات. ألا ترون ماذا يحلّ بسوريانا من عظائم المؤامرات والانقسامات وما ينتج عنها من جوع وتهجير وتجهيل وتدمير؟!

نحن القوميّين الاجتماعيّين نرى ونخطط، ونسير جماعة واحدة مدركة واعية، نحو كلّ معركة لنصون شرف الأمّة. ليست حريّتنا في ”المنّ“ علينا من الأمم بما تريده هي، بل هو فعل جهاد منّا ولن نقعد عنه. والقوميّون لن يسيروا إلّا قوة نظامية ثائرة لن تخذل نفسها ولا بلادها.

لتحيَ سورية وليحيَ سعاده

المركز، 28 آب 2023                                            

  عميد الداخلية    الرفيق ربيع الحلبي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *