مشاركة الحزب في ”لقاء حلب الوطني“

دعا مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) إلى حضور ”لقاء حلب الوطني“، وذلك في حي الشيخ مقصود الشرقي، كافيتريا طلة حلب، بتاريخ السبت 12/8/2023. وقد كُلّف منفذ عام حلب الرفيق فادي اسماعيل بتمثيل الحزب السوري القومي الاجتماعي، وقد تم الاتفاق على تشكيل لجنة متابعة (بعضوية الرفيق اسماعيل) من شأنها القيام بالمشاورات واللقاءات والاجتماعات اللازمة لغاية تطوير الحوارات وتوسيع النقاط المتفق عليها، وتدعيمها بكل الوسائل الممكنة لعقد مؤتمر وطني بحلب وصولًا إلى مؤتمر سوري وطني شامل.
وبعد اللقاء أجرت قناتا روناهي وهاوار مقابلتين مصورتين مع الرفيق اسماعيل، حيث ركّز في حديثه على ممارسات الاحتلال التركي في الشمال السوري وسعي الاحتلال لتتريك الشمال الغربي المحتل، ودور المنظمات الانسانية المسيسة في الشمال كمنظمات الهلال الأحمر القطري والجمعيات الفرنسية والبريطانية وغيرها من الدول الداعمة للإرهاب في سوريا. كما تحدث عن دور الدول الداعمة للإرهاب وعدم تنديدها عبر خارجياتهم بأي بيان ضد سياسات الاحتلال التركي، وأن الاعلام العالمي لا يسلط الضوء على مجريات الأحداث في الشمال المحتل.
وفيما يلي نص كلمة الرفيق فادي اسماعيل:
تحيا سورية
أيها الرفقاء والسادة الحضور
تحية سورية قومية اجتماعية
زاد عمر الأزمة السورية على اثني عشر عامًا، وانتقلت من مرحلة إلى مراحل عدة وزادت أزماتها وتفصيلاتها وتشعباتها، أي أنها ازدادت تعقيدًا، ولم نلمس من الخارج السوري النيات الصادقة لإنهاء الأزمة أو محاولة لجمع السوريين على طاولة حوار.
فالبعض منهم فتح الحدود لتدفق السلاح والمسلحين، ومنهم من أدخل قوّاته بذريعة أممية دون موافقة الحكومة السورية، ومنهم من تدخل بشكل خجول كوسيط بين الأطراف المتحاربة.
وهذه الأزمة المدبّرة والتي لم يعِ الشعب السوري أو يستشرف مخاطرها، غايتها تقسيم المقسّم وخلق دويلات وبيئات طائفية تخدم مصالح العدوّ. فالمشاهد أمامنا، لبنان التي تم تحويلها إلى دولة محاصصة طائفية، كذلك العراق التي سُرقت مقدراتها وقُتل علماؤها.
والمشهد السوري واضح تمامًا بتفصيلاته ومجرياته.
أيها الرفقاء : مازال مجتمعنا يبحث عن هويته، حيث تعددت القوميات الوهمية والإثنيات وأصبح الانتماء في معظم مشاهده الحالية لا وطنيًا، لذلك علينا أن نبحث عن حقيقتنا ونجيب على سؤال ”من نحن“، هل نحن عرب أم سريان أم أكراد … إلخ، والجواب البسيط الجامع للجميع هو: ”نحن سوريون“، وهنا تكون قد انتفت عن المجتمع جميع الأشكال التي تساعد على تمزيقه، إذا نحن سوريون ونحن أمة تامة ونحن مجتمع واحد.
إن تاريخ أرضنا كان قد شهد الكثير من الحضارات على كامل مساحة الأمة السورية، وهذه الحضارات قد تفاعلت فيما بينها عبر آلاف السنين وصولًا إلى يومنا هذا، وما زال التفاعل قائمًا، حيث حصل الانصهار فيما بينها وأنتج مزيجًا ونسلًا جديدًا ليكون الإنسان السوري هو خلاصة هذا التفاعل.
لذلك علينا أن نعي حقيقتنا ونحدد هويتنا لتكون الهوية السورية هي الهوية الجامعة فيما بيننا وليكون انتماؤنا إلى سورية وإلى قوميتنا السورية والتي هي أقوى من أي انتماء جزئي غير جامع لكل السوريين.
وبالعودة إلى حديثنا حول الأزمة، وبعد هذه المقدمة الموجزة، نقول: إن الخروج من الأزمة يمكن أن نعبر عنه بأنه ”السهل الممتنع“.
السهل: إن كانت هناك نية صادقة من جميع الأطراف والفرقاء بإنهاء الأزمة، وتقبُّل الآخر والانتقال إلى الحالة الوطنية والحفاظ على سيادة الدولة ومؤسساتها وأرضها وشعبها.
والممتنع: برفض الآخر والتحول إلى الحالة اللاوطنية والتعدي على سيادة الدولة والمساهمة بتقسيم سوريا.

إن أي حوار وطني ”سوري _سوري“ يجب أن ينطلق في دمشق من على طاولة حوار مستديرة يتساوى فيه الجميع، فلا رئيس ولا مرؤوس لهذا الحوار، فقط بوجود فريق منظّم يدير هذا الحوار.
ومنذ انطلاق هذه الأزمة كثرت اللقاءات والمشاورات والمؤتمرات، ولم نجد أيًا منها بمخرجات سياسية تطبَّق على الأرض، كانت في معظمها مضيعة للوقت والجهد والفكر، أمّا الآن فيجب أن ننطلق إلى مرحلة أكثر جدية بهذا العمل والمشروع.
وكي أختصر، الحل السوري يكمن في السوريين وحدهم، الحاملين مبدأ أن القضية السورية هي قضية الأمة السورية والوطن السوري.
أما في محور ”اللامركزية“، فهذا الأمر يحتاج إلى دراسات من قبل أكاديميين متخصصين في معظم المجالات الادارية- الزراعية – الصناعية … إلخ، ونحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي كنا قد طالبنا بتعديل قانون الإدارة المحلية ومنح صلاحيات أوسع للمحافظين، أما فيما يخص السيادة السورية فإن القرار يجب أن يبقى مركزيًا، وهذا أمر بديهي (الدفاع- القضاء – السياسة المالية والاقتصاد – الأمن العام).

مقررات اللقاء:
تم التوافق في نهاية الاجتماع على المقررات التالية :
1- حتمية وحدة الأراضي السورية ووحدة الصف والمسار والمصير ضدّ أي نوع من الاحتلالات، والإجماع على ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية من سوريا.
2- وحدة الهوية السورية الوطنية الجامعة والتي تعتمد على المواطنة الحرة المتساوية والطواعية، كمظلة وطنية عُليا وبما لا يتعارض مع الهويات الفرعية أو المحلية لكل الطوائف والمذاهب والقوميات والانتماءات المختلفة، وأن الجغرافيا السورية هي الوطن والحاضنة لكل الطوائف والقوميات والمجتمعات السورية باختلاف إرثها الثقافي والحضاري والفكري والديني.
3- ضرورة حيادية الدولة تجاه العِرق أو الدين أو القومية أو الإثنية أو الجنس في المجتمع السوري.
4- اعتماد مبدأ اللامركزية كحل لسوريا المستقبل، وفقًا لظروف الجغرافيا وتوزّع الأقاليم والمحافظات.
5- الثروات الوطنية هي مُلك جميع السوريين تُوزّع بشكل عادل من أجل تحقيق الاستفادة المُثلى من الثروات للمواطن السوري.
6- إننا نؤمن بمبادئ الإنسانية والعدالة والحرية والمساواة، ونؤكد على سلمية الحل للأزمة السورية، ضمن المبادئ الآنفة الذكر، وأن الحوار والتوافق السوري – السوري، هو الجسر الذي سيوحّد إرادتنا وقوانا ويحميها من التشرذم والاستغلال من قوى الاحتلال أو الارتهان الخارجي.
7- السعي والعمل لتوحيد القوى والرؤى السياسية الوطنية باختلاف مساراتها وألوانها، ونؤكد على ثقافة قبول الآخر وصولًا لدولة ديمقراطية تعددية لامركزية.

وقد تم التحفّظ من قبل الحزب على نقاط عدة في البيان، لا سيما على نقطة في البند الثاني متعلقة بتصوُّر وجود قوميات عدة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *