دولة ستصبح ذكرى

«إنّ انقاذ فلسـ طين هو أمرٌ لبناني في الصميم، كما هو أمرٌ شامي في الصميم، كما هو أمرٌ فلسطيني في الصميم. إنّ الخطر اليهودي على فلسـ طين هو خطر على سورية كلّها » سعاده، 1947

المجد لدماء أبطالنا، المجد لدموع أطفالنا التي ستجرف حصونَ العد وّ وآلاتِ حربه ودولتَه المصطنعة.اليومَ، يحتفل اليهود بذكرى قيام دولتهم على أرضنا، ولكن سيأتي يوم ستصبح فيه هذه الدولة ذكرى، وعِظةً بالغةً لنا نحن السوريين ولجميع الأمم التي سخّرتها اليهودية العالمية لمخططها التخر يبي الشرير.يدّعي هؤلاء الرعاع المتحجّرون أنه كانت لهم “دولتان“ على أرضنا، في تاريخهم الوهمي المختلَق، لم تُعمّرا أكثر من 80 سنة، وأنهما تعرّضتا ”للخراب “بسبب ”الصراعات الداخلية“، وغضب ”يهوه“ من عصيان أوامره. لماذا يصرّون على هذه السردية التوراتية الملفّقة؟ لأنهم عـ بيدٌ يكرهون ذِكر أسيادهم الأشوريين والبابليين والكنعانيين… ويريدون أن ينفوا قدرة شعبنا على إخضاعهم، وأن نشكّ في أنفسنا، وأن نستكين للأمنيات.الحقيقة هي أنه لم يكن لليهود دولة على أرضنا عبر التاريخ، ولم يحلّ خرابٌ أولٌ وثانٍ بدولتيهما المتخيّلتين ليدّعوا الآن أنهم يقتربون من ”الخراب الثالث“، وإنّما عمراننا المادي- الثقافي هو الذي تعرّض للتخريب والخراب، مرارًا وتكرارًا، على أيدي البرابرة عبر التاريخ، ومنهم هذا العد وّ اللئيم.الخراب هو تد مير عمرانِ مجتمعٍ حضاري ذي نفسية ملؤها الحبّ والجمال، أمّا سقوط دولة الشرّ والقتل فليس خرابًا، إنه محقٌ للباطل، وتعميرٌ للحقّ. والمخرّبون هم المـ حتلّون وليس من يقاو مون المحتلّ.التخريب والقتـ ـل هو ما اقترفته ”إسرائيل“ على مدى عقود ثمانية بحقّ شعبنا؛ هو ما قسّمته اتفاقية سايكس- بيكو، هو الأرواح التي أزهقتها فرنسة وبريطانية خلال “الانتداب“، هو ما هضمه تصريح بلفور من حقّ شعبنا ليمنحه للغرباء القتـ ـلة السرّاق؛ هو الدعم المادي والحر بي والسياسي والدعائي .. الذي قدّمته الولايات المتحدة وأعوانها لمخطّط الشرّ، هو ما قتـ ـلته ودمّرته ونهبته دولة الطغيان ”الديموقراطية“!.التخـ ريب أيضًا هو ما فعلته الأنانية الفردية والطائفية والسياسة الرجعية والحزبيّات الدينية والعشائرية المسؤولة عن كارثة فلسـ طين وما حلّ بوطننا كلّه!يا أبناء شعبنا الأباةإنكم ترون، على الرغم من عوامل الفوضى، كيف أصبح شعبنا قادرًا، بفئات قليلة منه، على إرباك العد وّ وإفشال بعض أهدافه. وبطولات المقا ومين في الميدان هي أمثلة واضحة عمّا يختزنه شعبنا الذي يجب أن يحا رب بكلّ قواه لتحقيق النصر، غير متّكل على ”الصـ راعات الداخلية“ في سقوط هذا الكيان الطارئ. ولا يكون ذلك ممكنًا إلّا بعقيدة صحيحة تجمع الشعب روحًا واحدًا، وبنظام صحيح يُنشئ قوة منظمة عامة متغلّبة.إنّ التحرير الشامل يستوجب وحدة الإرادة والقرار، ونقل النزاع من الداخل إلى الخارج، ويشترط أن نكون جميعًا صفًا واحدًا في الحر ب. وإنّ واجبنا القومي يفرض علينا ألّا يقف بعضنا متفرّجًا على عد وّنا الغدّار يُمعن في القٰـ تل والتخريب محاولًا استفراد جماعات من شعبنا ليتمكّن، لاحقًا، من إذلالنا وقهرنا جميعًا. أيها الفد ائيون المقا ومون،أنتم الذين لا تريدون لأنفسكم شيئًا.ليست البطولات العظيمة التي تسطّرونها في مواجهة العد وّ ثأ رًا بالمعنى البدائي، لأننا لسنا قبيلة في مقابل أخرى قتلت منا ”أعدادًا“، ونريد أن «نردّ لها الصاع صاعين»، فالحٰـ رب بيننا وبين اليهود ليست مجرّد ثـ ـأر وانتقـ ـام، بل هي قضية حياة أو موت، قضية وجود أمّة ونهضتها، قضية حياة سورية وعزّها ومصيرها.لقد حقّقتم انتصارًا جديدًا على العد وّ وهو إنجاز لشعبنا كلّه، تسيء إليه المراهنة على فوز هذا أو ذاك من سياسيي دولة تعمل لاحتـ ـلال أجزاء أخرى من وطننا وتستعمل مسألة فلسـ طين لتحقيق مصلحة شعبها.بتضحياتكم العظيمة فرضتم ”المعادلات“ في المواجهة الحـ ـربية ضدّ العد وّ. ولكنّ تحقيق ”توازن الردع“ يجب ألّا يكون هدفًا نهائيًا، بل هو الجـ ـهاد معًا لفرض معادلة واحدة، وهي: تحر ير أرضنا بالكامل وسيادتنا عليها.أيها القوميون الاجتماعيونبوحدتكم وجهادكم تنقذون شرف الأمّة، وتقفون سدًا منيعًا ضدّ الخيانة و”التطبيع“ واليأس والاستسلام وفرض أيّ تسوية تناقض حقوقنا القومية، لأنّكم تعرفون أنّ «الانتصار هو دائمًا شيء فاصل»

.لتحيَ سورية وليحيَ سعاده.

المركز، في 15 أيار 2023

عميد الإذاعةالرفيق إيلي الخوري

أجاز نشر هذا البيان رئيس الحزب الرفيق الدكتور علي حيدر.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *