التعصّب الديني في الشرق والشرقيين

في مثل هذا اليوم من عام 1934 توفّي الدكتور خليل سعاده، والد حضرة الزعيم. وللذكرى والعبرة ننشر هذه المقتطفات من مقالته ”التعصب الديني في الشرق والشرقيين“ التي كتبها في الأرجنتين عام 1915.

أصل العلة القتّالة

… «التعصّب الديني في الشرق عمل هائل من أعمال الطبيعة، فهو أشبه بطبقة من الطبقات الجيولوجيّة التي صرفت الطبيعة دهورًا في إنشائها…الدين في الشرقي قطعة من حياته. فهو يحسب الحياة وسيلة لتشريف الدين، لا الدين وسيلة لتشريف الحياة والسمو بها من مرتبتها الحيوانية إلى مرتبة روحانية تطهّر الأخلاق وتهدم الفواصل غير الطبيعية القائمة بينه وبين أخيه في الوطنية والبشرية»…

مذهب صاحب ”المجلة“ *

«يذهب صاحب ”المجلة“ إلى أن التعصّب مرض من أمراض الأخلاق ينتقل بالوراثة كما تنتقل الأمراض الطبيعية، فكما يولد ابن المجنون ميّالًا إلى الجنون، وكما يولد ابن السكّير ميّالًا إلى السكر، كذلك يولد ابن المتعصّب ميّالًا إلى التعصّب.

وتعصّب الشرقي … مرضٌ نفسي أو بسيكولوجي حقيقي لا شيء من المبالغة أو المجاز فيه؛ مرضٌ نفسي يزيده جهل صاحبه رسوخًا كما يزيد الجهلُ السكّيرَ تماديًا في المسكرات. ولكن كما أن العلم لا يدرأ الجنون عمّن في عائلته جنون متوارث، كذلك لا يدرأ العلمُ التعصّبَ الديني عن الشرقي، بل الحقيقة التي هي أغرب من كلّ ما تقدّم أن العلم في الشرقيين قد ينزع منهم الاعتقادَ في الدين ويُبقي على التعصّب الديني وحده…»

المتعلمون والتعصّب

«… إن التعصب الديني أصبح الآن مرضًا في أخلاقنا، لا جهلًا في عقولنا. وكما أن مجرّد العلم لا يصيّر الكذّاب صادقًا، بل قد يزيده تفنُّنًا في الكذب والنفاق، كذلك مجرّد العلم لا يجعل المتعصّب متسامحًا، بل قد يزيده تفنّنًا في التعصب والشقاق».

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *