ودّع السوريون القوميون الاجتماعيون والعائلة والأصدقاء الرفيقة مهتندة أسعد (مها أم فادي)، أرملة الرفيق خضر حموي، التي توفّيت يوم الاثنين في 20 آذار 2023، وقد أقيم لها مأتم حزبي في مسقط رأسها، بلدة سلمية، حماة ، نهار الخميس في 23 آذار، حيث أدّى الرفقاء التحية عند انطلاق موكب التشييع من المنزل، وبعد إتمام مراسم الجنازة أدّوا تحية الوداع للرفيقة الراحلة هاتفين لحياة سورية وسعاده.وقد ألقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الرفيق الدكتور علي حيدر كلمة جاء فيها:خلال مراسم التشييع خطر على بالي مسألة عمرها من عمر الإنسان، ألا وهي الخوف من الفراق من ناحية والسعي إلى الخلود من ناحية أخرى. هذا الصراع بين الفراق والتلاشي والخلود صراع أبدي، وكل ثقافة من الثقافات تعاملت مع المفهومين بطريقتها. كثيرون كتبوا ونظموا الشعر والنثر عن الفراق ولوعة الفراق، والأكثر منهم الذين اشتغلوا وسعوا إلى تأكيد مفهوم الخلود وفق طريقتهم. ومن يطلع على ثقافات العالم يرى كيف تعاملت كلّ منها تجاه مسألة الخلود بطريقتها. وكلكم تعرفون، على سبيل المثال، كي لا نذهب كثيرًا في هذا الموضوع، أن بناء الأهرامات كان في هذا الاتجاه، بينما في أمكنة أخرى كان العمل على الحياة اليومية في الاتجاه الأول.في مسألة الفراق والاتحاد لا نستطيع أن نتكلم على الرفيقة مها (أم فادي) دون أن نتكلم على الرفيق خضر حموي. في الحقيقة لم يتسنَّ لنا سابقًا أن نقوم بواجبنا تجاه الرفيق خضر بسبب الكورونا والتزامنا بالإجراءات الوقائية التي كان معمولًا بها.لذلك اليوم كل كلمة أقولها، بقدر ما تعني الرفيقة مها تعني الرفيق خضر.لا أذكر أنني زرت أو التقيت بالرفيق خضر إلّا وكانت الرفيقة مها متواجدة. لم نقصد مرة الرفيقة مها حتى بعد انتقال الرفيق خضر الجسدي إلى ”حياة أخرى“ أو إلى حياة الدوام التي نرى أنها باقية ببقاء الأمّة، إلّا كان الرفيق خضر حاضرًا بيننا في لقائنا.في الحقيقة، أظنّ أن هذه العائلة- الرفيق خضر والرفيقة مها- ظُلمت من زاوية أنها مارست أغلب عملها خارج متحدها الطبيعي في سلمية، وكثيرون هنا لا يعرفون ما قامت به هذه العائلة، هذه الحياة التي أنجبت وأنتجت استمرارًا وبقاءً على نوعين:النوع الأول هو في مجموع الرفقاء والرفيقات من أولادهم البيولوجيين الذين عندما نلتقي بأحد منهم نرى أن هذا الاستمرار وهذا البقاء موجود ومحقق بل وراسخ في العائلة القومية الاجتماعية التي أنشأها الرفيق خضر والرفيقة مها من أبناء وبنات وأصهرة وكَنّات.لقد تكلم الشيخ على حادثة بسيطة مما نعرفه عن عائلة هذين الرفيقين.في الشقّ الآخر يقال في أمثالنا الشعبية «مين خلّف ما مات»، ونحن نركز دائمًا على أننا لا نقصد الناحية البيولوجية فقط لأننا أحيانًا نخجل عندما نتحدث عن مواصفات شخص وما تركه من أثر أن نذكر أبناءه البيولوجيين. وقد تكلم الشيخ عن زاوية من هذه النقطة، حيث يُستعمل في المثل الشعبي «يا ما وردة خلّفت شوكة» فيتغاضون عن ذكر الأبناء البيولوجيين ليتكلموا على مآثر الفقيد الشخصية.قلائل يعرفون أن الرفيقة مها والرفيق خضر قضيا حياتهما الزوجية في مخيمات الحزب، ولم يتغيبا مرة عن هذه المخيمات، والرفيق خضر الذي كان يحمل مسؤوليات كثيرة وخاصة في عمدة الدفاع، لم يقم بواجبه بمعزل عن الرفيقة مها، حتى أنهما فور زواجهما وأثناء شهر العسل شاركا في المخيم الحزبي الصيفي بفعالية وفق ما أخبرني الرفيق فادي العريضي. والرفيقة العروس مها كانت تقوم بواجباتها في مطبخ المخيم وفي التدريب، وهي كانت من المقاتلات المجيدات في استخدام السلاح، وكان لديها هدايا خاصة من بعض القادة باسمها الشخصي كمقاتلة في الحزب.لقد وصلت إليّ رسائل تعزية كثيرة تدلّ على مكانة الرفيقة مها التي كانت أمًّا للجميع وكانت تنادى بعبارة ”ماما مها“، تمامًا كما نقول العم والخال والرفيق والأمين هكذا نقول ”ماما مها“.البقاء للأمّة
