الحزب السوري القومي الاجتماعي
عمدة الإذاعة
«في هذا الموقف العصيب الّذي يقف فيه المصير القومي العامّ على مفترق طريقين – طريق الفلاح وطريق البوار – في هذه الظروف الحرجة الّتي يتراوح فيها الوطن بين النهوض والانحطاط، بين النهضة القومية والحركات الرجعية، في هذه الحال الخطرة، تحار الأبصار وتبحث العقول عن قوّة حكيمة تثبت للزعازع وتنقذ الموقف. إنّ هذه القوّة هي أنتم.»
سعادة، نداء إلى القوميين الاجتماعيين بمناسبة الفتنة الدينية، 16 تشرين الثاني 1936
يكاد أن يكون مستحيلًا أن يتخيّل المرء أذى أكبر من مشهد أن يجلس العدو فخورًا مبتسمًا متفرّجًا إلى أعمالِه تُسيَّر دون أن يتكبّد… ويكاد أن يكون مستحيلًا لهذا العدو أيضًا أن يتخيّل ظروفًا أفضل لتحقيق مطامعه…
المؤسف في ما نراه في لبنان اليوم من اصطفاف، هو أنّ الأهداف المعلنة لكلّ المصطفّين هي ذاتها: صون التحقيق وتوخّي العدالة. ولكن، شتّان ما بين هذا، وبين الابداع اليومي الذي نراه في خدمة مآرب عدوّنا اليهوهي، المستفيد الأوحد في المديَيْن القريب والبعيد من مأساة الانفجار في مرفأ بيروت. فلا جدوى من المقارنة بين أفعال جرميّة درّب وحرّض ومهّد لها اليــهو د وينشط في ادارتها واستغلالها الأميريكي عبر تغلغل نفوذه في المؤسسات الحكوميّة وغير الحكوميّة في لبنان، في إطار استهداف مقاومة شعبنا – وصولاً إلى الاعتداء بالقنص على مواطنين – وبين الاجتهاد في تغطية نهج الفساد الذي وإنْ ظهر بعض أربابه بمظهر الحاضن للمقاومة، إنّما هو بالفعل سكّين في خاصرتها كيفما نشطت.
نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي قد اعتنقنا عقيدة الحياة لهذه الأمّة، ونرى كل جرحٍ في جسمها ينزف في قلوبنا، ونبذل كل نفسٍ ونبضة لإزالة هذا الجهل القاتل – السلاح الأفعل في يد العدو – ونهتف هتافنا لكلّ أبناء أمتنا أنْ أرفضوا الفئويّات المستنزفة والاستزلام المستعبد لقوانا، وهبّوا لتحصين مجتمعنا ضد الجهل والتبعيّة، واجتهدوا لتسخير عقولنا في نبذ الفساد والمفسدين وبناء المواطَنة الحقّة لنشيد القوّة التي تكفل حقوقنا بخيراتنا وتصون حياتنا حرّة عزيزةً منارةً بين الأمم.
ونحن نعلن رفضنا التام لكلّ الإملاءات الخارجيّة – من فرنسية وأميركية وخليجية وغيرها – التي تتحكّم بمصيرنا في جميع المؤسّسات الرسميّة من إداراتٍ وقضاةٍ وأجهزة، كما نعلن رفضنا لأي اقتتال داخلي هدّام يجرّ أبناء المجتمع الواحد الى متاريس خبرناها طوال سنوات في مختلف أنحاء بلادنا، ولعلّ اللّبنانيين أكثر من خبر عبثيّة الفتن الداخلية.
المركز في 14/10/2021
عمدة الإذاعة