الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ
عمدة الثقافة والفنون الجميلة
وزير الأوقاف الشامية: رجعية مدمّرة
أن يستخفّ المرء بأمّته فهذا يعني استخفافه بنفسه وبتدبّره الواعي لمعنى وجوده.
أيها القوميون، محقّون أنتم أن تتألموا عميقًا من استخفاف سوريين بحقيقة أمّتهم، وهم في مناصب تستوجب النضج والتنبّه. فالاستفادة مما بلغناه من حجم أحداث تُثبت باليقين القاطع، وعند كلّ مفصل، سقوط الأفكار الضالة ضلال الأوهام والبالية بلاء الحضيض الذي أوصلتنا إليه، فيما لم نزل نمعن في إهمال- إن لم نقل محاربة- الفكر المؤيَّد بالعلم والواقع والذي هو مرتكَز عودة حياتنا إلى محورها الطبيعي المثبَت بتاريخ عريق مفعم بالإنجازات والتفوّق.
أنتم الذين تحمّلتم بكلّ صبر إمعان أصحاب الحزبيات الدينية المدمّرة في التمسّك بهذا التردّي الذي يبعدنا أكثر فأكثر عن ركب التطوّرات العظمى الضاربة في طول هذا العالم وعرضه. وعلى سبيل المثال لا الحصر، واحدة من تلك التخبّطات التي لا سبيل لاستعراضها في بيان واحد، والتي حتمًا لا تتناسب مع منصب مسؤول كان يليق به التعّمق أكثر في ما يفكّر والتمعّن مليًّا في ما يقول ويعلن. فوزير الأوقاف في الحكومة الشامية، وبعد هزئه من حقيقة الأمّة السورية أطلق مثالًا غريبًا حول الأكراد الذين اعتبرهم «يعيشون في كنف العروبة» -وليس كجماعة من جماعات الأمّة- موحيًا أنّ ”التواجد“ الكردي لا يمكن احتواؤه في الفكر القومي الاجتماعي، وهذا ما يُبرز حجم الوهن الذي يتخبّط فيه. وغريب أن يتناول مسألة الأكراد رغم ما حملته تاريخيًّا في سياق علاقتها بأصحاب الفكر العروبي تحديدًا من معاناة ومشقّة، وهي المسألة التي نشأت واحتقنت بل وتورَّمت بفضل المبادئ العروبية التي رفضت اعتبارهم جزءًا من ”مكوّناتها“، إلى الحدّ الذي دفع بعروبية الوزير إلى حرمان ”أبناء الذمة“ هؤلاء حتى من الهوية التي ينالها أجنبيّ لمجرّد إقامته بعد سنوات قليلة. في حين أنّ القومية الاجتماعية تعتبرهم عنصرًا أصيلًا من عناصر هذه الوحدة الاجتماعية الثقافية، منطلقةً من مبدأ أن «الأمّة السورية مجتمع واحد».
إنّ ”قومية“ الوزير الوهمية المبنية على متغيّرَيْن غير ثابتين هما الدين واللغة، جعلت أعظم أعاجيبها: جمعُ هذا الشيخ بقبائل أقاصي أفريقيا وإقصاؤه عن جماعة عريضة من أبناء وطنه الذين يشترك معهم في وحدة الحياة-الوجود والدم والمصير.
نعم، القوميون الاجتماعيون يا جناب الشيخ الذي يفضّل هذا التيه المميت، هم الذين لا يسلّمون «حركة ومجهودًا إنسانيًا عظيمًا لقوّة حدس وتخمين، لشعور أو عاطفة أو رغبات استبدادية غير مستمدّة من حقيقة المجتمع، من نفسيته وأغراضه الصحيحة في الحياة». سعاده
لقد كان حريًّا بك يا الوزير الشيخ أن تلتزم بتعاليم الرسالة المحمدية السمحة أثناء خطبتك، عوض إقحام نفسك في علوم الاجتماع والجغرافيا والتاريخ بجهل فاضح وخطاب رجعيّ هو من أبرز أسباب الخراب الذي حلّ بوطننا عمومًا وبالشام خصوصًا منذ عشرة أعوام تقريبًا، والذي يجعل استمرار الحرب الداخلية حتى فناء شعبنا أمرًا ضروريًا لتحقيق أوهام العدوّ التوراتية.
لتحيَ سورية وليحيَ سعاده
المركز في 09 تشرين الثاني 2020 عميد الثقافة والفنون الجميلة
الرفيق عارف مهنا