مقتطفات من ”الأصول التاريخية للأعياد الدينية الرئيسية“

الرفيق الدكتور أمين حامد*

محاضرة منشورة في كتابه ”أحاديث آذار“، دار الركن، 2014، ص. 155-172.

مدخل

لقد ورثنا فيما ورثناه عن أجيال أمّتنا ومن الذين سبقونا بالتواجد على أرض الهلال الخصيب، أعيادًا نتذكرها ونستعيد طقوسها في مواعيد محددة من كلّ عام، دون إرادة لنا في قبولها أو رفضها. فالذهنية العامة (الذات العامة كما أسماها جبران خليل جبران) (1) الموجودة بقوة الاستمرار، وبحتمية التفاعل المادي-النفسي المستمر بين أجيال الأمّة داخل هذه الدورة الحياتية الواحدة، اختزنت فيها هذه المناسبات وحفظتها دون أن يتساءل هذا المجموع عن نشوء هذه المناسبات، أو عن كيفية تثبيتها منذ أن تكوّنت أولى التجمعات البشرية المتحضّرة على أرض سورية. فمن عيد رأس السنة، إلى الفصح، إلى الأضحى، إلى الفطر، إلى الميلاد، هذا عدا المناسبات الثانوية التي تحمل صفة القداسة أو الجماعية.

وقد يتسنّى لنا معرفة سبب تعيين بعض المناسبات والأعياد الوطنية كعيد الاستقلال مثلًا، أو كعيد الشهداء، فهذه حديثة العهد قريبة من تاريخ تواجدنا، أو كعيد المغتربين أو عيد الشجرة، أو عيد الزهور التي لا صفة دينية لها. لكن الغموض يحيط بمعظم المناسبات التي تحمل طابعا دينيا، وبعض هذه هي موضوع اليوم، خاصة وإننا نشترك كأمّة في إحيائها كلّ عام مع باقي شعوب الأرض.

ما كان هناك من مشكلة فيما لو أنه من الثابت والواضح معرفة أصول هذه الأعياد لدى كلّ الناس في العالم، ولو كنا لا نسمع الكثير من الأساطير والروايات المتناقضة حول أصولها، غايتها تجريد أمّتنا من ”أمومتها“ لهذه الأعياد والمناسبات. (2) فإذا سألت أميركيًّا مثلًا عن أصل الفصح، لأجابك فورًا أنه عيد يهودي، وأنه يعيد هذا العيد كون اليهودية في أصل المسيحية. وما هذا إلّا نتيجة ”الغَسل“ الذي إجراه اليهود لعقول الغربيين بحيث بدا كلّ ما هو سابق للمسيحية ”يهوديًّا“.(3) وإذا علمنا أنّ المسيحيين لم يحتفلوا بعيد رأس السنة الميلادية قبل مرور أكثر من ثلاثمئة سنة على ميلاد السيد المسيح، لخلق هذا أسئلةً عدة عن سبب تعيين المسيحيين لهذا التاريخ (1 كانون الثاني). وكثيرون سلّموا بعيد الأضحى على أنه مناسبة إسلامية عربية، وكذلك عيد الفطر، هذا عدا بعض الأعياد الثانوية كأعياد ”الرب“، ومار الياس، ومار جرجس، والعنصرة، وغيرها.

وقد يكون من المفيد لنا إيضاح أصول بعض هذه الأعياد كونها تضيء جوانب من حضارتنا كأمّة رائدة معلمة للإنسانية، بكشفها الرائع المتواصل، الذي استطاعت اليهودية حجبه عن الدنيا، فيظهر دور هذه الأمّة في قيادة العالم القديم وبناء سلّم القيم العليا السامية. فكما كانت أمّتنا في الماضي البعيد مركز انطلاق العلوم والفلسفات والفنون المحيية، وكما نشرت الحرف والرقم والشراع والتديّن الواعي والشرائع والقوانين، كذلك كانت نقطة انطلاق الأفراح والمناسبات والأعياد الرئيسية في العالم كلّه. هذه الأمور، التي يجب أن نكون واعين لها في الصراع من أجل استرداد تراثنا المنهوب، المصادر من قبل شعوب تعلّمت على أيدينا ثم رمتنا بكلّ فريّة وعقوق.

 وقد تبدو هذه المسألة غير ذات أهمية للبعض، لكننا نؤكد على أهمية معرفة مصادر الأعياد من أجل الوصول إلى قناعة بأن بروز مفهوم التديّن العميق والفهم الواعي الرائع والجميل للطبيعة البشرية، ومفهوم تعميم الخير وتفوّقه على الشرّ، إنما كانت من صلب الحضارة السورية عبر عصورها. وهذا الانسجام الرائع مع نواميس الطبيعة وظروف البيئة المحيطة بنا، والتي شكلت سمات شخصيتنا كأمّة، ينمّ عن طابع التمدُّن المميّز الذي كان فاتحة تمدّن البشرية.

اليوم، وبعد أن برز التراث السوري على أيدي الباحثين والعلماء الأركيولوجيين، صار بوسعنا معرفة مصادر الأعياد والمناسبات، وليس قولنا إنّ أمّتنا مصدرها أمرًا من باب المباهاة والمغالاة، فقد صار واضحًا مثلًا، أنّ “المسيحية ورثت عن الوثنية الكنعانية عالميتها، وكهنوتها، وطقوسها، وترانيمها، وأسرار فدائها، وأعيادها(4).

 وقد صار واضحًا تقريبًا كيفية حصول هذا التأثّر. وقد جرى برأيي المتواضع عبر قنوات كثيرة منها:

– بعض الطقوس والأعياد التي نُقلت مباشرة إلى المسيحية، كطقوس تكريس الكهنة والتطويب والصيام والقداديس وما يصحبها من موسيقى وغناء وفنون أخرى، وتقديم القرابين على المذبح. هذا كان بسبب انفتاح المسيحية في مقابل انغلاق اليهودية واستئثارها بالربّ (يهوه) إلهًا لها دون باقي البشر، وجعلها الخير موقوفًا على اليهود دون غيرهم.

– من خلال بعض الأعياد التي أخذها المسيحيون من اليهود كأعياد الفصح والعنصرة، والتي أخذتها اليهودية من الوثنية الكنعانية مباشرة ممّا جعل الأمر يلتبس على معظم الناس، فينسبون هذه الأعياد إلى اليهودية دونما توسّع في معرفة أصولها الحقيقية.

– من بعض المناسبات التي كرست بعد زمن طويل من انتقال السيد المسيح، والتي كرستها المجامع الكنسية في محاولة منها لإبراز النواحي الإلهية المهمّة من شخصية السيد المسيح، كمفاهيم التجسّد والتجلّي والصعود، وقد ارتبط هذا الشأن بمجال محاربة البدع والتأويلات الدينية التي ظهرت في تاريخ المسيحية، والمذاهب التي ظهرت في تاريخها وبقيت تهدد انتشارها كالمانوية والميثراوية والمونوفيزية وغيرها………..

الأعياد الإسلامية المحمدية

يعتبر عيدا الأضحى المبارك والفطر السعيد، العيدين الأساسيين في التقليد الديني المحمدي. فالأضحى عيد يذكّر بوجوب تكريم الله، يقوم قبله المسلمون بفريضة الحجّ إلى مكة المكرمة (بيت ابراهيم)، والتضحية بكبشٍ تأتي من جملة المراسم والفرائض المتعلقة بالحجّ. وذلك، تذكيرًا بالتضحية التي قام بها ابراهيم حين عزم على التضحية بابنه البكر على مذبح الربّ. والكبش يذكّر بفداء الربّ لابن ابراهيم لأن الربّ عوّض بكبش عن الولد.

وفي الحقيقة، فإنّ تكريم المعبود بالأضاحي عادة كنعانية بامتياز تحدّثت عنها التوراة في أكثر من مناسبة. لا بل ونقول إنه تقليد سوريّ بامتياز، إذ إنّ أولى المحفورات السومرية تُرينا بوضوح صورًا لبشر يحملون التقدمات من مأكولات وسوائل وخمور، وكباش أو عجول يحملونها متوجّهين نحو المعبد. وفي تضحية الناس ببواكير إنتاجهم طقس تكفير وإرضاء للمعبود مارسه جميع سكان الهلال الخصيب.

وقد انتقلت العادة من الكنعانيين والسوريين بالإجمال إلى مختلف شعوب العالم القديم، فمارسها الإغريق والرومان والفرس والعرب في الجزيرة العربية، حيث كانوا يذبحون شاةً في شهر رجب المقّدس عند العرب، كتضحية منهم لآلهتهم الوثنية. (طبعًا، كان ذلك قبل الإسلام). ويظهر أنّ التقاليد التي ترافق الأعياد لا تموت مع تغيّر الإيمان من ”الوثنية“ إلى التوحيد، فبقي هذا التقليد السوري المنشأ في صُلب الأضحى.

أمّا الحجّ إلى بيت ابراهيم (الكعبة)، الذي اعتبره القرآن الكريم المسلمَ الأول في تاريخ التوحيد الإسلامي – (وما كان ابراهيم يهوديًّا ولا نصرانيًّا ولكن مسلمًا حنيفًا)– فقد قلنا في مناسبات سابقة إنّ شخصية هذا الرجل غامضة، ولا يعرف ما إذا كان إنسانًا عاديًّا عاش في زمن معيّن كباقي البشر، أم رمزًا انتقل من ”الوثنية“ السورية إلى التوحيد الإسلامي. فترتبط شخصية ابراهيم بشخصية ”أدونيس“ الكنعاني ورمز الاثنين سعفة النخل، ونهر أدونيس عندنا يسمى بـ”نهر ابراهيم“، وترتبط شخصية زوجة ابراهيم – سارة – بشخصية (شارا) زوجة أدونيس، ومهما كان من أمر ابراهيم، فلم يكن الوحيد الذي انتقلت عبادته من الوثنية إلى التوحيد، فهناك الكثير من الأنبياء الذين كانوا قبل التوحيد وبقوا ”أنبياء“ بعده. ومنهم مار جرجس (الخَضِر) ومار الياس ويونس وذو الكفل وإدريس وصالح وآخرون.

أمّا عيد الفطر، فإنه يمثّل نهاية شهر الصوم، ويقع بعد رمضان الكريم مباشرة. وكانت عادة الصيام فرضًا واجبًا وطقسًا سوريًّا في زمن ”الوثنية“، واستمرّت كذلك بعد التحوّل من ”الوثنية“ إلى المسيحية، وبعد ذلك إلى الإسلام. وعليه، تكون طقوس وتقاليد الأضحى والفطر، سوريّة الأصل.

هذه هي الأعياد الرئيسية التي لم تزل تحيي التقاليد السورية في زماننا الحاضر. إلّا أنّ هناك جملة أعياد أخرى لم تزل بحاجة إلى التدقيق في أسباب تكريسها. من هذه الأعياد عيد العَنْصَرة الذي يسلّم الكثيرون أنه من أصل يهودي كان يُحتفل به في اليوم الخمسين للفصح اليهودي. لم نجد سببًا للاحتفال به في اليوم الخمسين للفصح اليهودي، لكننا نجد سببًا للاحتفال به في المسيحية، إذ أنّ العنصرة المسيحية يُحتفل بها كعيد هبوط الروح القدس على الرسل في اليوم الخمسين بعد قيامة المسيح من القبر.

   نستطيع أن نفهم سبب تحوّل العنصرة إلى عيد مسيحي. لكن ليس هناك مناسبة محدّدة في التقليد اليهودي، وإذا كان اليهود قد احتفلوا بالعنصرة قبل المسيحية، فعلينا أن نفتش لدى السوريين ”الوثنيين“ عن سبب الاحتفال.

الملاحظ أنّ الرقم 50 هو ما تدور حوله المناسبتان. وهناك مَثَل عامّي مرتبط بالعنصرة يقول: إذا خلص كرمك من العنصرة، هيّء له المعصرة. وهذا المثل العامي يشير إلى أن موعد عيد العنصرة، هو الحدّ الزمني النهائي لسقوط المطر والبرد، الذي يسبب ضررًا بسقوطه على الكرمة. وطالما أنّ المناسبتين اليهودية والمسيحية تدوران حول الرقم 50، وأخذا بالاعتبار حقيقة أنّ لا خطر بعد العنصرة على الكروم، فالاعتقاد شبه أكيد أن العنصرة ترتبط بالإله صاحب الرقم 50، وهو الإله السومري ”إنليل“ (سيد الفضاء) الذي منه تسقط الأمطار والبرد، والذي كان لدى الرافديين إله خصب ورياح. ولم تزل رموزه تدلّ على ذلك، لأننا نسمّي الرياح التي تهب في الربيع بـ”الخمسينية“.

فبعد عيد العنصرة لا خوف على الكرمة من أيّ خطر، أكان مطرًا أم بردًا، أم رياحًا. وهذا يعني أنّ اليوم الخمسين بعد الفصح، عيد هذا الإله بالذات، انتقل برمزه الخمسين إلى اليهودية وبعدها إلى المسيحية، ولم يزل اسم هذا العيد في اللغة اليونانية يحمل أيضًا رمزه أو رقمه (اسمه في اليونانية Pentakostos، ويعني الخمسين).

أمّا المناسبة الثانوية الأخرى فهي عيد مار جرجس. هذا القديس لا يقتصر على المسيحية، بل هو قديس مشترك بين الرسالتين السماويتين الموحّدتين، عنيتُ بهما المسيحية والإسلام المحمدي. والتوسّع في الحديث عنه يسوقنا إلى الحديث عن البعل الكنعاني نفسه. وبالتالي إلى البعل الرافدي الإله إيا أو ”تمّوز“. قصة هذا القديس، مسيحيًّا، أنه ولد في اللدّ من مدن فلسطين، واستشهد في الموصل من مدن العراق، أيام القيصر الروماني ديوكليتيان. وقد كان– كما تقول الرواية المسيحية- جنديًّا مسيحيًّا في الجيش الروماني قُتِل مرارًا عدة كما يشرح قصته المؤرّخ أنيس فريحة. وفي كلّ مرة يموت، يعود مجدَّدًا إلى الحياة حتى تمكّن من إدخال زوجة القيصر المذكور في الدين المسيحي، ممّا أدى بزوجها إلى قتلهما. هذا الإله الرافدي (إيا) الذي لقب بـ ”البعل“ وعُرف بعدة ألقاب أخرى – منها إنكي، وحَدَد، وزغروس، – عُرف أيضًا في الدين الإسلامي باسم الخَضِر، وعُرف لدى اليهود بـ”راكب السحب“، والسيد (أدون أو أدونيس) [نسخًا عن الكنعانيين]، وعُرف في القرآن الكريم باسم ”ذي القرنين“ الذي علّم موسى الحكمة حسب رواية سورة ”الكهف“ (الآية رقم 82 وما بعدها).

وإذا كنا بغنى عن ذكر أسطورته، وهي أسطورة أدونيس ذاتها، فإننا نتذكّر أنه كان يتواجد في الأرض حتى فصل الربيع حيث يترافق وجوده والخضرة في الطبيعة، ويغيب في العالم السفلي في شهر تمّوز (من أجل ذلك سُمّي الشهر تمّوزا لأنه شهر غيابه فيه) بعد أن يصرعه الخنزير أو تختطفه إلهة العالم السفلي (برسيفوني) وتحتجزه عندها فتنزل عشتار في شهر أيلول وتُعيده إلى العالم الأرضي. وتتكرّر في كلّ عام ميتته ثم انبعاثه.

 هذا القديس يصوَّر في الأيقونة المسيحية وهو يصارع التنين، ونلاحظ أنّ الرسالات السماوية الموحّدة [الإنجيل والقرآن والحكمة]، تشترك في تقديس هذا القديس، كما تشترك ”الوثنية“ كذلك في تقديم الاحترام له. وعليه، يكون هذا العيد أيضًا من مخلّفات ”الوثنية“ السورية التي احتفظت به لرسوخ عقيدته فيها بالأساس.

إنّ استكمال البحث في هذا الموضوع يتطلّب جهدًا متواصلًا من أجل الكشف عن أسباب نشوء الأعياد والمناسبات وتكريسها. لكننا نلاحظ من خلال هذه الأمثلة، أنها من حضارة أجدادنا مما يردّ على القائلين إن اليهودية هي مصدر هذه الأعياد والمناسبات. ولهؤلاء أيضًا نقول إنّ اليهود أنفسهم بقوا على عبادة الآلهة الوثنية السورية حتى زمن متأخّر. لا نستطيع أن ننسى أنّ الملك اليهودي سليمان نفسه عبد عشتروت، وأقام لها هيكلًا في أورشليم، واتّخذ شعار عشتروت الذي هو النجمة السداسية الرؤوس شعارًا للديانة اليهودية.

وقد ذكر حزقيال، أحد ”أنبياء“ اليهود، أنّ سليمان وضع في هذا الهيكل تمثالًا لتمّوز (أدونيس) وكانت النساء عند الباب الشمالي للهيكل تبكين على تمّوز في شهر المناحة، تمامًا كما في الطقس التمّوزي. (حزقيال 8: 5 و14).

وقد عبد اليهود إلهة السماوات (عشتار) كما عبدها سليمان،(12) وبقيت عبادة الآلهة الوثنية في اليهودية حتى زمن متأخّر. فها هو المصلح الديني يوشيا الذي كتب عام 621 سفر التثنية، في أيام الملك منسّى، وفيه يحضّ يوشيا اليهود على عبادة يهوه وحده، مما يدلّ على أنّ اليهود كانوا ما زالوا يعبدون آلهة أخرى إلى جانب يهوه، وقد أمر الملك منسّى اليهود بعبادة يهوه وحده وأحرق أواني البعل، ناهيًا عن عبادة الكواكب والأجرام السماوية التي كانت تُعبد في معابد اليهود، لا بل وخرّب معابد اليهود الذين أبقوا على هذه العبادات.(13)

وعليه، يكون اليهود مجرّد وسطاء في الإبقاء على التراث ”الوثني“ ولا يعود الفضل لهم في تكريس أيّ من الأعياد الرئيسية إلى المسيحية، لأنّ المسيحية أخذتها عن ”الوثنية“  المعاصرة لها مباشرة كما نستنتج.

وقد تبدو ”الوثنية“ ومن خلال محاربة المسيحية لها أمرًا مرذولًا. إلّا أننا نستطيع أن نؤكد أنّ انتقال قيم الخير وقيمة الفداء وقيم الانفتاح والتسامح ليست سوى تركة هذه ”الوثنية“، فليس من المعقول أن تكون قيم المسيحية التي علّمت التسامح والمحبة والعالمية المسكونية، مستمدَّة من اليهودية التي قصرت المحبة والخير على اليهود فقط، ولم تكن عالمية النزعة، بل اعتبرت أنّ الربّ هو رب اليهود وهو لهم حصرًا. ولا تسامح في اليهودية القائمة على انتقام الربّ الذي يفتقد ذنوب الآباء في الأبناء حتى الجيل الرابع، ولعلّ في مخالفة التعليم المسيحي للناموس اليهودي درسًا لنا يفيدنا عن مصدر تلك القيم الحقيقي. فالحقيقة أنه لم يتغيّر مع المسيحية إلّا عبادة الله وحده، أمّا باقي القيم والطقوس فليست سوى استمرار للنهج السوري العالمي المنفتح.

الهوامش:

1- في حديثه عن اللغة قال جبران: إنما اللغة مظهر من مظاهر قوة الابتكار في مجموع الأمّة أو ذاتها العامة.

2- راجع كتاب ”دراسات في التاريخ“ لأنيس فريحة بحث عيد الميلاد.

3- بموجب اتفاقية أوسلو حدّدت الاتفاقية كلّ ما هو سابق للإسلام ”يهوديًّا“.

4- الحوراني د. يوسف: لبنان في قيم تاريخه ص. 232.

….

12- المرجع نفسه ص. 24، كذلك كتاب الملوك، التوراة، 5 ك1-9.

13- المرجع نفسه ص. 24.

*الرفيق الدكتور أمين حامد، عميد الثقافة والفنون الجميلة الأسبق في الحزب

استاذ محاضر في الجامعة اللبنانية

استاذ محاضر في الجامعة اللبنانية الأمريكية

مدير قسم الفنون الفنون التشكيلية في معهد الفنون الجميلة، الجامعة اللبنانية

له كتب ومحاضرات:

– كتاب ” أحاديث آذار” – دار الركن للطباعة صدر عام 2013
– محاضرات ” الحداثة التشكيلية بين النظرية والتطبيق” عام 2010( غير مطبوع)
– محاضرات “اللون بين الفيزياء والحس” عام 2009 ( غير مطبوع)
– محاضرات ” التأليف في اللوحة التشيلية” غام 2009( غير مطبوع)

الجمعيات والنقابات
– عضو في جمعية LA Art core في مدينة لوس أنجلس منذ العام 1985
– عضو في جمعية Kappa PI للفنون التشكيلية – ولاية كاليفورنيا – منذ العام 1985
– عضو في جمعية الـ NATIONAL GEOGRAPHIC منذ العام 1984
– عضو جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت منذ العام 1995
– عضو مؤسس لنقابة الفنانين اللبنانيين للفنون التشكيلية منذ تأسيسها
– عضو مؤسس في المحترف الأخضر للفن التشكيلي في الشوف

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *