عمدة الإذاعة

يحتفل السوريون القوميون الاجتماعيون كلَّ عام، في الوطن وعبر الحدود، بمناسبة الأوّل من آذار، ذكرى مولد سعاده، باعث النهضة ومؤسس الحزب، يدفعهم أمل عارم ويحدوهم رجاء عظيم، أن تتحوّل هذه المناسبة التي قال فيها صاحب العيد إنها لم تُعدّ لشخصه “مجرّدًا عن التعاليم السورية القومية الاجتماعية”، إلى حركة نهوض ووعي عام تستند إلى مبادئ الحياة الجديدة المنبثقة من النظرة القومية …

في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1932 أعلن سعادة تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، عندما لبّى نفرٌ من السوريين الأحرار نداء الأمّة الحيّة التائقة إلى حياة حرّة عزيزة جميلة. حينها “..انبثق الفجر من الليل وخرجت الحركة من الجمود وانطلقت من وراء الفوضى قوّة النظام. وأصبحنا أمّة بعد أن كنّا قطعانًا بشرية..”، ذلك أن التأسيس، في جوهره وأبعاده، لم يكن …

ليس التفجير الذي وقع أمس في منطقة الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية فريدًا من نوعه. فالنظرة الشاملة إلى ما يحدث في وطننا السوري منذ عقود من السنين، في فلسطين ولبنان والعراق والشام.. تكشف لنا بوضوحٍ حصولَ سلسلةٍ منظَّمة ومخطَّطة من هذه الأفعال الإجرامية القبيحة الحاقدة التي تستهدف إحداث مجازر ضدّ المدنيين أو اغتيال مسؤولين سياسيين أو دينيين أو غير ذلك. …

إنّ التفجير الآثم الذي حصل في الضاحية الجنوبية لبيروت، بئر العبد، مستهدفًا المواطنين الأبرياء، الآمنين في بيوتهم أو الساعين إلى تحصيل قوتهم وكسب معاشهم، هو حلقة من سلسلة طويلة من المعاناة التي يحياها اللبنانيون نتيجة الانقسامات السياسية الحادة فيما بينهم، وغياب الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وتوفير الأمن الذي يُعتبر من أولويات وظيفة الدولة المعاصرة. وإذا كانت مروحة التحليلات …

إذا تداعَتْ نسيماتُ السَحَر، مبلَّلةً بندىً متهاملٍ من قلبِ ضبابٍ عاتم، وتمايلتْ أزاهيرُ الربى هامسةً بالعِطرِ الزاكي، وارتعدَ أزيزُ رصاصٍ تلاشى صداه، تزاهتْ تلاميحُ فجرٍ خُضِّبَ بالأرجوان، واندرجتْ تباشيرُ العيدِ مشرقةً في آفاقِ الزمنِ المتمادي. يا زعيمي! عيدُك أحبطَ الأزمنةَ المليئةَ بالصعاب، وأطلقَ البطولةَ المؤيّدةَ بصحّةِ العقيدة، وأعدمَ المساومةَ الغرّارة. علّمتَنا حبَّ الحياةِ وحبَّ الحرية، وحبَّ الموتِ متى كان طريقًا …

“لقد أتممت لكم رسالتي وسأختمها بدمي.” سعاده لم يكن سعادة صاحب رسالة خاصة به، ولو كان كذلك لماتت رسالته معه، بل كان صاحب رسالةٍ عامّة شاملة مبنيّة على “فهم عميق للحياة وأسبابها ومطالبها العليا”، رسالةِ تعليمٍ وهديٍ لأمّته السورية التي كشف حقيقتها ووضع خطّة نهوضها الماديّ- الروحيّ. والدارسُ المتدبِّر لمبادئ الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ الأساسية والإصلاحية يدرك ويشعر بعظمة وقوّة …

ليس للعمل- الإنتاج يومًا واحدًا في السنة، نعلنه عيدًا نحتفل به ونكرّم أصحابه بكلّ ما أوتينا من مظاهر التعبير عن الفرح والامتنان والشكر والعرفان بالجميل، ذلك أنّ الأمم الحيّة – وأمّتنا في مقدمتها بفعل أنوار النهضة القومية الاجتماعية الكاشفة والهادية- تدرك وتمارس الحياة صراعًا- عملاً مستمرًا متصاعدًا متناميًا لتحقيق الأفضل للمجتمع كله. فالعمل ميزة الحياة الجيدة ويكون علمًا وفكرًا وغلالاً …

“لو لم أكن أنا نفسي، لرغبت في أن أكون عقلاً واعيًا، ونفسًا فاهمة، وقوّة باطشة، وحلمًا مشفقًا، وصبرًا لا ينفد، وعزمًا لا يقف في سبيله شيء وغموضًا يصدّ الكيد، وجلاءً لا يُبقي مجالاً للريب!” سعادة. مجلّة «الجمهور»، 22 تشرين الأوّل 1936. ليس ما نشهده على ساحة الوطن السوري من تنفيذٍ حثيثٍ لمخطَّط عدوٍّ خبيثٍ يعمل على قتل وإبادة شعبنا وتخريب …

“الشعوب الغبيّة تفعل برجالها ما تفعل الأطفال بألعابها، تحطّمهم ثم تبكي طالبةً غيرهم!” سعادة، الزوبعة، العدد 91، 23 نيسان 1947. أبو العلاء المعرّي بقلم أنطون سعادة: 1- “الشاعر الوحيد بين شعرائنا الماضين والحاضرين الّذي خصّ شعره، فضلاً عن نثره، بالفلسفة، هو أبو العلاء المعرّي، فخر شعراء اللغة العربية وفلاسفتها… تناول الفلسفة من وجهتها العلمية الراقية لا من وجهة النظريات البسيطة …